الجزء الأفضل مني دائماً معكتقف خارج قاعة المحاضرة تنتظر وصول الدكتور، تضع هاتفها على اذنها تتحدث مع أختها. صوتها الجاد هو كل مايسمع في ذلك الممر الطويل "دانا! أعرف انه غصب عليه الموضوع بس اذا مضايقك تكلمي لا تسكتين له!"
فجأة، يقاطع حدة نقاشهم صوت فتاة "عذرًا، انتِ هنا بهذا الكلاس؟"
نظرت لها دينا بابتسامة تكاد ترى "دقيقة بس"، وضعت هاتفها على اذنها مره اخرى "اسمعي لازم اقفل الحين اكلمك بعدين.. فكري بكلامي كويس دانا لا تتسرعين بالقرار" اغلقت المكالمة ورفعت عينها للفتاة بابتسامة "ايوه هنا.. بغيتي شي؟" نظرت الفتاة لها بتعجب "محاسبة مالية صح؟" عقدت دينا حاجبيها باستغراب "ايوه عند دكتور روبرت" اتسعت ابتسامة الفتاة لتنطق سريعاً "حلوو معاي! ماتوقعت احصل احد عربي هنا.. بالمناسبة انا غلا"
شعرت دينا ببعض التوتر. بغير تفكير تخلصت من ابتسامتها الصغيرة واستبدلتها بنبرة أكثر رسمية. نظرت إلى غلا بلطف ونطقت بحذر شديد "عاشت الاسامي.. وانا دينا" حاولت دينا الحفاظ على تواصل بصري، لكن كان من الواضح أنها لم تكن مرتاحة تمامًا، حيث كانت تلمس حواف حقيبتها بين الحين والآخر وتبدو متوترة قليلاً.أضافت دينا بعد الصمت الذي حلّ بينهم، "اذا احتجتي لأي مساعدة بالمادة أو الجامعة انا موجودة" نطقت بمجاملة، لتنطق غلا "حلوو عطيني رقمك!" شعرت دينا بالورطة وحاولت إيجاد طريقة للانتقال إلى داخل القاعة سريعا، "اوووه الدكتور وصل خلينا ندخل يلا" نطقت بتسرع مما أظهر رغبتها في إنهاء المحادثة بسرعة دون أن تكون غير لطيفة.
لم يعجبها غلا ابدا تصرف دينا حين مشت تاركتها خلفها
بعد أن لاحظت تصرف دينا، شعرت بالخيبة. تفكيرها أصبح مليئًا بالفضول، حيث تساءلت عن سبب تصرف دينا غير الودود. بدأت تشكك في نوايا دينا وتفكر في إمكانية أن تكون هناك دوافع خفية وراء تصرفاتها.تجاهلت جميع الأفكار ودخلت سريعاً للقاعة، تقف أمام الباب بعد ان اغلقته تبحث بعينيها عن مكان للجلوس، وقعت عينها على المقعد الوحيد الفارغ بجانب دينا لتمشي بهدوء تجلس بجانبها، تخرج دفتر ملاحظاتها وأقلامها تضعهم على الطاولة وكل ذلك لم يلفت انتباه دينا، لتنظر لها غلا بفضول وهي تمسك بهاتفها بإبتسامة واسعة دون ان تتوقف لدقيقة من ارسال وقراءة الرسائل، "مين سعيد الحظ" نطقت غلا بهمس شديد لدينا، ارتعشت دينا بربكة لتغلق هاتفها بسرعة "غلا! اسفه مانتبهت لك" نطقت بهمس متجنبة سؤالها، ابتسمت غلا وهي تنظر لهاتف دينا الذي لم يتوقف عن الإهتزاز معلناً عن وصول الرسائل، امسكت دينا بهاتفها لتقلبه سريعاً على الطاولة "ردي عليه المسكين طيب" ضحكت دينا بسخرية حين استمعت لما قالته غلا "على اي اساس تقولين كذا! لا يروح تفكيرك بعيد ترا اختي!" نطقت كاذبه ولم تدرك صوتها الذي احتد وارتفع بسبب غضبها من حديث غلا، تشعر بوجنتيها تحترق بحرج حين أدركت ان جميع الأعين كانت تنظر لها، وضعت قبعة سترتها على رأسها سريعاً تتمنى الاختفاء حالياً. أغمضت عينيها بورطة حين ملىء القاعة صوت الدكتور وهو يصرخ بأسمها واسم غلا طالباً منهم الخروج!
أنت تقرأ
Home
Romantizmالمنزل مكان يبدو وكأنه عناق شديد، حيث يتوقف الوقت للحظة ويختفي ضجيج العالم الخارجي. منذ اللحظة التي تعبر فيها من خلال الباب، أنت آمن، أنت دافئ ومحبوب بشكل استثنائي. هل يمكنني مناداتك منزلي؟