الفصل التاسع عشر

137 15 3
                                    

(( ضروب العشق ))

_ الفصل التاسع عشر _

اصدرت زفيرًا حارًا استطاع سماعه وبكامل شجاعتها قالت بدون مقدمات :
_ أنا حامل

وكأن صاعقة من السماء اصابته في أرضه فوقف مصدومًا لا يتحرك ولا يتحدث وفقط يحاول تكذيب ما سمعته أذناه للتو ، هل قالت حقًا أنها حامل !!! ، لا هذا لا يمكن حدوثه أبدًا ولن يسمح له بأن يحدث .. التفت لها كاملًا بجسده وأصبح في مقابلة وجهها مباشرة وهو يقول ضاحكًا بسخرية وعدم تصديق :
_ نعم !!!!

عادت عليه جملته ضاغطة على الكلمات وهي تخرج من فمها :
_ زي ما سمعت ، أنا حامل ياحسن !

تحول لجمرة نيران ملتهبة بإمكانها أن تحرق كل شيء حولها وهي أول من سلتحقها نيرانه ، حيث فقد السيطرة على نفسه وهيمنت عليه انغعالاته وعصبيته التي لربما أول مرة تراها وجذبها من ذراعها صارخًا بها بصوت جهوري ومخيف :
_ حامل يعني إيه هااا ، يعني إيه حامل إنتي هتستعبطي !!

ارتعش جسدها على أثر صرخته وصوته الذي أول مرة تسمعه بهذه النبرة المرعبة وكادت أن تظهر أمامه خوفها ولكنها مازالت يسر الصامدة والقوية حيث دفعت يده عنها بكامل قوتها وصاحت به مثلما يصيح بها :
_ متعليش صوتك عليا كدا ، ماكله بسببك .. إنت السبب في اللي حصل واللي أدي للنتيجة دي

لم تهدأ ثورته وهيجانه حيث أكمل صياحه بعدم استيعاب :
_ محصلتش حاجة بينا غير مرة واحدة حصل حمل إزاي أنا عايز أفــــــهـــــــم !!!

_ وربنا أراد أنه يحصل حمل ، هتقول لا لإرادة ربنا  !!

رفع سبابته في وجهها محذرًا إياها بنظرات تركت آثار سلبية في نفسها وارعبتها :
_ عارفة يايسر لو دي حركة زبالة من حركاتك عشان تحاولي تجبريني إني مطلقكيش اقسم بالله لاوريكي اللي عمرك ما شوفتيه في حياتك

فقدت زمام نفسها هي الأخري وصرخت به في نبرة جلجت الغرفة :
_ هتعملي إيه يعني هااا .. قول هتعمل إيه ؟!

كان يطلق زئيرًا مكتومًا من بين شفتيه ويجز على اسنانه بقوة كادت أن تتكسر من فرط الغيظ ثم ابتعد عنها وأخذ يجوب في الغرفة ذهابًا وإيابًا وهو يضع كفه على شعره يحاول التفكير في هذه المصيبة التي سقطت فوق رأسه ، حتى توقف فجأة وقال في قسوة بالغة ونظرات لا تحمل أي رحمة :
_ الطفل ده لازم ينزل

آخر شيء كانت تتوقعه أن يطلب هذا الطلب ، هل حقًا يطلب منها إجهاض طفلهم البريء من كل شيء حدث ! ، وينتظر منها أن توافق بمنتهي السهولة ! .  يبغضها للدرجة التي جننته بمجرد تخيل بأنه سيكون لديه طفل منها وستكون هي أمه ؟!! ، بالتأكيد هو ليس واعٍ لما يطلبه منها ويحتاج إلى من يردعه عن سخافاته هذه  ، حيث قالت باندهاش وضجر :
_ ينزل !! ، أنت مدرك إنت بتقول إيه ؟!

_ أيوة مدرك لأن ده هو الحل الانسب للمصيبة اللي حطيتني فيها

استفزها بشدة وصاحت به مندفعة في غضب عارم :
_ والمصيبة دي زي ما قولتلك إنت السبب فيها ، ذنبه إيه الطفل ده في كل حاجة بينا ملوش ذنب عشان نقتله .. وأنا مستحيل اقتل روح بريئة واغضب ربنا ، ده ابني ولا يمكن اقتله ياحسن ، لو إنت مش عايزه فأنا عايزاه

رواية ضروب العشق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن