الفخ الخامس ❤

402 28 2
                                    

                                    ( شهيب )

عندما عدتُ مساءً الى قصر الأميرة سارين وانا احمل سيدي الذي تدهورت حالته بشده وجدتُ الأميرة سارين جالسه في الحديقة وجهها نحو الهلال ،شاردة الذهن كعادتها منذ  ان  رايتها..  عندما ابصرتني اتت خلفي وانا  أدخل سيدي غرفته كانت تنظر له في قلق شديد ثم سألتني بعد ما وضعته على فراشه :
-كيف حاله ؟!
-غدا سيكون افضل .
- لماذا تدهورت حالته لهذه الدرجة ؟! أين ذهب بعد انتهاء الدرس؟
-الي الحانة، لقد شرب الكثير من النبيذ.
سألتني مره اخرى بقلق:
- لماذا لم تمنعه؟
-لا استطيع، انا هنا لأنفذ ما يأمرني به.
وقفت تنظر له وهو ملقى على الفراش يلتقط   انفاسه بصعوبة شديده ،بسبب ضيق النفس وما يحمله من مرض ، حاله حقا يثير شفقت من يراه.. قلت:
- مولاتي ،لا تقلقِ غدا سيكون بخير.
-سأبقى معه الليل .
-لا داعي ،انا هنا.
- لا، اذهب وخذ قسطًا  من الراحة، سأبقى  معه .. بالأخير انا زوجته.
-أمر جلالتكِ، سأكون هنا مع شروق الشمس.
دخلت الغرفة بينما وقفت انا بالخارج اراقبها ؛كي لا تفعل مكروه بسيدي، اخذت  تغطي سيدي ثم جلست بجواره ..بعدما وضعت يدها على جبينه قالت كلمات غير مفهومه لكن كان يبدو عليها القلق ،قالت:
- يا نهار ابيض !!..حرارته عالية اوي .
كان يبدو عليها  القلق بشدة؛ احضرت وعاء به ماء وقطعه من القماش، قامت بوضع قطعه القماش في الوعاء وبعدها وضعتها على جبين سيدي ... ظلت تكرر ما تفعله حتى وسيدي يتحرك في فراشه ولا يعي بوجدها بجواره حتي انه امسكها من خصرها قائلاً:
-مرمر، دعينا نرحل من هنا.
لم تفهم مولاتي انه يقصد زوجته التي توفيت منذ أكثر من عامين، ابعدته عنها ثم أخذت تكرر فعلتها بالقماش حتي غفت بجوار سيدي.
صباح اليوم التالي..
استيقظتُ عندما شعرت بحركة داخل الغرفة ؛نظرتُ الي الداخل خلسةً كان  سيدي قد استيقظ ووجدها بجواره علي الفراش ، وقطعة القماش المبللة على جبينه ..رفع قطعه القماش عن جبينه واخذ ينظر اليها في دهشه شديده يتأمل ملامح وجهها الجميل حتى استيقظت هي الأخرى .. كانت تفتح عينها ببطء شديد حتي قالت  بفزع:
- انا نمت ازاي ؟!
التفتت الى  سيدي مره اخرى وسالته:
- كيف حالك؟ هل انت علي ما يرام؟!
وضعت يدها علي جبين سيدي وقالت مبتسمة:
-  الحرارة  نزلت... الحمد لله !
كان سيدي ينظر اليها ولا ينطق بكلمه حتى سألها :
-هل قضيت الليلة بجواري؟!
قالت :
-اجل ، لا تشرب النبيذ مجددا!  يجب ان تعتنى بنفسك جيدا، انت لست صغير لترمي بنفسك إلي الهلاك هكذا بدون اي وعي، مازالت تحتاج إلي الراحة ..عليّ الذهاب الان .
خرجتْ من الغرفة بعدها دخلتُ الى سيدي وتحدثت اليه وسألته:
- سيدي، كيف حالك الان؟
- ماذا حدث ليله امس؟
-الأميرة سارين طلبت مني الذهاب ،وقالت انها ستظل بجوارك ..لقد كنت واقفًا اراقبها وهي تفعل هذه الحركة بالقماشة طوال  الليل ولم تمل  حتى غلبها النعاس ،وانا نمت في الخارج حتي أشرقت الشمس.. سيدي هل تعتقد انها حقا تحبك ام هذه خدعة منها ؟
قال بهدوء وهو يحاول الوقوف:
- اذا كانت تحاول ان تخدعنا كانت  ذهبت فورًا بعد ما ذهبت انت ولا تتعب نفسها بالجلوس جواري طوال الليل.. حقًا فتاه غريبة ! كيف تكون نفسها الفتاه التي سمعنا عنها من قبل قدومنا؟ امتلك دومًا إحساس اني اعرفها منذ زمن لكن لا أتذكر أين!  وما تفعله في كل مرة يؤكد لي هذا الشعور!
- سيدي، مهمتنا ليست الأميرة سارين وماذا تفعل ، علينا الانتباه لما نحن مكلفون به.. علينا الذهاب الآن لنكمل عملنا، أحد جواسيسنا لديه معلومات هامة.


                                   ( عادل )
عندما رجعت الى القصر مساء هذا اليوم اوقفني وكيل قبل ان ادخل غرفتي وقال:
- سيدي، الأميرة سارين تنتظرك في الجانب الخلفي من الحديقة.
-لماذا؟!
-لا ادري، جلالتها من طلبت ذلك.
تركتُ وكيل وشهيب وذهبت اليها لكن لم اجدها .. اتسعت حديقة عيني عندما وجدت الكثير من الزينة والأنوار وطاولة كبيرة عليها الكثير من انواع الطعام المفضل لديك، كان كل شيء جميل وله روح خاصه به.. وجدت صندوق كبير ، كنت اعلم انها تراقبني ؛لذا قلت مبتسما :
-لا يهمني على الاطلاق!
فتحت الصندوق ،وجدتُ به ثوب اسود فخم للغاية وحذاء ودبابيس مرصع غايه في الجمال امتلك منها الكثير في خزانتي الخاصة.. علمت لماذا دخلت غرفتي ذلك اليوم، كنت اظن انها فعلت ذلك لكي.. ظهرت فجأة أمامي وقالت بابتسامه صفيه:
- أتمنى أن تقبل اعتذاري هذه المرة!
قلت بدهشه وانا اشير لكل شيء حولي:
- كيف عرفتِ بكل هذا؟!
قالت وهي تتحرك نحوي:
- انا اعرف الكثير عنك.
طلبت منها الجلوس ثم قلت :
-اخبريني ماذا تعرفي عني ايضًا.
قالت بتردد:
- انت الامير عادل، امير مدينه منيف وولي العهد.. انت 185 سم طولاً، وزنك 80 كيلو جرام ،تحب اللون الاسود، لا تحب الايام الحارة ... والايام المفضلة لديك هي ايام الشتاء، طعامك المفضل هو المعكرونة التي تعدها اليك امك ..تكره الزنجبيل بشدة ،هادئ معظم الوقت ، لكنك ايضا سريع الغضب..
كنت انظر لها وهي تتحدث وانا متعجبا كيف عرفت كل هذا نحن نعرف بعضنا منذ وقت قليل، سالتها :
-ماذا تعلمين ايضا؟
- اعلم ان الجميع بمدينه منيف توقعوا انك ستكون معجزه نادرًا ما ترى، وستكون ملك ذو شأن عظيم  لكن لسوء الحظ منذ  سنوات عندما بلغت ١٦ عام تم تشخيصك بمرضك ...منذ هذا الوقت انت تغيرت كثيرا، وتغيرت سلوكياتك ايضًا.
قلت:
-أجمع الاطباء انني لن اعيش حتى ابلغ 25 عاما ، وها انا علي مشارف عامي الثالث والعشرون، كيف ستكون الحياه لرجل محكوم عليه بالموت ؟ انه مثل العد التنازلي كل يوم.. اخبريني هل تعرفين لماذا أصيبتُ بمرضي؟
حركت رأسها نافيةً.. قمتُّ من مكاني وخلعت قميصي، عندما رات شكل صدري صرختْ ،وضعتْ يدها على فميها ..قلت:
-اهدائي.
سألتني برعب:
-كيف اصيبت بكل هذه الجروح ؟!
- انه ابي .
- والدك! كيف؟!
اخذت نفس عميق ثم اخرجته وقلت:
- منذ طفولتي كان يضربني  بشده على كل شيء ، كان يعتقد ان هذا افضل شيء؛ لأكون ملك قوي في  المستقبل.. كنت امزح مع جدتي في يوم ولا أدري انها قريب من الدرج لهذه الدرجة ، وقعت وكسر ذراعها  ..بعدها اخذني والدي الى غرفته واتهمني بالإهمال ،وانا غير جدير بان اكون ابن الملك وولي العهد.. كانت عيناه تخرج غضب لم ارآه في حياتي، كانت بيده عصا حديدية ظل يضربني بها حتى حدثت كلها هذه الجروح، المنظر الذي رأيتيه للتو اقل بكثير من المنظر الذي وجدت عليه جسدي بعدما افقت من إغماء دام لشهور ..آخر عصا أتذكرها تلك العصا التي اصابت الرئة بشدة ومنعت عني الهواء الا قليلاً منه .
قالت بحزن شديد في عينيها وظاهر ايضا على نبره صوتها:
-هل تكرهه؟!
قلت وانا التقطت انفاسي:
- في كل لحظه احاول ان التقطت انفاسي بصعوبة اتذكره ،واتذكر ما فعله بي، في كل مرة تحدث لي حالة الإغماء بسبب شدة السعال يتكرر المشهد امام وكان لم يمر عليه عدة سنوات كاملةً .
صمتت لكن عيونها كانت تتحدث، حقا مشهد  يرثي له!.. قالت وهي على حالتها:
- لا تقلق ستصبح افضل ، لابد ان هناك حل سوف تحصل عليه قريبًا.
قلت وانا احاول تهدئتها:
- واذا لم  يكن ؟..لقد اعتدت على هذا ،اصبح المرض صديقي الوحيد .. أخبريني ،هل  تريدين إضاعة اليوم في البكاء ؟
مسحت الدمعة التي هربت من عينيها وقالت :
-اسفه .
اخذت اقدم لها الطعام وهي تنظر لي وعيناها تراقبني  ..قلت بابتسامة من قلبي:
-يجب ان تأكلي  معي.. شكرًا لاهتمامكِ بي.




                                  ( سارة )
بعد ما انتهيت من الحديث مع الامير عادل ذهبت الى غرفتي .. جلستُ ابكي لا اعرف لماذا ، كيف يفعل الاب بابنه هذا مهما كانت القسوة لا تصل الى هذا الحد؟!.. كنت نعمه يا ابي لم ادركها.. لأول مره في حياتي ارى منظر هكذا وربما ليست هذه  اخر مره، كيف يعيش بهذا الالم كل هذه السنين؟! ما هذه القسوة التي تسيطر علي هذا العالم؟ كان المنظر بشع عندما رأيته يلتقط انفاسه بصعوبة شديدة وهو ملقي علي فراشه ،والأبشع ما رايته الليلة.. ماذا سأري اكثر .. يا رب ،يا رب ارحمني برحمتك التي وسعت كل شيء!  مر اكثر من اسبوعين، كفايه يا رب والنبي انا تعبت!! اشتقت لعائلتي.. اللهم انك عفو كريم تحب العفو فأعفو عني! اللهم لا تحملني ما لا طاقة لي به..
اليوم التالي..
      (قصر الملكة)

كان قصر شديد الاتساع ..غايه في الفخامة ،والجمال ،والذوق الرفيع.. عندما دخل كانت عيناي تنظر في كل مكان وتتأمل الجمال التي تراه مثل البلهاء.. تركني وكيل  بجوار الأميرة نور؛ حتى تأذن لنا الملكة بدخول م مجلسها ..بعد فتره دخلتُ انا ونور وسلمي.. وجدتُ امراه جالس على منصة عالية قليلاً  تشبه الأميرة نور بمقدار كبير، لكنها متقدمة في سن ،ملامحها رقيقه ،التاج الموجود فوق رأسها غايه في الجمال، يجذب نظر كل من ينظر له ..وجهتْ حديثها لي وقالت مبتسمة:
- سارين ،ارى انك مطيعه مؤخرًا، وشديده الحظر، وتتجنبِ افتعال المشاكل.. اتمنى ان تبقى هكذا ولا تفتعلي المشاكل! قلت بتوتر:
-حسنًا .
نظرت الى الأميرة سلمى وقالت بهدوء:
-سلمى، هل ضيعتِ الجاسوس ؟
قالت الأميرة سلمى:
- امي، انتِ محقة، لقد ارتكبت خطأً.
قالت محاوله انقاذ الموقف:
- جلالتكِ، لقد اساءتي فهم الأميرة سلمى.. كان هذا خطا مني.
نظره الملكة باسمة وقالت:
- حسنا، اعلم انك تهتمين لأمر اختك.. توقفي عن اختلاق الأعذار.
امسكت نور بيدي وانا احاول للحديث مجددًا وقالت بصوت خافت:
- سارين، لا تقاطعي حديث الملكة!
قالت الملكة:
-ولية العهد بصفاتها الملكة المستقبلية للمدينة يجب ان تدقن كل من المهارات المدنية والعسكرية؛ لذا ستتنافس سلمى وسارين في هذا، ومن تفوز بهذه الاختبارات ؛ستكون ولية العهد..
بعد مرور وقت طويل من المناقشة في أمور أغلبها لم افهم منها حتي أقل الكلمات  خرجنا جميعا ،كدت أن ان اصل إلي وكيل الذي ينتظرني خارج القصر لولا اوقفتني إحدى الحارسات وقالت:
-مولاتي سارين ، جلالة الملكة تنتظرك بغرفتها.
انا لا اعرف شيء هنا ،والقصر شديد الاتساع ؛بالتأكيد سأضل الطريق ..قلت ماكرة:
-أشعر بدوار ،هل يمكنكِ اصطحابي إلي هناك؟
-حسنًا.
سرتُ معها حتي اوصلتني إلي غرفة الملكة ،كان من المتوقع أن تكون الغرفة بهذه الفخامة ايضًا.. قالت الملكة قلقة:
-سارين ،ماذا بكِ ؟! ما الذي يؤلمكِ؟
قلت بتوتر:
-جلالتكِ، انه فقط دوار بسيط.
قالت بنبرة حزينة:
-جلالتكِ!
ربما غضبت مني ؛لذا قلت بهدوء:
-اعتذر!
اجلستني بجوارها وقالت بنفس النبرة :
-لا يا حبيبتي ،انا من يجب عليها الاعتذار ..أعلم انني مقصرة بحقك بدرجة كبيرة، انتِ صغيرة لكني تركتك منذ أن كنتِ طفلة وحدك، انا المذنبة الوحيدة..
قلت مقاطعة :
-لا، هذا..
قالت وهي علي حالتها:
-أعلم ماذا تريدي ان تقولي، لكن سارين، انتِ ابنتي لا تتوقفي عن قول أمي ارجوكِ! كنت اتمنى لقياكِ منذ زمن ،لقد ابعتكِ لحمايتكِ.
نظرتُ لها في حزن ،كم اشتقتُ ان يلفظ لساني كلمة أمي.. قلت باسمة:
-بالطبع يا أمي.
أمسكتْ بوجهي باسمة ثم ضمتني إلي صدرها ..الله ،ما هذا السحر؟! شعرت حقًا أنني بين اضلع أمي الحقيقية، هربت الدموع من عيني وانا اتشبك بها أكثر وأقول بحزن:
-أمي ، اشتقتُ لكِ كثيرًا.
لأول مرة أشعر أنني ألتقط أنفاسي حقًا منذ قدومي إلي هنا.. ظلت الدموع تهرب من عيني أكثر وأكثر ، أخذت تمسح علي شعري وتقول:
- سامحيني يا صغيرتي !
كنت لا أبالي لحديثها ،ما كان يشغل خاطري هذا الأمان الذي انا به الآن ..تحدثت معها وانا علي حالتي:
-أمي ، لقد خفتُ كثيرًا ..هذا العالم غريب ومخيف ، انا لا أستطيع مواجهته .
-لا تقولي هذا يا بلهاء، انتِ أقوي امرأه في العالم.. انا استمد قوتي منكِ.
قلت وأنا علي حالتي :
-انا لا قوة لي ،مجبرة على كل شيء ، لا استطيع التنفس كما يحلو لي ..لا استطيع المواكبة ، لا افهم شيء ومع كل خطوة أجد نفسي داخل مأزق أصعب، أمي،  ما الذنب الذي اقترفته لكِ اعقاب عليه هكذا... ليت كل شيء يعود إلي ما كان عليه ،انا لا أطيق حتي اقل التفصيل حولي .. كل ما هو هنا يرعبني الي درجة، اقضي أغلب اوقاتي في النوم فقط. 
سألتني قلقة:
-هل عادل ضايقكِ.
انا الان سارين ولست سارة ، انتبهي  ؛قلت بابتسامة مصطنعة وانا امسح دموعي بعدما ادركتُ أين انا:
-بالطبع لا، هل يستطيع احد فعل ذلك؟ انا ابنة أمي ،المرأة الأقوى علي الاطلاق.
ابتسمت لي وقالت:
-أعلم هذا، لا أحد يجرؤ عليكِ منذ صغركِ..
دخل خادم ومعه كوب صغير ،أخذته الملكة وقالت :
-اشربي هذا. .ستتحسنين .
أخذته من يدها وقلت:
-اتحسن من ماذا؟
-هذا الدوار ربما بسبب حملكِ ي صغيرتي.
قلت بصدمة:
-حملي!
لا أستطيع أن اكذب كذبة وتمر؟ ما هذا الحظ؟!..صمت ،خفت ان أتحدث مرة اخري ؛كي لا تحدث كارثة أكبر..
بعد فترة أتي الخادم ؛ ليخبرها ان هناك وزيرة بانتظارها..قلت:
-أمي ،سأذهب الآن.
-حسنًا ،اعتني بنفسكِ جيدَا.
خرجت من الغرفة لكن حدث ما كنت أخاف منه حقًا، لقد ضللت الطريق داخل القصر ،خفت ان أسأل احد؛ لذا ظللتُ اسير وانا لا اعرف أين انا بهذا القصر ..اتسعت حدقة عيني عندما وجدت مكان علي بعد مسافة كبيرة جدا من غرفة الملكة بجواره مجموعة كبيرة من الحرس.. سألت إحداهن :
-ما هذا المكان؟
قالت وهي تحني رأسها :
-جلالتكِ، هذا المكان خاص بالآثار الملكية.
ماذا؟! الآثار الملكية! ذكرت الرواية الأصلية ان الأمير عادل بعدما احتل هذه المدينة ظل يبحث عن عظمة الديناصور حتي وجدها هنا...

عودة من جديد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن