مُمتّنة لوجودك،
مُمتنة لِحُبك الذي يَخلق الأمان داخل قلبيبعد مرور أسبوع شاق وثقيل على قلب دينا، كانت تقف بجانب النهر تتكئ على السور الخشبي الرطب الذي يفصلها عن المياه الهادئة. تتأمل الأجواء اللطيفة والنسيم البارد يلفح وجهها برفق ممزوجًا برائحة المطر والأرض المبللة السماء ملبدة بالغيوم الرمادية والأشجار حولها بدأت بالكاد تُظهر براعم صغيرة إيذانًا ببداية فصل الربيع. رفعت عينيها نحو الأفق الغائم مطلقه تنهيدة صغيرة. كانت تشعر بشيء من التردد والقلق فقد رفضت طلب احمد في البداية خوفا من ان يعلم والدها لكن إصراره المتكرر عليها جعلها ترضخ في النهاية. الشمس كانت خجولة خلف الغيوم، ما جعل الجو مشوبًا بالهدوء والحيرة. وضعت يدها على جبيرتها وهي تتأمل رسومات يوسف عليها ابتسمت بخفة حين تذكرت رسالة احمد التي لم تقرأها الى الان بينما كانت تتساءل عما ستحمله هذه اللحظة التي تنتظرها.
كانت السترة البنفسجية تغطي شعرها بالقبعة، لتقي نفسها من الرذاذ الخفيف الذي يتساقط. بدت القبعة كبيرة قليلاً على رأسها بعض خصلات شعرها البنية كانت تتدلى برفق من تحت القبعة، تتمايل مع الرياح الباردة. تمسك بالسترة بإحكام حول جسدها، محاولة الحفاظ على الدفء، وعيناها تجولان في المكان وكأنها تبحث عن أي إشارة لوصوله، بينما تتأمل في الوقت نفسه الهدوء من حولها.عيناه تحدق بظهر دينا، متأملاً هيئتها التي اشتاق لها. دقات قلبه تتسارع بالشوق والمحبه استغرق ثواني في تأمل تفاصيلها، عيناه تتعلقان بالسترة البنفسجية التي ترتديها، والتي سرعان ما تعرف عليها وأدرك فوراً أنها سترته التي قد استعارتها منه سابقاً شعر بابتسامة صغيرة ترتسم على وجهه ولم يستطع مقاومة احساس بأن يجيب عليه الاقتراب منها ليتأكد من أنها بخير، ويخبرها كم افتقدها. تحرك بهدوء نحوها خطواته تكاد لا تُسمع مع صوت الرياح الخفيفة وابتسامته لم تفارقه وحين أصبح خلفها مباشرة لف ذراعيه حولها بشوق جاذباً إياها إليه بحنان. شعر بحرارتها تختلط ببرودة جسده، كان عناقهم ملاذاً له من كل شيء حوله. دفن وجهه في عنقها مستنشقا رائحتها التي طالما أحبها، كان يحاول التخلص من كل مشاعره السيئة التي شعر بها بهذا العناق ضمها إليه بقوة، كأنه يحاول أن يحيطها بعالمه ويمنحها كل الأمان الذي يشعر به حين تكون بين ذراعيه.
نبض قلبها برعب وارتبكت في البداية تسلل الخوف قلبها للحظة، ثم سرعان ما هدأت حين تعرفت على رائحته المميزة. دفء عناقه جعل قلبها ينبض بسرعة، مدت كفيها لتحتضن ذراعيه الملتفتين حولها، ممسكة بهما بلطف، وكأنها تتأكد من أنه حقيقي وأنه بجانبها. استرخت في عناقه تستشعر الامان والحنان الذي يحيط بها. تشبثت دينا بذراعيه بشكل اكبر، انحنى قليلاً الى الأمام وهمس في أذنها بصوت منخفض ومليء بالشوق "وحشتيني" قلبها ينبض بشكل اقوى حين تخلل مسامعها صوته. ردت عليه بابتسامة دافئة، وهي لا تزال تحتضن ذراعيه، تشعر بالدفء الذي افتقدته في الأيام الماضية "وحشتني اكثر"
أنت تقرأ
Home
Romantikالمنزل مكان يبدو وكأنه عناق شديد، حيث يتوقف الوقت للحظة ويختفي ضجيج العالم الخارجي. منذ اللحظة التي تعبر فيها من خلال الباب، أنت آمن، أنت دافئ ومحبوب بشكل استثنائي. هل يمكنني مناداتك منزلي؟