الحَديث معك يُقبل قلبي بلطفالرابعة فجراً
في غرفة المعيشة ذات الإضاءة الخافتة، كانت تجلس على مكتبها الصغير، تغطي نفسها ببطانية سميكة لتحتمي من برودة الجو. أمامها كتب مبعثرة وأوراق مليئة بالملاحظات، كانت تراجع بتركيز واهتمام. تضع يديها امام فمها تحاول تدفئتها بأنفاسها التي تخرج متقطعة من شدة البرد، تتحرك أصابعها ببطىء على صفحات الكتب وعلى لوحة المفاتيح. بين الحين والآخر، تأخذ رشفة من كوب الشاي الساخن الذي يبقيها دافئة، كانت عازمة على استكمال دراستها رغم برودة الطقس ونعاسها الشديد.
التفتت حين سمعت صوت والدتها الحنون "هاه حبيبتي بشري خلصتي؟" هزت دينا رأسها بالنفي "لا لسى.. بس غريبه ماما ايش مصحيك الحين؟" تقدمت والدتها لتضع يدها على كتف دينا "صحيت اشيك عليك.. تذكرتك قبل بجده كيف تكونين مره متوترة قبل اختبارك" شعرت بالدفء يلامس قلبها من حديث والدتها ، أبتسمت دينا والتفت معانقه والدتها، عقدت حاجبيها بقلق لتنطق "دينا ليه مخليه الشباك مفتوح؟ الصالة مره بارده الله يصلحك" امسكت دينا بالقلم لتعود الى كتابة الملاحظات "ماما ماعرف حسيت كذا المكان مكتوم وقلت ابي يتهوى" تنهدت والدتها وهي تغلق النافذة "ايوه بعدين اذا مرضتي لا تجين تبكين عندي سامعه!" ضحكت دينا بخفه والتفت تنظر لوالدتها التي نطقت محدثتها وهي تتجه للغرفة "يلا بالتوفيق شدي حيلك برجع اكمل نومي" ارسلت دينا لوالدتها قبلة بالهواء "تصبحي على خير ماما".
السابعة صباحاً
في الصباح الباكر، جلست الحسناء مع والدتها وأخيها الأكبر حول مائدة الطعام في المطبخ. كانت الطاولة مليئة بأطباق متنوعة من الإفطار، والبخار يتصاعد من أكواب القهوة الساخنة. الجو البارد خارج النافذة كان يعزز شعور الدفء داخل تلك الشقة الصغيرة.
بينما كانت والدتها وأخوها يتحدثان، كانت دينا تمسك هاتفها بيديها، تبتسم بخفة وهي تقرأ رسائل احمد لها. أصابعها تتحرك بسرعة على الشاشة، تكتب وترد على رسائله. كانت تحاول أن توازن بين المشاركة في الحديث العائلي وبين الرد على رسائلة، مما جعلها تبدو مشتتة قليلاً. نظرات السعادة والاهتمام كانت واضحة على وجهها، ولم تستطع إخفاء بريق الفرح في عينيها، رغم محاولتها أن تبدو طبيعية. في حين كان الاثنان يستمتعان بالإفطار، كانت دينا تعيش في عالمها الخاص، تجمع بين حرارة مشاعرها وبرودة الجو في آن واحد.
أنت تقرأ
Home
Romanceالمنزل مكان يبدو وكأنه عناق شديد، حيث يتوقف الوقت للحظة ويختفي ضجيج العالم الخارجي. منذ اللحظة التي تعبر فيها من خلال الباب، أنت آمن، أنت دافئ ومحبوب بشكل استثنائي. هل يمكنني مناداتك منزلي؟