الفصل السابع عشر 💝

19 2 0
                                    

#رواية_التوأم ١٧

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

#رواية_التوأم ١٧.. ثمن الخطيئه
حطت الطائرة القادمة من باريس الى اسطنبول في المطار..حملت هازال حقائبها و اتجهت نحو بوابة الخروج..لحق بها كوراي و عرض عليها ان يوصلها الى المنزل فقبلت..ركبا معا سيارته..سألها" كيف وجدت الرحلة؟" ابتسمت و أجابت" لقد كانت رائعة..لقد كانت فرصة جيدة للترفيه عن نفسي و لمعرفة أماكن جديدة لم ازرها من قبل..أشعر أن لدي طاقة غريبة للحياة..كأن روحا جديدة انبعثت داخلي..كم أنا متحمسة للوصول الى المنزل..لقد اشتقت الى أهلي..سأساعد أختي في التحضير للعرض..و سأركز على دراستي..يجب أن أنجح و اتفوق..و أحصل على عمل مناسب..أريد تأسيس حياة مختلفة..حياة خاصة بي" و أضافت في نفسها" و بياغيز..لن أتخلى عنه..أنا أعشقه و أحبه..و أعلم جيدا أنه يحبني..سينفصل عن أختي لأنه ليس سعيدا معها..سنعطي علاقتنا الوقت اللازم لكي نظهرها للجميع..ياغيز حبيبي..اشتقت اليك كثيرا..أشعر أن حبك كبر أكثر من ذي قبل..عاطفة غريبة تشدني نحوك بقوة..أمر لا أستطيع تفسيره..لكن المهم هو أن أكون معك..و لك" كانت الابتسامة لا تفارق وجهها و الحماس باد على ملامحها..نظر اليها كوراي نظرة ذات مغزى ..و لم يقل شيئا..في الطريق..أعطاها كوراي زجاجة ماء لكي تشرب منها عندما أحست بالعطش..واصلت حديثها الحماسي دون توقف..و كان كوراي يراقبها..فجأة..توقفت عن الكلام..و مالت برأسها الى الخلف و اغمضت عيونها..لقد اعطى المخدر مفعوله..ربت كوراي على خصلات شعرها و همس" مسكينة..كم كانت متحمسة..لا علم لها بما سيحصل لها..مؤسف" ..سحب هاتفه من جيبه و اتصل بنازلي قائلا" نازلي..كل شيء جاهز..انها معي..سآخذها الى المكان المتفق عليه..هل اتفقت مع الممرضة و الطبيب..قبلا بذلك..تمام..جميل..و أنت..ماذا ستفعلين؟ ..جاهزة..نعم..الأوراق و التسجيل و كل شيء..كما اتفقنا..ميراك ايتما..لا تقلقي..سنبقى على تواصل..الى اللقاء" ..في الشركة..كان ياغيز يعقد اجتماعا مع ممثلين عن شركة أجنبية..عندما طرقت نازلي الباب و دخلت..رفع ياغيز حاجبه استغرابا و سأل" نازلي.. ماذا تفعلين هنا؟" أجابت" آسفة..أعلم بأنك مشغول..لكنني أريدك في أمر ضروري" استأذن ياغيز من الموجودين و رافق نازلي الى الخارج..نظر اليها و قال" مالأمر؟ فيم تريدينني؟" قالت" لدي خبر سار اريد أن ازفه لك..أعلم أن الوقت غير مناسب..و انك مشغول..لكنني لم أستطع أن انتظر عودتك فأتيت..هل انت مستعد لسماع الخبر؟" تأفف ياغيز بضيق و قال" نازلي..لو سمحت..ليس هذا وقت المزاح..قولي ما تريدين بسرعة" وضعت نازلي يدها على بطنها و قالت بسعادة" ياغيز..حبيبي..أنا حامل"
حملق فيها ياغيز للحظات ثم قال بعصبية" نازلي..ان كانت هذه مزحة فأخبرك بأنها مزحة ثقيلة..انا مشغول و لا وقت لي لهذا الهراء" و هم بالابتعاد لكن نازلي أمسكته من ذراعه و قالت بنبرة جدية" ياغيز..أنا لا أمزح..أنا حامل" ابتلع ياغيز ريقه بصعوبة و تمتم بصوت ضعيف" ماذا ؟ حامل؟ كيف؟ و متى؟ و لماذا الآن؟ الآن بالذات؟" بدا الحزن واضحا على ملامح نازلي و قالت" هكذا؟ أهذا ما ستقوله لي؟ أهكذا تستقبل خبر حملي؟ هذا الحمل الذي لطالما انتظرناه معا..هل نسيت كم كنت متلهفا لكي تصبح أبا؟ هل نسيت؟ ها قد حدث..و لو بعض طول انتظار..أنا حامل..حبيبي..هذه فرصة جديدة لنا معا..سنكون العائلة المثالية التي تمنيناها طويلا..سيكون لدينا ولد او بنت نلعب معه و نعتني به..أليس هذا رائعا؟" نظر ياغيز يمنة و يسرة بحثا عن كرسي يجلس عليه ..لم يعد قادرا على الوقوف..قدماه لا تقويان على حمله..كله بسبب تلك الليلة السوداء التي لا يذكر منها شيئا..تلك الليلة التي ستجعله يخسر هازال الى الأبد..لن ترضى أن تكون معه الآن بينما أختها حامل منه..لن تقبل بأن يكون بينهما أية علاقة أبدا..وضع يده على عنقه..يكاد يختنق ..مشى بلا وعي ..يتحسس طريقه عبر تلمس الحيطان كأعمى غير قادر على الرؤية..دخل الى الحمام الرجالي ..وقف امام المرآة..ضرب وجهه بالماء مرات عديدة..يريد أن يصحو من هذا الكابوس المزعج ..رفع عيونه و نظر الى المرآة..عيونه تعكس غضبه و المه..حزنه و خيبة أمله..تمزقه من الداخل..لو أخبره شخص قبل أشهر قليلة بأنه سيحزن كل هذا الحزن اذا عرف بحمل زوجته فسيقول عنه بأنه مجنون..لقد كان مهووسا بشعور الأبوة..و لطالما تخاصم مع نازلي من أجل موضوع الحمل..و الآن ..و عندما تحقق الأمر..يشعر بأن روحه تنسل من جسده رويدا رويدا..مرر أصابعه خلال خصلات شعره المبللة..أعاد النظر الى وجهه..تذكر هازال ..تذكر ما عاشاه معا..تذكر تلك الليلة المشؤومة..اندفعت كل الذكريات دفعة واحدة أمام عينيه..لم يتحمل عقله ذلك..اشتعل غضبا..و لكم المرآة بيده بقوة حتى تحطمت..نظر ياغيز الى الدماء التي تسيل بغزارة من يده..لم يكترث لها..كان الألم الذي يشعر به أقوى من ذلك الألم البسيط..تجمعت الدموع في عينيه ..أحرقتهما بقوة..لم يستطع أن يمنع نفسه من البكاء..انفجر باكيا بصوت مسموع و انهار على أرضية الحمام..في الخارج..كانت نازلي واقفة في مكانها..ارتسمت على وجهها تعابير حزينة..يؤلمها الا يسعد ياغيز بخبر حملها..حتى و لو كان الخبر كاذبا..أن ينتهي كل ما بينهما هكذا..ببساطة..ثم تغيرت ملامح وجهها..ابتسمت بخبث و قالت".لا مشكلة..ياغيز انت لي..لي لوحدي..أنت حبيبي..و والد طفلنا القادم..سنكون معا..لن تكون مع هازال..أنا أم ابنك..و أنت زوجي أنا..سأفعل كل شيء لكي نكون عائلة مثالية..يجب أن تكون قويا و متماسكا حبيبي..هناك خبر آخر كالقنبلة في انتظارك..خبر سينسف علاقتك بهازال نسفا..لكي تبقى حقيقتك الوحيدة..هي أنا..أنا فقط" و ضحكت بصوت عالي..في منزل خشبي في منطقة جبلية بعيدة..فتحت هازال عينيها لتجد الظلام يلف المكان الذي هي فيه..لا تكاد ترى شيئا..صرخت بأعلى صوتها ..لكن ما من مجيب..ارتعش جسدها بقوة..و خفق قلبها من شدة خوفها..حاولت أن تتحرك لكنها وجدت نفسها مقيدة..خرج ياغيز من الحمام ..نظرت اليه نازلي و جرت نحوه..امسكت يده و قالت" ياغيز..حبيبي..ماذا حدث ليدك..الجرح غائر جدا..يجب أن يراها الطبيب..هيا بسرعة" حاول ياغيز ان يعترض لكنها منعته و اصطحبته الى أقرب مشفى حيث قطب الدكتور له يده و ضمدها..أنهك البكاء و الصراخ هازال لكن دون جدوى..فجأة..فتح الباب..و دخلت منه امرأة في الأربعين من عمرها..نظرت اليها هازال و قالت" من أنت؟ أين أنا؟ لو سمحت..أجيبيني..ساعديني لكي أذهب من هنا..لا بد أن أهلي قلقون علي..ساعديني..أتوسل اليك" هزت المرأة برأسها و قالت" ابقي هادئة..انت هنا في أمان..لا أستطيع أن أجيبك على أسئلتك..المهم انني سأعتني بك..يجب أن تأكلي الآن" هزت هازال برأسها بعصبية و رددت" لا أريد..لا أريد..يجب أن أذهب من هنا..ساعدوووني" أجبرتها المرأة على شرب عصير برتقال عندما رفضت أن تأكل..في القصر..جلس ياغيز قبالة أمين و نازلي..كان أمين سعيدا بطريقة لا توصف عندما علم بحمل نازلي..كان متحمسا جدا لانه سيصبح جدا..قال بنبرة فرحة" ليت هازال كانت هنا..أعتقد بأنها كانت ستسعد كثيرا لانها ستصبح خالة" صمت قليلا ثم سأل" أين هي؟ ألم يكن من المفروض أن تعود اليوم؟ لماذا تأخرت؟" نظرت نازلي اليه و الى ياغيز و قالت" في الواقع..هناك خبر آخر يخص هازال أريد أن أخبركما به" استوى ياغيز في جلسته و سأل بقلق" مالأمر؟ ماهو الخبر المتعلق بهازال؟" صمتت نازلي قليلا ثم ردت" هازال قررت أن تواصل دراستها في الخارج..لقد اتصلت بي و أخبرتني بذلك..لن تعود الى هنا قبل أن تنهي دراستها" انتفض ياغيز واقفا و قال " ماذا؟ و متى قررت ذلك؟ و لماذا لم تعد اولا ثم تقرر ذلك؟ لماذا لم تسألنا؟ هذا لا يصدق..مستحيل..كيف تفعل هذا؟" نظر أمين الى ياغيز نظرة استغراب ثم قال" ياغيز..أستطيع تفهم خوفك على هازال..لكن تذكر بأنها فتاة بالغة و راشدة و تستطيع ان تتخذ قرارات كهذه بنفسها..سأتصل بها و أتناقش معها حول الموضوع..لا تقلق" مرر ياغيز أصابعه خلال شعره بعصبية و هز برأسه دون أن يقول شيئا..تكلمت نازلي" و هناك أمر آخر أيضا..هازال أخبرتني بأنها تعيش علاقة حب مع كوراي..أستاذ الجامعة" رمقها ياغيز بنظرة حادة و سأل"ماذا؟ مستحيل..هازال لا تحبه" ابتسمت نازلي و قالت" و كيف عرفت ذلك؟ هي من أخبرتني بذلك..و ارسلت لي صورا لها و له..صور خاصة جدا بصراحة ..يعني صور حميمة" شعر ياغيز بأنه يتجمد في مكانه..لم يعد قادرا على الحركة..توقف عقله عن التفكير..كأن رأسه سينفجر ..عاد الى الجلوس و هو يحاول السيطرة على نفسه ..قال أمين" مع ان الأمر بدا سريعا و غريبا..لكنني أتمنى لها السعادة..لقد عرفت بأنها سحبت مبلغا كبيرا من حسابها البنكي الذي فتحته لها..لا بد انها احتاجت ذلك لكي تسجل في الجامعة و تستقر هناك..سأجد الفرصة المناسبة لكي أسافر اليها و اتواصل معها" تجهم وجه نازلي و قالت" ان شاء الله"
نظر ياغيز الى نازلي و قال بصوت مخنوق" نازلي..هلا رافقتني الى الغرفة؟" ردت" أكيد حبيبي" ..دخل ياغيز الى غرفتها و أغلق الباب وراءه بعد دخول نازلي..سألته" لماذا ناديتني الى هنا؟ مالأمر؟" تكلم من بين أسنانه" أريني الصور" قالت" عن أي صور تتحدث؟" ضرب الحائط بيده و قال" صور هازال مع ذلك الحقير..يجب أن أراها..أريد أن اتأكد مما تقولينه..عقلي لا يستوعب ذلك" قالت ببرود" مع انني لا أستطيع تفهم ردة فعلك هذه لكن..تمام..سأريك الصور لكي تصدق ما قلته" اخرجت الهاتف من جيبها..و قربته منه..صور لهازل، و كوراي..في السرير ..يضحكان معا..متعانقان..أخذ ياغيز الهاتف من يدها..قلب الصور و هو يشعر بأن قلبه يتمزق اربا اربا مع كل صورة يراها..ارتعشت يده و سقط الهاتف منها..أخذت نازلي هاتفها و خرجت..لم تتحمل رؤية تأثره و ردة فعله القوية..رغم معرفتها بأنه يحب هازال من كل قلبه..لو لم يكن وقع في حبها لما كان أقام علاقة معها و لما كان طلب الانفصال عنها..بقي ياغيز واقفا في مكانه..لا يعرف كيف يتصرف..و مالذي سيكون قادرا على اطفاء هذه النيران التي أخذت تكوي جنبيه بلا رحمة ..عقله لا يستوعب ما يحدث..كل الأمور السيئة تحدث تباعا..وضع رأسه بين يديه..يريد أن يصرخ بأعلى صوته..يريد أن يبكي..يريد أن ينقذ نفسه من هذا الوضع المزري الذي وقع فيه..أيعقل انه وجد نفسه فجأة سجين زواج محكوم بالفشل..بلا حب او رغبة او شغف..أيعقل انه خسر المرأة التي أحبها من كل قلبه و الى الأبد؟ أيعقل أنه رأى هازال مع رجل آخر في السرير..تعانقه و تضحك معه؟ كيف قدرت أن تفعل ذلك؟ هل كان ما بينهما تافها و سخيفا الى هذه الدرجة حتى استطاعت أن تنجح في نسيانه و تجاوزه بهذه السهولة؟ أن تبدأ من جديد..في مكان بعيد جدا عنه..و مع رجل آخر..أمر يعجز حقا عن تفهمه و استيعابه..تحرك نحو الحمام..وقف بثيابه تحت مرش الماء و فتحه..انهمرت المياه غزيرة عليه..كان يظن بأنها ستكون قادرة على اخماد نيرانه..لكن عبثا ما فعله..
فتحت هازال عينيها بعد ساعات من النوم لتجد نفسها ما تزال تغرق في ظلام الغرفة التي يحتجزها أحدهم فيها..عادت الى الصراخ لعل صوتها يصل الى شخص ما يتمكن من انقاذها و تخليصها من هذا السجن الذي لا تعلم سببه..لم يجدي لا صراخها و لا بكاؤها نفعا..سمعت حركة في الخارج..هدأت و أرهفت السمع لعلها تتمكن من فهم شيء..كان الحديث همسا و الأصوات خافتة..حاولت أن تتحرك لكن القيود منعتها..سمعت صوتا غريبا يخاطبها و يقول" مرحبا هازال..هل أعجبتك الاستضافة؟" ردت بعصبية" من انت؟ و لماذا أنا هنا؟ هل تسمي هذه استضافة؟ فكني لأذهب من هنا" ضحك الصوت الغامض بطريقة مخيفة و قال" ممنوع..لن تذهبي الى أي مكان..أنت ضيفة ثقيلة الظل هنا..أنت هنا لكي تدفعي ثمن خطيئتك" صاحت" خطيئة؟ عن أية خطيئة تتحدث؟ و من انت لتحاسبني على خطيئاتي؟ قل من انت..لنتواجه..و عندها سأعطيك حق محاسبتي..هذا لا يجوز..ما تفعله خطأ..اريد أن أذهب من هنا..لدي عائلة تنتظرني..سيقلقون علي..يجب أن أذهب..أطلق سراحي " عاود الصوت الضحك بطريقة مستفزة ثم قال" عائلتك؟ عن أية عائلة تتحدثين؟ هل تعرفين معنى كلمة عائلة؟ هل أخلصت لعائلتك؟ هل تحبين عائلتك حقا؟ هل عرفت قيمة أختك؟ هل أحببتها بما فيه الكفاية؟ لا أظن" قالت" ماذا تقول يا هذا؟ لماذا تتحدث هكذا؟ ماذا تعرف عني و من أين تعرفني لكي تتدخل في حياتي و تحكم علي..تعالى واجهني..لا تحدثني بالألغاز هكذا..توقف عن هذا ..انا أحب عائلتي و أفديها بحياتي" رد الصوت" نعم..ستفعلين ذلك ذاتا..ستدفعين ثمنا باهضا لخيانتك..انت هنا لكي تعاقبي على الخطيئة الكبرى التي ارتكبتها بحق أختها..هل تعرفين ماذا فعلت أم أذكرك؟" شحب وجه هازال فجأة عندما تذكرت علاقتها مع ياغيز..حبهما..و ما حصل بينهما..و خيانتها لأختها..توالى كل ذلك فجأة أمام عينيها..انقبض قلبها بقوة و سألت بصوت عالي" ماذا تقصد يا هذا؟ عن اي ثمن تتحدث؟ هل سأبقى هنا الى الأبد؟ هل سأحرم من عائلتي الى الأبد؟ أجبني..أين انت؟ لماذا لا تجيب؟ هيا أجب..لا أريد أن أبقى وحيدة..لا أريد..أنا أخاف من الوحدة و من الظلام..لا تصمت هكذا..أجب" لكن الصوت لم يجب..و عم الصمت المكان من جديد..

و عم الصمت المكان من جديد

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
التوأم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن