Part 12 "Gathering"

257 18 14
                                    






أن يكون لك منزل في صدر أحدُهم، هذا هو الحب




تجلس دينا في شقتها بمزاج متعكر بسبب دورتها الشهرية وبسبب اقتراب الدراسة. كانت تقضي آخر أيام إجازتها بعد عودتها من نيويورك. الغرفة هادئة، والساعة تدور ببطء تشعر بالانزعاج والضجر، فالألم يجعلها غير قادرة على الاستمتاع بأي شيء. كانت تفتقد صخب المدينة الكبيرة وأضواءها الساطعة، وتحاول أن تشغل وقتها بأي شيء يسليها، لكن لا شيء يبدو كافيًا لإزالة شعورها بالملل والتعب.

فجأة، تسمع صوت جرس الباب. تتساءل من يمكن أن يكون، اتجهت ببطء نحو الباب. تفتح الباب لتجد احمد واقفًا أمامها، يبتسم بحنان. تشعر بالمفاجأة والفرح في نفس الوقت، وينسى قلبها كل الألم والضيق للحظة. يحتضنها أحمد بلطف، "حماادة ايش جابك" نطقت بينما كانت تشعر بالأمان والراحة يعودان إليها تدريجيًا. "جاي اشوف حبيبتي لا يكون عندك مانع بس؟" نطق بمزاح لتضحك دينا "لا لا ابدا ماعندي مانع حبيبتك اصلاً مشتاقه لك" ابتسم بينما كانو يمشيان داخل شقة دينا الدافئة كان وجوده يخفف من مزاجها المتعكر ويشغلها عن التفكير بألمها.

بعد مرور عدة دقائق كانت دينا جالسة على الأريكة بصمت، وعيناها تتجنب النظر مباشرة إلى احمد. كانت ملامح وجهها توحي بالتعب، وجبينها معقود كأنها تحمل عبءًا ثقيلاً. شعرها كان مبعثرًا قليلاً، وأصابعها كانت تعبث بعصبية بطرف قميصها. نظر لها احمد بقلق ليقرر سريعاً الحديث معها عن اي شيء، لم يأتيه اي تفاعل منها خلال احاديثه العشوائية، استفسر بلطف "دينا في شيء مضايقك؟" تشعر دينا بيده التي امسكت بيدها لتستفيق سريعاً من شرودها وتنظر له بملامح بدت له شاحبة "ه..هاه لا مافي شي" ردت عليه بنبرة مترددة، قلّب احمد عينيه عليها قبل ان ينطق "تكذبين على اساس اني ماعرف انك قاعده تكذبين؟ دوده شفيك ايش مضايقك حكيني" ينظر لها بعيناه وهي تأخذ نفس عميق "مضايقني ان الإجازة بتخلص" نطقت بصوت منخفض ويداها لاتزال تعبث بطرف قميصها، ابتسم احمد الذي أدرك سريعا سبب تقلب مزاجها الحقيقي، وضع يده على فمه ليخفي ابتسامته فهو لا يريد أن يفهم بشكل خاطئ، اقترب منها بلطف، محاولاً أن يظهر تعاطفه ونطق بصوت هادئ ومطمئن "انا اسف انك تمرين بهذا الشعور.. بس دينا الإجازة دايم لازم تخلص صح؟ تخلص ونبدا مرحلة جديدة وتحدي جديد.. وهدية جديده برضو اذا خلصتي السنة بدرجات حلوه" نطق اخر كلامة محاولاً تشجيعها، ضحكت دينا بقلة حيلة وهي تشعر بيده تحاوط كتفيها لتميل ببطء عليه، تريح رأسها على صدره وتشعر به يرفع قدماها على الأريكة لتصبح مستلقية بين احضانه "ليه ماتقولين السبب الحقيقي الي مضايقك وبس؟ ولا خجلانه مني يعني؟" وسعت دينا عيناها على حديثه أدارت وجهها على صدرة لتنطق بصوت مكتوم "احمد خلاص اذا فاهم وش فيني ليه تسأل.. ولا بس تبي تحرجني" ضحك بخفة وهو يداعب شعرها بيده "خلاص اسف.. وش ودك فيه؟ تشوكلت؟ كمادات دافية؟ طيب مرتاحة كذا؟" رفعت دينا رأسها لتنظر له "ليه كل هالاسئلة ترا الموضوع بسيط وطبيعي" عقد احمد حاجبيه قبل ان ينطق "مدري عنكم انتو البنات كذا مزاجكم يصير غريب.. ويعني قلت اسأل احتياط عشان ماتفصلين علي" ضحكت دينا بينما كانت تعانق احمد بشكل اكبر "لا حموده مابغى حاجه خليك بس جمبي كذا انا مرتاحة.. ولا تخاف ماراح افصل عليك".

Home حيث تعيش القصص. اكتشف الآن