( نور )
عندما كنت جالسه في دار الكتب مثل كل يوم أتي الىّ خادمي الخاص وسألني:
- اميره نور ،ألستِ حزينة لما حدث للأميرة سارين؟!
- لماذا اهتم بشأنها؟ لقد اصبت بمرضي منذ سنوات ولم تفكر ابدا انت تسرق عظمه الديناصور لأجلي.
- انها حقا تحب السيد عادل ؟
- اذا لماذا أحزن عليها؟ انها بالنهايه فائزة ايضا ..احضر العربة؛ علينا الذهاب الان.
انحنى وقال:
- امر جلاتكِ.
خرج الخادم لإحضار العربة.. رأيت كتابًا علي الرف، كنت اريد احضاره لكن لا استطيع.. مددت يدي لكن لم استطع ،كان بعيدًا عن يدي بمسافه ليست طويله لكن من الصعب عليا احضاره ،تبًا لهذه الإعاقة في كل وقتٍ وحين.. اتت يد فجاه وامسكت بالكتاب ، ثم جلس صاحب اليد على ركبتاه وأعطاني الكتاب.. اخذت الكتاب وقلت:
- شكرًا.
قال وهو على وضعيته:
- على الرحب.
أتي خادمي فجأة وقال بغضب للرجل:
-ابتعد من هنا.
ذهب الرجل من امامنا.. نظرت الى الخادم في غضب وسالته:
- لماذا فعلت هذا؟!
قال مبررًا:
- مولاتي ،انه موسيقار ..لابد ان يبقى بعيدا عن جلالتكِ.
-لكنه يعمل لدي مدرسه الوزير قصي للتعليم، لا يمكنك التحدث عنه بهذه الطريقة مجددًا.
- مولاتي، كيف تدافعين عن رجل موسيقار عمله الوحيد هو اغواء النساء؟!
- توقف، لقد رايته مرارًا في مدرسه الوزير قصي، هذا دليل على انه ترك عماله القديم.
-أعتذر جلالتكِ، انا فقط كنت ..
قلت مقاطعة:
- اعلم ،علينا الذهاب الان.
دفع الكرسي واخرجنا من دار الكتب .. السيد زين اول شخص يركع امامي منذ مرضي، اول شخص لا ارفع عيني له لكي أراه ..اول شخص يراعي شعوري حقًا.
( عادل )
بعد مرور اسبوع..
كانت جالسة على كرسي خشب وعلي كتفها شال من الصوف، تنظر من شرفة الغرفة شاردة كعادتها.. سألتها:
-كيف حالكِ؟
-بخير.
صمت وانا انظر الى حالتها ثم قلت محاولاً التخفيف عنها :
-لا تقلقي ،سأعيد كل شيء مره اخرى.
-لا عليك، هذا افضل.. انا لا اريد شيء.
-ما رايك ان نذهب الى مدينة منيف؟
- هل تريد الرحيل؟
-بالطبع لا، لكن ما حدث لكِ كان بسببي..
- ما يحدث معيّ ليس لأحد يد فيه، هذا قدري ويجب ان أواجه.
-لن تتحملي الحياة العادية.
قالت بنبرة حزينة:
-الحياة العادية نعمة لم أدرك قيمتها الا عندما حرمت منها.
- دعينا نذهب الى مدينه منيف، هناك لن يستطيع احد فعل اي شيء لكِ.
-لقد فقدت كرامتي هنا، ترى ما الذي سأفقده اذا ذهبت معك؟
دخل شهيب الغرفة ومعه وكيل مقاطعان الحديث ،قال شهيب:
-مولاي ،احضرتُ كل شيء.
- اتركهم هنا.
سألتني سارين :
-ما كل هذا؟!
-لقد ذهب الطباخون؛ لذلك طلبت من شهيب احضار الفطار من السوق.
-هذا كثير!
-ما رايكِ ان نتقاسمه نحن ووكيل و شهيب.
فعلت ما قلت وخرج شهيب ووكيل من الغرفة بعدما حصلا على نصيبهما؛ قالت وهي تنظر لهما:
-آمل أن يسد الطعام جوع وكيل.
ضحكتُ وقلت:
-اذا لم يكن، يمكنه الإكمال ب شهيب .
ابتسمت ثم التفتت شاردة مرة أخرى.. اخذت قطعة من الطعام وقلت:
-تفضلي .
-لست جائعة ،تناول طعامك.
وضعتُ قطعة الطعام وجلست أنظر لها ..سألتني قلقة:
-لماذا تنظر ليّ؟
-انا أنظر إلي عيناكِ ، ترى ماذا سيكون لونها اذا ذبل خضارها؟
ضحكتْ وهي تنظر لي.. قلت:
-طالما انا معكِ لا تخشي شيئًا، ثقي بي.
نظرت اليّ صامته ثم ابتسمت ابتسامة خفيفة، اخذت قطعة الخبز واعطتها اياها وبدأنا تناول الطعام ... بعد فترة دخل شهيب ووكيل فجأة، قال شهيب:
-مولاي ، مولاتي .. لقد تم العثور على عظمة الديناصور الأصلية، العامة يقولون أن العظمة التي سرقتها الأميرة سارين لم تكن عظمة الديناصور.. القصر الملكي أصدر قرار إعادة اللقب لسمو الأميرة مرة اخري.
قلت ماكرًا:
-حقًا؟!
سألتني بقلق:
-ماذا؟ الم يشفى مرضك حتي الأن؟!
قلت:
-شهيب، اخرج.
قالت سارين:
-اجبني، لم تتحسن حالتك بعد؟
قلت باسمًا:
-لماذا انتِ قلقة للغاية؟ انا بخير.
-انا لا افهم شيء.. كيف وشهيب يقول..
-انها ليست عظمة الديناصور ،امي كانت تحتفظ بعظمة من ضلع وحش مفترس منذ زمن عندما كانت محاربة .. وضعتها مكان عظمة الديناصور ولن يتعرف أحد عليها.
-ما العمل اذا اكتشف أحد الامر؟
-هل عاصر أحدهم عهد الديناصورات ليثبت اذا كانت هي ام لا؟ لا تشغلي خاطركِ بهذا الأمر.. لقد استعدت كرامتكِ مرة اخرى، لن اسمع لاحد بالتقليل من شأنكِ ثانية.. اسعدي ، سوف اذهب الان لتأكد من بعض الأمور وسأعود علي الفور.. تذكري هذا سر بيننا .
قالت باسمة:
-حسنًا.
اردفتْ بعدما تحركتُ قليلاً:
-عادل، شكرًا لك.
-أن من يتوجب عليه شكركِ يا مولاتي.
تحركت بعدها إلي الوزيرة تماضر لتخبرني هي الاخرى بما قاله شهيب..
(سارة)
لقب! هل هو ملك لي من الأساس؟ هذا ليس حلم لماذا اتشبث بأمل لا مجال له ،جلست حبيسة غرفتي لفترة حتي عاد عادل مرة اخرى ،أصبحت رؤيته فقط تؤكد لي انني آمنة ولن يستطيع أحد الاقتراب مني ابدًا ، سخره الله لي وكأنه درعي الوحيد هنا صنع من الحديد لكنه مثل النسمة الطيبة علي قلبي تخبرني بأن كل شيء سيكون بخير عاجلاً ام أجلاً، لكنه سيظل الامير عادل ولا يجب ان آمن له بشكل كبير ،انه مثل البحر وسيأتي الوقت وانال من غدره نصيبي .. سألني عادل فجأة:
-كيف تشعرين الأن؟
-بخير.
-لقد استعدتِ لقب الأميرة مرة اخري ،واستعدتِ معها كرامتكِ ايضًا.
-حسنًا.
-لماذا لا اراكِ سعيدة؟
-أريد الخروج من هنا.
لم يدرك عادل ما كنت اقصده ؛لذا قال:
-ما رايكِ ان نتنزه قليلاً؟
-حسنًا.
خرجنا نتحرك داخل الحديقة الخلفية ، كان هوائها طيب ورقيق للغاية .. كان التفكير في حالي لا يفارقني ابدًا، اللقب الذي سعى عادل ليسترده ليس ملكي من البداية، وأين سارين هذه الان ؟ أين اختفت؟ هل كنا نفس الجسد والروح ؟ .. لا اعلم من انا، هل انا سارين ام سارة؟ لماذا يحدث معيٍ كل هذا؟ ما الذنب الذي ارتكبته؟.. ماذا يجب أن أفعل؟ لقد تغيرت أحداث الرواية بشكل مبالغ فيه، هل هذه رواية حقًا ام ماذا؟ هل هذا حلم أم واقع ؟ لماذا كل هذا التشتيت والالم؟ ..انزرفت دمعة من عيني فجأة، سألني عادل قلقًا:
-ماذا بكِ؟
محوت الدمعة مسرعة ثم قلت بحزن:
-لا شيء .
-رغم أننا لا نعرف بعضنا منذ زمن، لكن ثقي بأنني أستطيع الحفاظ علي سركِ.. تحدثِ معيّ، ربما اقدر علي مساعدتكِ.
-ليس كل شيء يمكن قوله يستطيع العقل تصديقه.. لكن انا بوضع مجبرة عليه، لا استطيع التحكم في اي شيء، ولا أستطيع الرجوع.. لا أدري ماذا أفعل، ولماذا يحدث معيّ هذا؟ ليتني فقط أعلم طريقة لكي..
-لكي ماذا؟
صمتُ ولما أتحدث، قال:
-نحن جميعًا نمر بهذا الوقت في حياتنا باختلاف المواقف، اذا فقدت السيطرة سيري مع التيار حتي النهاية.. لا شيء يحدث بدون سبب مهما كان ضئيل.
-انا حتي لا أعلم كيف أفعل هذا.
-تعاملي مع الوضع كما هو ،تعاملي بطبيعتكِ وواجهي كل ما هو مكتوب لكِ.. لا تقلقي ابدًا من شيء حدث معكِ دون تتدخل منكِ، هذا قدركِ وبالتأكيد خير.
-ربما ، لم اختار هذا في يوم من الايام ، بالتأكيد له سبب .. سأكتشفه، وقعت في أكثر من مشكلة ونجيت منها ..
قال مقاطعًا:
-اجل، تمتلكين حسن حظ غريب حقًا.
ابتسمت له ،نظر هو الآخر اليّ صامتًا.. قلت مقاطعة نظراته:
-انا جائعة، هيا بنا.
قال باسمًا:
-حسنًا ، هيا بنا.
تحركتُ بعض الخطوات ثم درتُ حول نفسي وانا باسمة مع هواء الحديقة الذي يصدر نغمات موسيقية في أذني ،والفستان الذي يتطاير أكثر كلما أسرعتُ في دوران جسدي .. لِما لا أستمتع بهذه الحياة حقًا، إنها رائعة! اذا قدومي الي هنا لأمر ما فليأتي انا سأستقبله بصدر رحب، واذا رحيلي بعد قليل وهذا ما آمله سأصنع ذكرى سعيدة أتذكر بها هذه الأرض يومًا ما .. عندما توقفت قال عادل باسمًا:
-أعطيني يدكِ.
مددت يدي له في دهشة ،أمسكني بقوة وأخذنا ندور حول أنفسنا مثل الصبية الصغار، وصوت ضحكتِ يعلو ويعلو الي ان صرخت ضاحكةً:
-لقد اختل توازني بالكامل ،توقف.
امسكني بعدما لما أستطع التحكم في توازن جسدي ثم قال:
-ضحكتِ مثل الشمس الذي أشرقت لتتفتح معها زهور الربيع ، ارجوكِ لا تخفي شمسكِ ثانيةً.
كيف تكون نفس الشخص؟ أخشى أن أحبك يومًا ما ! انت الهبة الوحيدة في هذا العالم ، ابتعدتُ عنه في خجلٍ وقلق:
-شكرًا لك ، هيا بنا.
رجعنا إلي القصر.. وجدت قصي جالسًا، قلت بدهشة:
-قصي!
-انتظر هنا منذ فترة.
عادل:
-اذًا كان عليك الذهاب.
ضربته برفق في ذراعه ثم قلت لقصي:
-إنه لا يقصد.
قصي:
-لا عليكِ.. أحضرت هذه الكتب ؛لكي تستعدي جيدًا للاختبار.
سألته بدهشة:
-اختبار؟! اختبار ماذا؟
عادل :
-اختبار ولية العهد، بصفتكِ ابنة جلالتها فأنتِ مرشحة لتكوني الملكة المستقبلية.
قلت بدهشة:
-الملكة المستقبلية!!
عادل :
-ماذا؟
قلت:
-انا لا أعلم شيء عن أمور المملكة وما الذي يجب صنعه، انا لا أستطيع أن أدير حياتي ،كيف سأدير المملكة؟
قصي:
-لهذا يتوجب عليكِ دراسة هذه الكتب ، كما أن الأميرة سلمي مرشحة أيضًا.
قلت:
-اذا لماذا أخوض منافسة وانا اضمن خسارتي؟.. عادل، لا أريد خوض هذه الاختبارات.
قصي باسمًا:
-لا تقلقي، انه ليس بالأمر الخطير ..لا تصنعي للموقف اكبر من حجمه، هذا الامر هين.
مد يده اليَّ بمجلد ضخم للغاية ثم أردف:
- سارين ، لماذا لا تحفظي هذا المجلد اليوم ؟ أعلم ان لديكِ المقدرة.
عادل:
-لكن هذا كثير ، ليس لديها العقل لكل هذا.
قصي:
-لا تسخر منها ،انت لا تعلم ماذا تستطيع ان تفعل هذه الصغيرة.
قلت قلقًة:
-لكن هذا كثير حقًا.
قال عادل بابتسامة غير صافية:
-وزير قصي، انت لا تعرفها مثلي.
-لقد كبرنا انا سارين سويًا، بالتأكيد انا أعرفها أكثر.
-لقد تزوجنا لفترة، إنها مختلفة عما كانت في السابق.
-لِم تظن أنك تعرف شخصيتها الحقيقية؟
-اذا كانت شخصيتها او لا سيكون لدي الوقت لأعرف ذلك، لا تدخل نفسك في تلك الأمور.
قلت مقاطعة نظراتهم الحادة:
-شبااااب ، انا لن أخوض هذا الاختبار ،هذا مفهوم؟
( سلمي )
عندما أتت أمي قلت بثقة :
-امي، لقد تمت المهمة ..استطعتُ القبض علي جميع لصوص المنطقة الشرقية، وهم الآن في قبضة يدي.
قالت بسخرية:
-جيد، لكن تستطيع أي حارسة فعل ذلك، هذا العمل لن يغفر لكِ أخطائكِ أبدًا..حسنًا، انصرفي إلي قصركِ.. ارتاحي قليلاً.
انحنيت ثم ذهبت من أمامها.. ربما هذه خيبة أمل جديدة، لماذا انا تعيسة الآن؟ من المفترض انني اعتدت علي هذا.. قال خادمي الخاص فجأة بغضب:
-مولاتي، هذا غير عادل ،جلالتها لا تقدر تعبكِ أبدًا.. جلالتكِ دائمًا ترتدين الملابس العسكرية علي عكس أخواتكِ، وترعين شؤون المملكة بجدية تامة ،لكن الملكة لا تقدر ذلك.. لقد جرحتِ بالمعركة ولم تهتم بذلك، وقامت بلومكِ أيضًا، لا تهتم سوى بابنتها المفضلة سارين.
-لا عليك، سوف ينتهي كل هذا قريبًا.. عندما أصبح ولية العهد سوف أثبت لأمي قدرتي، عندما أصبح ولية العهد سوف أثبت لأمي قدرتي، أحتاج مزيد من الصبر لا أكثر، عندما أصل إلي هدفي سوف يدرك الجميع أنني الأفضل وليست سارين .
-الجميع يعلم هذا ماعدا جلالة الملكة.
قلت بثقة:
-اقترب الوقت الذي سأثبت للملكة فيه انني الأفضل.. بالتأكيد أمير بحر الظلام سيختارني ،انا في انتظار رسالته.شاركوني بقا تفتكروا الرسالة هتكون لمين وهيكون مكتوب فيها اي؟🤷♀️
وفيه مفاجأة جامدة هتحصل البارت اللي جاية .. اغششكم ؟
سارة هتعرف سر جديد عن نفسها واي سبب وجودها في الارض دي
بحبكم ❤❤
أنت تقرأ
عودة من جديد
Fantasiماذا اذا استيقظت وجدت نفسك داخل حلم لا تستطيع الاستيقاظ منه ليس هذا فقط بل ستواجه ما لم يخطر ببالك قط خليط بين الحق والباطل وما يجب ان تتحمله رغمًا عنك فهل ستواجه ؟أم اذا أتيحت لك الفرصة ستعود من حيث أتيت؟