العاشر❤️

434 19 5
                                    

( قصي )

عندما علمت بخير وصول الخطاب إلى سارين وعدم وصوله إلي سلمي ذهبت إليها علي الفور.. وجدتها تصرخ في جميع من حولها بشدة، وتكسر اي شيء أمامها ، حتى إنها لطخت خادها الخاص عندما حاول التحدث إليها .. اقتربت منها في هدوء وقلت:
-لا تغضبي ، ربما هذا أفضل لكِ؟
قالت وهي تأخذ أنفاسها في غضب :
-افضل لي ما الأفضل لي؟.. أنت تعلم أكثر من أي أحد انني درست الكثير لأجل هذا الاختبار، كنت اتدرب كل يوم علي فنون الحرب .. كنت ارعي شؤون المملكة أفضل من الملكة ذاتها ، لماذا أخسر في نهاية؟! لماذا انا لست مؤهلة؟! ما الخطاء الذي افتعلته ؟!.. لماذا هي الفائزة دائما؟! في الوقت الذي كانت تعبث فيه ولا تراعي من أمامها كنت في ساحة المعركة أقاتل مع أمي؛ فلماذا هي الفائزة؟!.. لماذا تأخذ مني كل شيء احلم به؟!.. في صغرنا أخذت حب والدتنا وحدها، وكانت الابنة المفضلة والمدللة لدي أمي، انا مجردة خانة فارغة عند أمي رغم كل الذي أفعله لأجلها، سارين فازت بكل شيء كنت احلم به.. كانت هي من تفوز بحضن أمي وحدها ، وكنت من يفوز بالقسوة والعنف.. ما السبب الذي يجعلها تفوز بكل شيء؟! .. هي ابنة الملكة وانا ايضا لماذا هي مؤهلة لتصبح الملكة والمستقبلية وانا لا ؟! لقد فعلت كل ما بوسعي، لماذا ذهب مثل غبار علي بعض الكتب وتم محوه؟!.. لماذا؟! هل هي أمهر مني في شؤون المملكة أو فنون القتال؟ إنها لم تلمس السيف بيدها مرة ؛ فلماذا اذا ؟!...
كنت أنظر لها صامتًا وانا مشفق على حالها ، لطالما حلمت بأن تكون ملكة المستقبل.. السبب وراء عدم اختيارها مريب حقا لما هي غير مؤهلة ؟! هناك سر ربما لم يأذن الوقت لاكتشافه .. بقيت صامت ؛ لكي تتحدث أكثر وتخرج ما بداخلها من غضب .. أكملت وهي على حالتها:
- بالنهاية فازت الابنة المفضلة عند أمي رغم أفعالها
المشينة.
قلت محاولاً مواساتها:
-ربما وراء كل هذا سبب سيتم اكتشافه ، لا تدعي الأفكار السلبية ان تسيطر على عقلك .
سألتني والحزن يغطي وجهها:
-اذا ما الفكرة الإيجابية التي يجب أن أفكر بها؟
- ما رايكِ ان نذهب ونستفسر من الملكة ربما لديها تفسير لكل هذا .
قالت ساخرة:
-تفسير إنها أسعد من علي الارض الآن؛ لفوز ابنتها
المفضلة.
قلت:
-هذا قدرك ، يجب أن تقبليه.

-القدر الأفضل دائما لها، والأسواء لي!

-لن يجدي الحديث نفعًا الآن.. نتحدث لاحقا، هذا افضل لك؛ كي تنتبهي لما تقولين.

(نور)

عندما رجعت إلى القصر بدأت في خلط الأعشاب الطبية كعادتي كل يوم .. بعد فترة وجدت سارين واقفة أمامي وعيناها مليئة بالدموع ، والحزن يطغي علي وجهها... سألتها بقلق:

-سارين ، ماذا بك؟!

عانقتني وبدأت تبكي ، كان بكائها يزيد أكثر وأكثر وصوت صراخها ايضا؛ خفت عليها بشدة .. ما الذي حدث لها لتصبح علي هذه الحالة السيئة؟! ماذا حدث لها؟! .. بكيت انا الأخرى وانا أشعر بألمها ولا أستطيع أن أفعل لها شيء .. ظلت سارين على حالتها هذه فترة ليست قصيرة أبدًا كانت الاسئلة تتدور برأسي ولا تتوقف، لماذا هي حزينة إلى هذا الحد ؟! إنها الآن الأميرة المتوجة .. بالتأكيد حدث شيء لها عندما كانت في قصر الملكة.. قالت فجأة وهي على حالتها:

عودة من جديد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن