الفصل الأول

1.2K 56 6
                                    

(( ضروب العشق ))

_ الفصل الأول _

هناك بعض الاقاويل التي تصف العشق على أنه " ثقة "
ولكن في حال انقشاع الثقة وانحلال الخيانة والغدر والكذب محلها فسينقشع معها مفهوم العشق على أنه ثقة ويصبح يمثل بالنسبة لهم ماهو إلا تلاعب بالمشاعر كدمية على مسرح يحركها صانعها كما يشاء  !! .
فتذوق طعم الغدر يماثل السم الذي لا تشعر بمذاقه حين يقدم لك في صحن طعام شهي ! ولكنه يسري في جسدك واعضائك فيدمرها ويجعل نهايتك الموت ! .
                         " ملاذ "
كانت كامنة في مضجعها تضم ساقيها إلى صدرها تحملق أمامها في اللاشيء بشرود .. وكل دقيقة تسترجع لحظة اكتشافها لخيانته القذرة  .. وكيف أنه شعور لا يزال يمزقها حتى الآن ، فقد كان متبقي على زواجهم شهر فقط ! ، من أين جاءته كل هذه القسوة ليفعل بها هكذا ! ، ورغم خداعه لها يحاول العودة !! .. وتحاوطها الذكريات المؤلمة من كل الجهات وتتناثر في الهواء كتراب هبت عاصفة قوية ففرقته ، ومن جهة ذكرياتها السعيدة وعشقها له الذي  يشعل النيران في صدرها وتأكلها حتى النهاية ! .
لا تنسي وصف الجميع لها بالفتاة الفاتنة التي اخذت قلوب الرجال خلسة بابتسامتها التي رسمت كلوحة فنان ووضع لمسته عليها من الجانبين " غمازتين " ، وعيناها التي تأخذ لون البحر تمثل طلاسم خطيرة تسقطك في سحرها الأبدي ، شعرها الذي يميل للبني الغامق مع نعومة تشبه نعومة الحرير الأصلي .

طرق خفيف على الباب سمعته ولم تبالي للرد على الطارق والذي دخل فورًا بعد طرقه وكانت والدتها التي جلست بجوارها هاتفة بضيق بسيط :
_ هتقعدي لغاية إمتى كدا ياملاذ

نظرت لها بانكسار ولم تجيب وتولت دموعها الدور في التحدث فملست أمها على شعرها قائلة بأعين دافئة ومشفقة وهي تجيبها بشيء من الحدة :
_ ميستهلش كل زعلك ده عليه .. ده حيوان ولا يسوى !

خرج همسها الضعيف والعاجز المختلط بصوت دموعها :
_ أعمل أيه ياماما بحبه

أجابتها في سخط بسيط :
_ بتحبيه إيه !! .. لا أنا ولا أبوكي كنا موافقين عليه أساسًا وإنتي اللي صممتي اكمنك بتحبيه واحنا وافقنا وأهو إيه اللي حصل

نظرت أمامها تحدق بفراغ وتهمس بصوت مزقه الألم :
_ لغاية دلوقتي مش متخيلة إزاي عمل فيا كدا ، إزاي يخوني وأنا اللي كنت بثق فيه أكتر من نفسي .. لحد اللحظة دي وأنا مش مستعوبة اللي حصل وبقول أنا أكيد في كابوس وهصحى

قبضت على ذراعها بشيء من الحدة واللين هاتفة بصرامة :
_ لا إنتي مش كابوس ياملاذ دي الحقيقة ، فوقي وانسيه وبصي لحياتك إنتي لسا صغيرة وألف من يتمناكي ، اللي زي ده يابنتي ميستهلش غير الكره .. ميستهلش حبك النقي والصافي ليه لإن ميعرفش معنى الكلمة دي أساسًا

ثم اقتربت من شعرها الحريري وقبلته مغمغمة بحنان أمومي وصوت رقيق :
_ يلا قومي ياحبيبتي اغسلي وشك وصلي وتعالي برا عشان الغدا جاهز وأنا وأبوكي مستنينك

رواية ضروب العشق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن