الفصل الثاني 💝

51 4 0
                                    

رواية التوأم

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

رواية التوأم..... ٢.. علاقة باردة
تشبث الرجل بالحاجز الحديدي بقوة و تمتم بصوت مسموع" هازال..أهذه أنت؟" قطبت هازال جبينها و أجابته بصوت عالي" نعم..هذه أنا..شككت للحظة بأنك نسيت أن لك ابنة أخرى ..مع أنني متأكدة بأنك نسيتني طيلة سنوات..لكنني الآن هنا..هذا هو المهم" التفتت نازلي إلى هازال و قالت" غير معقول..هل أنت حقا أختي؟" هزت هازال برأسها و أجابت" نعم..أنا أختك التوأم" عانقتها نازلي و هي تقول" أختي..كم جميل أنك هنا..سيكون لدي أخت" ثم ابتعدت عنها و التفتت إلى ياغيز الواقف بجانبها و قالت" ياغيز..حبيبي..انظر..انها توأمي..أصبح لدي أخت" ابتسم ياغيز بسعادة و قال" نعم..هذا جميل" نزل الرجل الدرج و اقترب من هازال..مد يده نحوها فتراجعت إلى الخلف..بقيت يد أمين ممدودة..سأل" هازال..ابنتي..لماذا تبتعدين عني؟ اسمحي لي بأن ألمسك" رفعت هازال حاجبها استغرابا و قالت بنبرة غاضبة" ابنتك؟ هل تذكرت الآن بأنني ابنتك؟ بعد اثنان و عشرين سنة كاملة؟ أين كنت أنت عندما كنت أنام جائعة و أرتجف من البرد؟ أين كنت أنت عندما كنت أنذل بين الناس لكي أحصل على بعض الليرات التي لا تكفي للأكل و الشرب؟ أين كنت أنت عندما كنت أعمل هنا و هناك عند أناس بلا رحمة و لا شفقة؟ ما ذنبي أنا إذا كنت تطلقت أنت و أمي و اتفقتما أن تأخذ أنت نازلي و تأخذني هي معها؟ ما ذنبي أنا إذا كان كل واحد فيكما قد تزوج من جديد و التهى بحياته؟ ما ذنبي أنا إذا كان زوج أمي رجلا حقيرا خدعها و سلبها كل أموالها و تركنا للفقر و الذل؟ أنا الضحية الوحيدة في كل ما حدث..أنا" قال أمين" هازال.ابنتي..إهدئي..و اجلسي" جلست هازال و جلس الجميع قبالتها..اضاف أمين" هازال..أنا و خديجه كنا نعشق بعضنا جدا..لكن المشاكل التي حدثت بيننا كانت أكبر منا..و حكمت علينا بالإنفصال..لم أرضى أن تأخذكما أنتما الإثنتين..فاتفقنا على أن تصطحبك أنت معها و تبقى نازلي معي..لم أقصر معها..و أعطيتها مالا يكفيها لكي تعيشا بكرامة..و بعد زواجها الثاني..انقطعت أخبارها عني..بحثت عنكما كثيرا..لكن دون جدوى..لم أكن أعلم بما حدث معكما..سامحيني يا ابنتي..أنا مستعد أن أعوضك عن كل ما مضى..المهم أن تسامحيني" طأطأت رأسها و قالت" ذاتا لم يبقى لي مكان آخر لأذهب إليه بعد وفاة أمي..لقد بقيت لوحدي..أنا لا أريد أن أزعجكم لكن.." وضع أمين يده على يدها و قال" عن أي ازعاج تتحدثين؟ هذا منزل والدك .. لا تنسي ذلك..هذا منزلك الآن..مرحبا بك بيننا..هذه أختك و هذا زوج أختك..أعدك بأنني سأعوضك عن كل ما مضى..رفعت هازال عينيها و تأملت كل زاوية من زوايا القصر الفخم..الستائر الحريرية..الغرف المتعددة..اللوحات الفنية لأشهر الرسامين..الأرائك الفاخرة..الأثاث ذي الجودة الرفيعة..هذا مكانها..و هنا ستبدأ حياة أخرى لا تشبه تلك الحياة البائسة التي كانت تعيشها في ذلك الحي القصديري المقرف..قال أبوها" ابنتي..تستطيعين اختيار الغرفة التي تريدين البقاء فيها..اعتبري نفسك في منزلك و بين أهلك..لأنك فعلا كذلك" وقفت هازال و قالت"تمام" وقف الجميع و قالت نازلي" أختي..سررت كثيرا بلقاءك..سنجلس معا مطولا لكي نتعرف على بعضنا أكثر..أتعلمين..أشعر بغرابة عندما أنظر إليك..كأنني أرى نفسي في المرآة" ابتسمت هازال و ردت" ستتعودين عزيزتي" نظر إليها ياغيز و قال" مرحبا بك بيننا..سررت بمعرفتك" مدت هازال يدها و صافحته و هي تقول" و أنا كذلك" ثم أضافت" و الآن عن اذنكم" نادى أمين السيدة بتول المدبرة المنزلية لكي ترافق هازال إلى الطابق العلوي..اختارت لنفسها الغرفة المجاورة لغرفة نازلي و ياغيز..غرفة فسيحة بسرير كبير و شرفة تفتح على المسبح و الحديقة..نظرت إلى حقيبتها القديمة و تقدمت نحوها.
.أخرجت منها ملابسها و اخذت ترتبهم في الخزانة و هي تحدث نفسها بأن وجودهم هناك سيكون مؤقتا..ستلبس من أغلى الماركات كما تفعل أختها..ستشتري كل ما تشتهيه نفسها..و كل ما يخطر على بالها..لقد انتهى زمن الحاجة و الخصاصة..و جاء زمن الغنى و الترف و الرفاهية..دخلت إلى المرحاض..ملأت الحوض بالماء الدافئ و استلقت بين أحضانه لساعة كاملة..شعرت كأنها تعيش في نعيم..لفت جسدها بمعطف الإستحمام الوردي اللون و خرجت..أخذت تمشط شعرها و هي تنظر إلى نفسها في المرآة..قالت" و أخيرا سيكون لهذا الوجه فائدة..سيجعلني أؤسس لنفسي حياة أخرى..رائعة و مريحة..لطالما كرهته و لعنت نفسي لأنه وجهي..لطالما ضربت عليه..و بسببه..طمع في كل حقير و نذل..الآن سيكون هذا الوجه هو مصدر راحتي و سعادتي..
بعد ذهاب هازال إلى غرفتها..نظرت نازلي إلى والدها و سألت" بابا..كيف تخفي عني شيئا كهذا؟ ألا يحق لي أن أعلم بوجود أخت؟ أليس من حقي أن أراها و أتواصل معها؟ ما فعلته كثير" هز أمين رأسه بحزن و قال" معك حق يا ابنتي..من حقك أن تعرفي بذلك..لكنني انشغلت بك عن الدنيا بأسرها..و عندما انقطعت أخبار خديجه عني و لم أعد أجد طريقة للتواصل معها ظننت أن مكروها أصابها و أصاب أختك..لم أكن أريد لك أن تحزني..أو أن تتمسكي بأمل كاذب إذا أخبرتك عنها و انتظرت قدومها و لم تأتي..أنا آسف يا ابنتي" نظرت إليه نازلي و قالت" فهمت..لكن أعتقد بأنك مدين بأكثر من الإعتذار لهازال..لقد كانت حياتها قاسية جدا..و يجب أن تعوض لها ذلك" قال" هذا ما سأفعله بكل تأكيد" وقفت نازلي و قالت" عن اذنكما الآن..لدي اجتماعات كثيرة اليوم" تحركت نازلي مبتعدة فتبعها ياغيز و هو يسأل" حياتي..هل تريدين أن أرافقك؟" أجابت" لا..لا داعي لذلك.. لدي الكثير من العمل في دار الأزياء و سأتأخر في العودة ..نلتقي فيما بعد" هز ياغيز برأسه و اقترب منها..اختطف قبلة سريعة من وجنتها و بقي يراقب ابتعادها..هي هكذا دائما..امرأة عملية..تمنح اهتمامها و أولويتها لعملها..تريد دائما أن تكون الأفضل..تصر على البقاء في القمة..تقضي يومها بين اجتماعات و أعمال مختلفة..و تعود إلى المنزل منهكة و متعبة..تهمله و تبخل عليه بعواطفها..جافة و باردة..و حتى في الفراش..علاقتهما لا ترضي غروره كرجل..لا يستمتع بها و تجعله يبلغ تلك الذروة التي يريدها كل رجل في علاقته بإمرأته..يتعايش مع ذلك..يحاول التغطية عليه باهتمامات أخرى..يدفن نفسه في عمله مع والدها في شركات البناء..الصدفة هي من جعلته يعمل عنده أصلا..هو مهندس معماري متفوق في عمله..صمم شكلا معماريا جديدا مختلفا عن الأبنية الإعتيادية و لاقى ذلك اهتمام أشهر شركات البناء في تركيا..و منهم شركة شامكران..و بعمله هناك تعرف عليها..و أحبها..كانت عندها تظهر له الإهتمام و الحب ..أما بعد الزواج..فبدأ ذلك يتلاشى شيئا فشيئا..كأنها اطمأنت لأنها حصلت عليه..و صار تحصيلا حاصلا بالنسبة اليها..و ها هي ثلاث سنوات كاملة تمر على هذا الزواج فضحت معها الكثير من العيوب في هذه العلاقة..

و ها هي ثلاث سنوات كاملة تمر على هذا الزواج فضحت معها الكثير من العيوب في هذه العلاقة

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
التوأم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن