الفصل التاسع

174 34 8
                                    

(( ضروب العشق ))

_ الفصل التاسع _

توقفت عن الكلام حين وجدته يصوب نظره على شيء بالخلف فالتفتت فورًا وهمست برعب جلي وصدمة :
_ زين !!!

رأته يقترب نحوهم حتى وقف أمام أحمد مباشرًا وجذبه من لياقة قميصه موجهًا له حديثه في صوت كان مرعبًا بالنسبة لها :
_  امشي من هنا بالذوق بدل ما أخليهم ياخدوك على نقالة

القي أحمد نظرة متشفية على ملاذ فلقد حالفه الحظ ويبدو أنه نجح في تخريب زفافها دون أن يبذل جهدًا ، عاد بنظره لزين ونزع قبضته عن ملابسه ثم هندم قميصه والقى عليهم نظرة بابتسامة استهزاء ثم استدار ورحل ، أما هي فكان جسدها يرتجف من الخوف والارتباك فآخر شيء كانت توده هو أن يعرف الحقيقة بهذا الشكل .. رأت في وجهه جموح وسخط مرعب ، لأول مرة تراه بهذا الشكل المخيف ، كان يتحاشي النظر لوجهها حتى لا يرتكب جرم يندم عليه فيما بعد ، فاستجمعت شجاعتها المزيفة وهمست في صوت كان به بعض التوسل أن يتركها تفسر له كل شيء :
_ زين أاااا.......

قطع كلامها صوته المريب والمتحشرج وهو يلقي عليها أوامر مفروغ منها ويضغط على كفه ليتمالك أعصابه التي على وشك الانفجار :
_ ارجعي الفرح جوا 

وقفت تحدق به بأعين بائسة ودامعة وسرعان ما انتفضت واقفة وتراجعت للخلف قبل أن تستدير وتذهب مسرعة نحو الحمام ، عندما سمعته يصيح بها بصوت جهوري ووجه محتقن بالدماء :
_ سمعتي !

رأتها مي وهي تتجه نحو الحمام مسرعة عندما خرجت لتراها ولكنها دهشت حين رأت زين يتجه نحو سيارته ليصعد بها وينطلق مغادرًا الزفاف بأكمله ، فهرولت هي الأخرى راكضة وراء صديقتها وفتحت باب الحمام خلفها فتجدها منكبة على نفسها تبكي بحرقة وعنف لتسرع لها وتهتف بهلع :
_ ملاذ حصل إيه ؟!!

رفعت نظرها وقالت بصوت مرتعش من أثر البكاء :
_ عرف كل حاجة وسمعني وأنا بتكلم معاه وبقوله إني  بحبه وإني اتجوزت زين عشان انتقم منه

كتمت شهقتها المنصدمة و المرتفعة بكف يدها ثم قالت في عتاب شديد :
_ أنا قولتلك متطلعيش إنتي اللي صممتي ومسمعتيش كلامي ، أنا شوفت زين دلوقتي وهو بيركب عربيته ومشي وساب الفرح

فغرت شفتيها بدهشة وازداد بكائها وهتفت بقلق حقيقي وندم :
_ هو عصبي جدًا ولو حصلتله حاجة وهو متعصب كدا مش هسامح نفسي أبدًا .. أنا السبب في كل حاجة واستاهل كل اللي يجرالي

ضمتها مي لصدرها مرتبة على ظهرها بحنو وتهمس في رزانة  :
_ مش وقته الكلام ده دلوقتي ، إنتي دلوقتي هتفكري هتعملي إيه وهتتصرفي إزاي في اللي حصل ده، ومتقلقيش عليه إن شاء الله من هيحصله حاجة ، كفاية عياط بقى وقومي عشان اظبطلك المكياج ونرجع لهم

_ مش عايزة حاجة يامي أنا تعبت بجد

ملست على وجنتها برقة وهي تجفف لها دموعها هامسة في إشفاق عليها :
_ عارفة بس صدقيني كل حاجة هتبقي زي الفل والله أنا واثقة .. قومي يلا ابوس إيدك ومتخليش حد يشك كفاية هو عرف ، خلينا نحاول ننقذ ما يمكن انقاذه قبل ما يفوت الآوان

رواية ضروب العشق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن