(( ضروب العشق ))
_ الفصل الثالث والعشرون _
استدار موليًا إياها ظهره وقبل أن يخطو خطوة واحدة استوقفه صوتها وهي تقول :
_ على فكرة محصلتش حاجة بينا أنا لسا عذراء !!سمرته الدهشة للحظات طويلة ، كيف عذراء وماذا عن الصور الذي رآها الجميع !! .. التفت بجسده كاملًا لها من جديد وهتف بذهول ملحوظ :
_ نعم !!!ميار بنبرة صادقة واستحياء بسيط :
_ أيوة محصلتش حاجة أكتر من اللي في الصورهيمنت عليه الدهشة لخمس ثوان وهو يحدجها ساكنًا تمامًا وعيناه تطلق تساؤلات كثيرة وعقله يرفض تصديقها ويقنعه بأنها كاذبة وفقط تفعل ذلك حتى تخرج نفسها من الوحل الملطخ بشرفها ، وقد استمع لصوت عقله الذي يردد " كاذبة لا تدعها تخدعك " فرأت ضحكة مستهزئة تنطلق من بين شفتيه ونظرة وضيعة استقرت بعيناه ، ثم خرج صوته صلب بجراءة :
_ لا والله ! .. محصلش حاجة !! ، امال قضيتوا الليلة إيه بقى !!!صدمها رده الجريء والصارم غير المتوقع فخجلت وسرعان ما اجفلت نظرها عنه بارتباك ، ليلقى هو عليها نظرة ساخرة ونافرة ثم يستدير ويتجه نحو فراشه ليتسطح عليه ويسحب الغطاء على جسده ، فظلت هي واقفة تتطلع إليه وبعيناها تجول بين ارجاء الغرفة تبحث عن مكان لتنام فيه وحين وقع نظرها على الشيء الوحيد الموجود وهو الأريكة فأبت بشدة أن تنام على هذه الأريكة غير المريحة والصغيرة ، رجعت بنظراتها التائهة له لترى شفتيه تبتسم ببرود وعدم مبالاة ويشير بعيناه على الأريكة هاتفًا بقسوة :
_ كان نفسي اتنازل واخليكي تنامي مكاني بس أنا مستنضفش إنك تنامي على سريري أصلًاتشربت إهانته اللاذعة لها بنفس منكسرة ثم انحنت إلى حقيبتها المسنودة على الأرض وفتحتها لتخرج لها ملابس حتى تبدل هذه العبائة التي باتت تخنقها وذهبت للحمام وبعد دقائق خرجت وهي ترتدي بيجامة منزلية مريحة فوجدته اغمض عيناه ويبدو أنه انخرط في النوم .. توجهت نحو الأريكة ومددت جسدها عليها مغمضة عيناها محاولة النوم بعد كل ما مرت به منذ الأمس حتى الآن !! .........
***
في صباح اليوم التالي .....
ترجلت يسر من سيارتها التي اشتراها لها أبيها حديثًا ، وقادت خطواتها نحو ذلك المقهى الصغير وبعدما عبرت الباب وقفت تتنقل بنظرها بين الجالسين باحثة عن أحدهم ، فابتسمت فورًا بعذوبة حين رأتها تلوح لها بيدها فتحركت إليها وسحبت المقعد المقابل لها وجلست قائلة باعتذار لطيف :
_ اتأخرت عليكي مش كدا_ لا أنا يدوب جاية من عشر دقايق .. احكيلي بقى حصل إيه
قالت جملتها الأخير بجدية تامة وفضول ، لتطلق يسر تنهيدة طويلة وتقول بمرارة :
_ طلقنياطالت ريم النظر في عيناها بوجه عابس ومشفق ثم مدت يدها وامسكت بكفها متمتمة في نقم على ذلك " الحسن " :
_ ده الافضل ليكي يايسر ، إنتي مخدتيش منه حاجة غير وجع القلب ، هو مستاهلكيش ولا يستاهل حبك ليه وحتى حزنك عليه ميستهلهوش
أنت تقرأ
رواية ضروب العشق
Romanceكاملة🔥 للعشق ضروبًا وأشكال فياترى لأي من ضروبه ستنحاز أيها القارئ ؟ ❤️