تأنس قلوبنا دائماً بضحكات العائلةقضت عطلتها الصيفية في جدة، مستمتعة بأيام مليئة بالحيوية والراحة، وحافلة باللحظات التي ستبقى محفورة في ذاكرتها للأبد.
كانت بداية عطلتها هادئة حيث خصصت الأيام الأولى لقضاء وقت دافئ مع عائلتها في المنزل، تسترخي بعد شهور من الدراسة والجهد. في كل صباح كانت تتناول الإفطار مع عائلتها وسط أجواء ممتعة، تعجّ بالأحاديث التي حدثت بغياب دينا والضحكات التي تضفي على المكان طابعاً عائلياً حميماً.لم تكتفِ دينا بالبقاء في المنزل، بل حرصت على أن تزور الأماكن التي تعشقها في جدة. ففي بعض الأيام، كانت تنطلق مع صديقاتها إلى الكورنيش حيث يمشون على طول الساحل، مستمتعين بنسيم البحر العليل ورائحة الأمواج المتلاطمة. وكعادتها كانت يومياً تذهب لتقف هناك تتأمل البحر وهو يمتد بلا نهاية، كأنها تتحدث مع البحر في لحظات صفاء وتأمل، حيث تجد فيه راحة خاصة ومكاناً للهروب من ضغوط الحياة.
كانت عطلتها أيضاً مليئة باللقاءات الاجتماعية. اعتادت أن تلتقي صديقاتها في المقاهي العديدة المنتشرة في جدة، حيث يجتمعون حول طاولة مليئة بالقهوة والحلويات. في هذه اللقاءات، كانت الأحاديث تتنوع بين الذكريات القديمة والخطط المستقبلية، ويشارك الجميع قصصهم وأحلامهم، وكأن الوقت توقف ليجمعهم في لحظة من الألفة والمرح.
لكن ما ميّز عطلة دينا الصيفية حقاً هو حدث خطوبتها من احمد، الذي جعل تلك العطلة الصيفية غير قابله للنسيان. في يوم الخطوبة، ارتدت فستاناً أحمر جميلاً اختارته بعناية ليعكس أناقتها ورقتها، وزُيّنت الأجواء بالأزهار ورائحة البخور. في حفل عائلي بسيط ومليء بالدفء استقبلت التهاني من العائلة والأصدقاء، وكانت عيون الجميع تلمع فرحاً وهي بجانبه... حبيبها وشريك حياتها المستقبلي .
بعد الخطوبة، أصبحت لقاءاتها مع احمد جزءاً جميلاً من جدولها اليومي. كانا يلتقيان أحياناً على الكورنيش في المساء، يمشيان بهدوء ويتحدثان عن أحلامهما المشتركة، وعن تفاصيل حياتهما القادمة.
ومع نهاية عطلتها، شعرت دينا بأنها حققت الكثير من الذكريات الجميلة في جدة أيام عائلية دافئة، لحظات جميلة مفعمة بالبهجة، وأحداث خاصة مع احمد الذي أصبح رسمياً وأمام الجميع جزءاً مهماً من حياتها.
في ليلة عيد الأضحى، خرجت دينا بطلب من احمد، تحت ضوء النجوم للجلوس على الشاطئ حيث كان الليل قد أرخى سدوله، والسكون يملأ الأجواء، ولم يبقَ على الشاطئ سوى عدد قليل من الأشخاص الذين يبحثون عن لحظات هادئة. كان الهواء عليلاً، ونسماته اللطيفة تلفح وجهيهما برفق، فيما كان البحر في هدوءه يعكس أضواء النجوم المتناثرة كأنها قطع من الفضة تضيء سطحه الداكن.
جلسا معاً على الرمال، وبينهما صمت جميل يتخلله صوت الأمواج الرتيب، الذي بدا كأنه موسيقى هادئة. كانت دينا تستند برأسها على كتفه، تشعر بالأمان والطمأنينة في قربه، بينما هو اكتفى بالنظر إليها بإعجاب متجاهلاً البحر الكبير، وكأنها أكثر من مجرد شريكة حياته، بل هي النجم الذي يضيء له عتمة الليل...
أنت تقرأ
Home
Romanceالمنزل مكان يبدو وكأنه عناق شديد، حيث يتوقف الوقت للحظة ويختفي ضجيج العالم الخارجي. منذ اللحظة التي تعبر فيها من خلال الباب، أنت آمن، أنت دافئ ومحبوب بشكل استثنائي. هل يمكنني مناداتك منزلي؟