"العدالة أسمى"

177 16 0
                                    


اطفأ السيد بوتين سيجارته في صحن السجائر الثمين الذي امامه ثم نظر الى السيد مات "ما الذي تعتقد انه حدث للسيد اندرياس"

اشعل السيد ماثيو سيجارته وقال بكل برود "اعتقد ان لاخي اعداء اكثر منه اصدقاء"

"وهل تعتبر نفسك ومن في الغرفة المجاورة اعداء له؟"

ابتسم السيد ماثيو في شيء من الخبث وقال " لا اعلم ولكنهم لم يكونوا اصدقائه ايضا"

"وماذا بشأنك انت؟"

"ماذا بشأني انا؟ لا انكر اني لم اكن على وفاق تام مع اندي ولكني لم اكن عدوه طبعا"

"لم تعتبره اخا بالطبع، الا اذا كنت تعتبر شهادتك ضده في قضية السكرتيرة المقتولة شيء من الاخوة والصداقة اليس كذلك؟"

بدى بعض الانزعاج على السيد ماثيو ولكنه سرعان ما تدارك نفسه وقال" ان واجبي في مساعدة الشرطة للوصول الى العدالة هو شيء وواجبي في الاخوة هو شيء اخر"

"اذا فانت تعتبر كونك مواطنا صالحا هو اسمى من كونك اخا وصديقا"

ضحك السيد ماثيو بصوت مرتفع وقال "اعتقد انك على صواب، فالعدالة أسمى من كل شيء بالنسبة لي"

"اذا فلم يكن لمشاعرك تجاه السيدة كاثرين علاقة بالأمر، اليس هذا كذلك؟"

تسمر السيد ماثيو في مكانه فلم يكن سؤال المفتش متوقعا، ابتسم السيد بوتين ابتسامة المنتصر على غريمه وقال "هذا صحيح يا سيد ماثيو، فان مثل هذه الامور لا تخبأ طويلا، ويبدو انك لم تعتقد ان احدا قد يسمعك وانت تتحدث الى السيدة كاثرين بعد مغادرتكما المعمل، ولكن لسوء حظك فان هناك من سمعك وانت تقول انك ستفعل ابشع مما فعلت في الماضي للفوز بها، وهل تتضمن بشاعة اعمالك قتل اخيك يا سيد ماثيو؟"

"لا، فانا لم اقتله.. لقد اردته ميتا! انا لا انكر هذا الامر ابدا، ولكني لم اقتله! لقد كان اندي يفوز باية فتاة يريدها... ولكني لم ارد شيئا من هذه الدنيا سوى كاثرين الا انها اختارته هو وقد كان ذلك يقتلني كل يوم! الا اني لم أقتله"

"ولماذا قد اصدق اية كلمة قد تقولها وقد شهدت زورا ضد اخيك وقد كنت على استعداد لارساله لحبل المشنقة بيديك"

"انا لم اشهد زورا، ولكني كنت اعتقد ان اندي كان على علاقة بتلك المرأة وانه لا يستحق ان يكون مع امرأة رائعة مثل كاثرين، فاردته ان يعاقب"

"وهل كنت تعتقد انك ستظفر بها بعد ان ترسل زوجها واب اولادها الى حبل المشنقة؟"

"لا فقد كانت غبية، غبية جدا! لم تصدق ان زوجها كان على علاقة بنانسي واختارت ان تؤازره في السراء والضراء"

"اذا فلم يكن امامك سوى ان تعاقبها وتحرمها من الرجل الذي احبته اليس كذلك؟"

"لا فانا قد اؤذي الجميع ولكني ما كنت لاؤذي كاثي مطلقاً"

"ولكنك صرحت بهذا بشكل واضح جدا!"

تخلى السيد ماثيو عن لعب دور المظلوم وقال بكل وقاحة
"ارى بانك تهاجمني وتتهمني بشكل واضح وصريح، اذا ما لم يكن لديك الدليل القاطع بأني من قام بقتل اندي فاني ساذهب الان" وهم بالمغادرة.

"مهلا لحظة يا سيد ماثيو، لم تخبرني اين كنت ما بين الساعة التاسعة والحادية عشرة والنصف"

"لقد كنت اقف على الشرفة وادخن السجائر وقد رآني السيد اليكس جونسون، وقد جاء الي وطلب مني سيجارة ورحنا ندخن وقد اخذنا الحديث"

"ومتى كان ذلك؟"

"كان ذلك في نحو الساعة العاشرة"

"ومن نزل اولا انت ام السيد اليكس؟"

"لقد نزل السيد اليكس قبلي ب 5 دقائق"

"وماذا فعلت انت في هذه ال 5 دقائق؟"

"لقد ذهبت الى الحمام, كما أني لا أعتقد أن 5 دقائق ستكون كافية لقتل أندي أليس كذلك؟"

"ربما! منذ متى وانت تعرف السيد جونسون؟"

"ان السيد جونسون محامي العائلة منذ اكثر من ٢٠ عاما وقد كان صديق طفولة اندي.. اي اني اعرفه منذ زمن طويل جدا"

"حسنا اذا، حينما شهدت ضد السيد اندي هل كان السيد اليكس محاميك انت ام محامي السيد اندي يا سيد ماثيو؟"

"ماذا؟"

"اعني انه كان صديق العائلة ومحاميها وصديق طفولة السيد اندي، فهل وقف الى جانبك في رفع اصابع الاتهام على صديق طفولته أي أنه وقف الى جانبك باعتباره محامي شركات العائلة! ام انه وقف الى جانب السيد اندي ضد اتهاماتك لصذيقه؟"

"ان اندي لم يكن يعتقد انه بحاجة الى توكيل محام في قضية نانسي ردفن، وقد اعفى السيد جونسون من هذه المهمة، وبالفعل فانه وبعد نقص الادلة التي يمكن ان تدينه فان جميع التهم قد اسقطت عنه، اما انا فلم اكن بحاجة الى المحامي اصلا، ولا بد لك ان تعلم مثل هذه الامور فانت مفتش كبير في مركز الشرطة"

"هذا صحيح ولكن ما لم اعلمه حقا هو سفرك المفاجئ وغيابك ستة اشهر بعد البت بالحكم"

اخرج ماثيو سيجارة اخرى من جيبه وقال "اتمانع؟" ولما هز المفتش راسه بالنفي استطرد يقول" هذا امر بديهي يا سيدي المفتش، فقد اردت ان اصفي ذهني واخرج من البلاد لبعض الوقت بعد ان شهدت ضد اندي"

نظر المفتش الى ماثيو وقال مستنكرا" ارجوك لا تقل لي انك كنت تشعر بالذنب حيال الامر"

"لا، انما كنت افكر باني خرجت خالي الوفاض"

"اتعلم انه بامكاني اتهامك بالشهادة بالزور"

ابتسم ماثيو وكأنه لم يحفل بشيء مما قاله المفتش وقال
"اهذا كل شيء سيدي المفتش؟"

"نعم، يمكنك الذهاب الان"

خرج ماثيو من الغرفة بخطوات ثابتة بينما تمتم المفتش ببضع كلمات لنفسه.

حبال الماضيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن