(الفصل_الأول)

204 10 23
                                    

♡ مقدمة ♡

يقول♡
واعلم أنّي لا أحبّ فيها شيئًا مُعيّنًا أستطيع أن أشير إليه بهذا أو هذه أو ذلك أو تلك، أو حتى 'بهؤلاء' كلّها.. إنّي أحبّها لأنّها هي كما هي، فإنّ في كلّ عاشقٍ معنًى مجهولًا لا يحدّه علمٌ ولا تصفهُ معرفةٌ، وهو كالمصباح المنطفئ: ينتظر مَن يُضيئه..

ومتى قدحتِ الجميلة على قلبِ رجلٍ أضاءته، فيُضيئها نوره بألوانٍ من الحُسن لا يراها ولا يدركها ولا يصدّق بها إلّا صاحب هذا القلب، فلو أنّ الشمس دامت تصبّ أشعّتها على طلعة هذه المرأة ألف سنةٍ تحياها جميلةً شابّةً لا تضعف ولا ترقّ لها سنّها، لما كشفت لأعيُنِ الناسِ شيئًا مِن تلك المعاني السحريّة التي يكشفها ضوء قلب عاشقها لعينيه وما ضوء قلبهِ إلّا منها، فلن تكون فيه إلّا ما أحبّت أن تكون فيه!

-الرّافعي [رسائل الأحزان].

••••••

السلام عليكم وصباحُ الخير عليكم أو مساءهُ متى كان الوقت الذي تقرأ فيه كلماتي تلك، أحدثك من داخل مذكراتي التي خطَّها الزمن داخل عقلي وحفرها بمشاهدها حُلوها ومُرها داخل قلبي،  ذلك القلب الذي حَوَاهَا واحتوتهُ حتى أحتلَّ الشيب عمري وأقمر شعري بكل الذكريات.

كنت حينها طالبة بكلية الطب وبالتحديد في عام حصولي على الإمتياز.. رمى بي تقدير درجاتي المئوية بجامعة القاهرة أو لنقل أنا من أحببت التواجد هنا بالقاهرة حيث أحلامي التي اسعى إليها منذ أن عرفتُ أنَّ لكل إنسان حلم يركض خلفه ليصل إليه، هنا حيث خط البداية لسباقي مع ذاتي كما كنت أظن ولكنني أكتشفت بعدها أنه بداية شيء آخر.. ربما بداية بذرة ستكبر لتصير شجرة وارفة الأوراق وبداية قلب سينبض من جديد وبداية مغامرة لا أعرف نهايتها  .

عشت بداية عمري فتاة وحيدة لوالدي اللذان تركا  الدنيا وذهبا لجوار رب رحيم ليتركاني تحت وصاية عمي جمال الدين الشامي عمدة قرية
« كوم الجبابرة»  ليكون هو الوصي الشرعي علي أنا ابنة اخيه الوحيد ووصي شرعي على أموالها كذلك
وللحق  لم يقصر عمي في تربيتي فلطالما أغدقني بحنانه وحبه لم يهمل تعليمي ولا تقويمي  بل بالعكس تعامل معي كأبي الذي فقدته في صغري فلم أذق حنان الأبوة سوى معه هو وحاولت زوجته أيضًا أن تكون أم لي فصارت تعاملني كفتياتها بل وأفضل فربيت بينهم فرد من العائلة لا ينقصه شيء بل وفرد مدلل أيضًا يغيظ البعض منهم مقدار تدليله حتى صرت فتاة شابة في سن الزواج وبدأ الخُطاب في التقدم لخطبتي ولكنني كنت أرفض بشدة حتى بات عمي يرفض من تلقاء نفسه
وإلى هنا كانت الأمور تسير وكلها عقل وحكمة وحان موعد نتائج الثانوية العامة و....!

نجحت في الثانوية العامة وحصلت على مجموع درجات يؤهلني لدخول كلية الطب، أقام عمي على شرفي أنا..الأفراح والليالي الملاح وتصدق على الفقراء والأيتام وكله لأني نجحت.. كانت العائلة كلها مسرورة بنجاحي وأجتمع الأقرباء في بيتنا يحيون عمي وزوجة عمي بتلك المناسبة..
كانت الفرحة لا تكاد تسع عمي،  حتى طلبت منه أن أدرس الطب في جامعة القاهرة بالخصوص.. هنا إنقلب كل شئ ورفض عمي سفري بالطبع كما كنت أتوقع تمامًا فكيف لفتاة ان تسافر بمفردها هكذا دون أهلها فهذه ليست طباع أهل الصعيد وفي الحقيقة هذا كان رأي عمي الذي نبع من خوفه علي لأني أمانة أخوه الوحيد قبل موته وكل تلك الأمور ولكنه ألصقها في كون الأمر يعتبر عيب كبير في حق رجال العائلة كما قال؛ ولكني لم استسلم حينها بكيت بكل قوة وغضبت وحزنت لمدة طويلة أمتنعت فيها عن الطعام والخروج والضحك أو لنقل تظاهرت بهذا فللحق..لا ذنب لمعدتي فيما يحدث الآن
وبعد مدة طويلة من إصراري على موقفي تراجع عمي عن قراره ولكن.. "
بشرط واحد! 

فتاة بصحبة جثة ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن