الفصل الرابع عشر

149 19 7
                                    

(( ضروب العشق ))

_ الفصل الرابع عشر _

توقفت السيارة بمكان اشبه بصحراء خالية من البشر ويوجد بها مبنى مهجور غير مكتمل البناء ، تطلع كرم بالمبنى بإمعان وعادت لذهنه كل لحظة في ذلك اليوم .. عندما وصلت الشرطة وصديقه وكان هو معهم ووجدوها في ذلك المكان ودمائها حولها تملأ الأرض وكانت شبه جافة من المدة التي أخدتها مختفية ولم يعثروا عليها . واليوم ذلك الوغد موجود بنفس المكان ليكون ثأره وانتقامه منه أفضل انتقام وسيتعمد أن يسلبه روحه بنفس القطعة التي وجدوا فيها جثتها .
نزل من السيارة وهتف محدثًا الذي بجواره :
_ خليك هنا يامسعد

أجابه الآخر رافضًا :
_ لا هاجي معاك مش هسيبك وحدك

رمقه بحدة وغمغم بنبرة لا تقبل النقاش :
_ قولتلك خليك هنا !!

ثم قاد خطواته نحو ذلك المبني وكان قد اقترب من الباب ليدخل فيراه صديق ذلك الوغد الموجود بالأعلى معه ةيهتف مفزوعًا :
_ كرم العمايري هنا

وثب الآخر واقفًا وقال مرتعدًا وقد ظهرت علامات الرهبة على وجهه وقال مسرعًا :
_ طيب يلا بينا نمشي بسرعة قبل ما يلاقينا

ثم اسرعوا وغادروا البناية من باب آخر وهم يركضوا نحو سيارتهم القديمة ولسوء حظهم أنهم شعر بخطوات قدمهم فأسرع راكضًا خلفهم ولمحه وهو يركض بعيدًا ليستقل بالسيارة ، وبدون تردد أخرج سلاحه وصوبه نحوه ليصيب قدمه حتى يعوق حركته ويستطيع الإمساك به ولكن الطلقة اصابت كتفه فاستكمل هو ركضه متألما وممسكًا بذراعه المصاب حتى استقل بالسيارة مع صديقة وانطلقوا .. أما مسعد فترجل من السيارة في هلع فور سماعه لصوت إطلاق النيران وركض نحو مصدر الصوت من خلف البناية وهتف محدثًا كرم بدهشة عندما رأى السلاح في يده :
_ إنت اللي ضربت النار !!!

قال في أعين نارية ومتوعدة لذلك الوغد :
_ فلت مني المرة دي كمان بس مش هيفضل يهرب كتيير كدا ، مسيره هيوقع تحت إيدي

                                ***

كانت تجلس على طاولة الطعام الفارغة وتحملق في اللاشيء بشرود وأشعة الشمس الذهبية تتسللت من النافذة لتعطي لمعة ساحرة لوجهها الأبيض والنقي وكذلك شعرها الكستنائي .
عيناها متجمعة بها الدموع الحارقة ولا تعرف كيف استسلمت له بالأمس ، كيف سمحت لنفسها بأن تكون بهذه السذاجة .. هي تريده وبشدة وتريد أن تعيش معه كأي زوجين طبيعية ولكن ليس بهذه الطريقة ، هي حتى الآن تحاول إيجاد تفسير لفعلتها الغبية و أجابة لسؤالها أنها كيف وقعت أسيرة للمساته ونظراته بكل هذه السهولة ، هذه ليست طبيعتها الشرسة والقوية والصامدة .. ولوهلة تمنت لو أن بإمكانها استعادة الأمس لردعه بعنف ومنعه من ما فعله وهي شاركته فيه بسذاجة لا تقل عنه !! .
وجدته يخرج من غرفته بعد أن ارتدي ملابسه لكي يذهب للعمل وقبل أن يرحل وقف وهتف في قسوة وجفاء مع نظرات نارية وغاضبة للدرجة التي جعلت من عيناه حمراء كالدم :
_ اللي حصل إمبارح ده انسيه نهائي واعتبريه محصلش فاهمة ولا لا ، أنا مكنتش في وعي وإنتي استغليتي الفرصة دي

رواية ضروب العشق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن