544
.
.
-
بـُ مفِرَديُ بِلا كَتف ثَالث أنَا ضعِفيُ،
وقُوتيَ، أنا ثَباتيُ، وأنهِيَاريُ ،
وَلا أحًد هُنا غَيِريُ، أنَا فقَط . .
-
.
.
-
قبل مَ يُعادل 37 سنة ..
بقصر اكبر رجال الأعمال بمنطقته و المشهور بكرمه و حُسن أخلاقه رغم ثرائه الا انه معروف بتواضعه بين ناسّه .. أو هذا الي يظهره لهم؟
رمق الرجُل الواقف أمام باب الغرفة ابنته ذات 18 ربيعا أمام مرآتها تتفحص جمال فستانها ذو اللون الاسود ..
: وين امك؟
ارتعش جسدها بفزع تستدير له لأنها ما حسّت بوجوده و بتأتأه : نزلت للمطبخ ..
هز راسه بخفة و بعدها عيونه تتفحصها بشدة و تمتم : طالعه حلوة ..
ابتلعت ريقها بربكة و ابتسمت بمجاملة : ء تسلم ..
قاطع بقية كلامه قدوم زوجته الي انعقدت حواجبها من وجوده : فيه شيء؟
هز راسه بالنفي : كنت ادوّر لكِ ..
اقترب منها اكثر و همس باذنها : خذي بس نورة معك على العشاء ..
رمشت بذهول و بنفس همسه : و عفراء و رقية !
رفع حاجبه بانزعاج حتى هزت راسها بالإجاب : مثل مَ تبي ..
ابتعد عنهم و دخلت امها للغرفة تغلق الباب خلفها و تلتفت لبنتها : انا مَ قلت البسي الوان فاتحه !
رفعت راسها للاعلى بخفة و نزلت بنظرها لأمها
" نظرتها المُتغطرسة " الوصف الذي أطلقته او يطلقه الجميع نحوها : جا عبالي الاسود يُمه ..
ابتسمت نورة بسخرية وهي تمرر آناملها أعلى قماش فستانها : تعرفين ليه يقولون له سيّد الألوان؟
الاسود هو اللون الوحيد الي مهما دمجتي اي لون معه مستحيل مَ يسحبه لظلامه ..
يمتص النور من الألوان و يحوّلها لالوان غامقة ..
التفتت لأمها و ابتسمت بخفة قاصدتها : يذكرني فيكِ ..
قامت برمقها بإزدراء شديد : وقفي فلسفة زايدة و حطي حُمرة على فمك و فلّي شعرك حسسيني اني جايبة أنثى !
هزت راسها بالإجاب حتى تقدر تتخلص منها ..
راح تحضر عند ناس بمكانه مرموقة و ضروري تجذب انظارهم لها حتى تقدر تتزوج من ولدهم او هذا الي يتوقعه اهلها ..
نورة~
مرّ الوقت و وصلنا للبيت و كان مزدحم بشكل واضح و كأن الي بيستقبلونه أمير !
كل الي مصبرني على هالمناسبات الصديقة الي بقابلها عندهم ..
ابتسمت باتساع بعد ما شفتها تلوّح لي و تنطق : جيتي بدون خواتكِ؟
هزيت راسي لها لأن عفراء الحين انخطبت و رقية باقي صغيره عمرها 15 سنه ..
قاطعتني بطلب غريب
: خلي رقيه تجي للحوش حقنا و تتسلى مع اخوي .
545
.
.
-
أنزَلت الغُيوم حُزنَها عَلى البَشر
بَينما الجَميِع يهَربُ مِن المَطر
وَاقفةٌ هيَ تتَأملُ الأمرّ
تَتذكر تِلكُ الأحُادِيثَ .
-
.
.
-
رفعت اكتافي بعدم ممانعه لانا جيران من زمن طويل و اخوها حيل قريب من اختي لأنهم بنفس العمر ..
قلت لها ما عندي مشكلة بس امي لا تعرف لاني بتعصب حيل ..
هزت راسها بتفهم و طلعنا لغرفتها و هي اتصلت باخوها و سمحت له يزور رقية ..
يعجبني فيها حبها الشديد لاخوها الصغير تعامله و كأنها أمه !
ضحكت بسخرية بعد ما انتبهت لمكياجها المبالغ فيه و التفتت لي : خير وش يضحك؟
نطقت : دعجاء هذا ولد عمك الي جاي لايكون هو الي بيكمل نسلكم و بدونه تنقطعون؟ مو طبيعي الي مجهزينه له !
تنهدت تنهيدة طويلة و اتسعت ابتسامتي لتنهيدتها لأنها طلعت من روح عاشقة ..
ألقت نفسها فوق سريرها : اخيرا بيرجع حبيبي مو مصدقة جدي قرر انه اول ما يرجع لعسير يزوّجه عشان يستقر عندنا و قلبي بيوقف لو تزوج غيري ! اصلا أمه اتصلت بأمي وقالت لها تعزم عوائل البنات الي تحسهم بيناسبون ولدها لأجل كذا لازم اجذب أمه لي !
قامت بفزع و نطقت بكلمات عجزت انساها او انسى وضوح صوتها وقتها : نورة اقعدي بالغرفة تكفين مَ ابيها تشوف غيري !
مَ انكر وقع ضربات كلماتها عليّ بس مَ قدرت الا اضحك ساخره : و اذا باعجب أمه مستحيل اقبل فيه اهدي لا يطق لك عرق بعدين مَ يقولون مَ للبنت الا ولد عمها؟ تتهنوا !
ابتسمت دعجاء برضا و احضنتني و هي تطلع و تقول اذا بغيت شيء منها اناديها ..
بالفعل مرّ الوقت و انا منمدة فوق السرير اتمنى لو اني عندي خواتي بيكون الوضع افضل اشتقت لهم ..
كان قلبي بيوقف خوف بعد ما فتحت مرأة غريبة باب الغرفة بقوة و دخلت للحمام الي بداخلها ..
تقدمت لها و انا خايفة منها و تمتمت بخفة حتى ظنيت انها ما سمعتني : بسم الله وش بلاها انا قايلة هالعالم ما فيهم صاحي ..
توسعت حدقة عيني بعد ما سمعت ضحكاتها و التفتت لي : في ذي صدقتي ما فينا صاحي !
عقدت حواجبي من منظرها كانت نحيلة بشدة و الهالات الداكنه تحتضن اسفل جفونها : خالتي انتي بخير؟
546
.
.
-
داوَيتُ بالأمسِ أروَاحاً مُجِرَّحَة
وَاليُومَ رُوحيْ تَرجُو مِن يُداويِها .
-
.
.
-
هزت راسها بالنفي : حيل دايخه ..
سحبتها للسرير و طلعت اجيب لها كأس ماء و لما رجعت لقيتها نايمه !
انصدمت منها و دخلت لعندها اسأل نفسي اصحيها و لا اخليها نايمه ؟
تركتها حتى اني غطيتها و شلت نعالها ..
كان شكلها يشفع لها اظهر لها رحمتي ..
خرجت من الغرفة بعد ما انتبهت لمرور الوقت و اكيد امي بتكون ساخطه !
لامست صدري برعب و انا اسمع صوت صراخ اختي الصغيرة !
كانت هالصرخة هي نقطه التحول بحياتي ..
صرختها كانت ناتجه عن قهرها بعد ما اعتدى عليها اخو دعجاء .. صديقة عمري انا كانت واقفه تدفع اختي الصغيرة الي ترجف من فرط خوفها ..
سحبها الحقير لمزرعة بيتهم بسبب قرب بيتنا منهم و حاول يعتدي عليها حتى اني قدرت اميّز شدة عنفه بسبب تمزّق قميصها الوردي .. اللون يعكس مدى برائتها ..
توسعت حدقة عيني بعد ما صرخت دعجاء بمقاطعه لشهقات اختي الصغيرة : هي الي جات عنده ! اخوي مستحيل يسوي شيء مثل كذا !
بديت ارجف من عصبيتي بس كل الي قدرت اسويه اني انزل لاختي و احضنها ..
طلعنا من البيت بهالفضيحه الي انتشرت مثل النار في الهشيم ..
ابوي بعدها زوّج اختي بنت 15 سنة من رجال بالغ بعمر 25 !
كانت طفلة ! و تعرضت لاعتداء و بدل لا يحاسبون المجرم عاقبوا الضحيه ..
أقسمت وقتها اني بدمر حياتها مثل ما دمرت حياة اختي لو لا شاهدتها الزور عند اهلي و أهلها عن اختي ..
لو لا دفاعها عن اخوها المعتدي .. لو لا طعنها لشرف اختي .. كنت مستحيل ادعسها ..
من حسن حظي ان الأميرة النائمة بليلة الاعتداء كان ام أمير أحلامها.. ايه قدرت اسرقه منها .. أمه انعجبت فيني حتى انها فضلتني على قرايبها !
و تمت خطبتي من ولدها الي للحين ما شفته و ما يهمني ما همني اصلا غير دعجاء ..
شكثر انكسر قلبها؟ انكسر حيل كبر كسر اختي؟
~
عادت لوعيها وهي تمسح خده بخفة تركته ينصدم من حركتها و وقفت بعد قدوم هديل لهم ..
استغربت هديل جلوس راشد على الأرض بس ما اهتمت كثر ما كانت تبي تكلم نورة الي مسحت كتفها : امي هديل ليش بعدك هنا؟
هديل بتردد : ابي انام هنا عادي؟
ابتسمت نورة وهزت راسها : خفتي حيل اليوم اكيد تعالي ارتاحي بغرفة فهد ..
هزت راسها بالنفي بعجل : لا خليني انام معك !
547
.
.
-
- رَاعيةُ العُيوِنَ النَاعِسَة رِمشهَا
لا سلهَمتُ ذابَ الهِوىُ مِن حَنينهُ .
-
.
.
-
راشد بضحكه : و انا وين انام يا حلوة؟
عضت اسفل شفتها بإحراج شديد : اسفة ابوي بس جد ابي انام مع امي نورة لُطفا !
رمشت نورة بذهول بس ما تنكر انها حست بلطافة من طلبها و قرصت خدها : تمام تمام بننام بغرفة رغد حلو؟
هديل بتذكر لكلام رغد : و رغد تبي تبات بعد ..
نورة بعدم راحه : لها ليلتين تبات عندنا الظاهر تحسب ان زوجها واحد من اكسسواراتها متى ما ملّت منه نطلته " قامت برميه " ..
رفعت اكتافها بعدم معرفة و انتبهت لشحوب نورة : روحي نامي انتي بعد ..
هزت راسها بالرفض : ابي اتطمن على هالمنحوسة بس نواف ما يرد ..
راشد : اذا رد بقولك روحي ارتاحي ..
تنهدت وهي تطلع لأنها بالفعل تحس بتعب ..
-
صباح يوم جديد ..
فتحت عيونها بصعوبة وهي تحس بآلم بجميع أنحاء جسدها ..
كانت نايمه بطريقة مريحه وقت كانت منمده فوقه بس الحين اختفت الراحه ..
رمشت بعدم استيعاب وهي ترفع جسدها ببطئ و تحاول تتذكر الي صار معها لكن نبض جرحها الي مستوطن فخذها اسعف ذاكرتها ..
عضت طرف شفتها بوجع و مدت ساقها خارج السرير وهي تدور له بعيونها و تتمتم : وين راح و تركني ..
انتبهت لورقة ملقية فوق الطاولة المجاورة من سريرها و أطلقت ضحكه بعد قراءة محتواها " اول ما توعين بتحصليني قدامكِ "
ازفرت بتململ وهي ترجع تستلقي فوق السرير لكن طرق الباب تركها تعتدل بجلستها توسعت حدقة عينها بإدراك للبسها !
و نطقت بعجل للشخص القادم نحوها و هي ترفع غطاء السرير تغطي اجزاء جسدها العارية : لحظة !
ابتسم بجانبية وهو يطلع لها حامل باقة ورد حمراء مُردف بخشونة صوته المُرعبة لقلبها الضعيف ..
اهتز كل انش بجسدها و اضطرب تنفسها على الفور بسبب محاولتها بالصراخ !
كانت تبي تصرّخ بأعلى ما تحمله اوتارها من قوة تطلب النجده !
رفع خصلات شعره للخلف و نطق يُشير للرقعه الي تغطي عينه : اختلف مظهري عن قبل لهدرجه؟
548
.
.
-
"لا أعرف كيف أصف مكان وجعي،
إنه وجع الروح
وأنا لا أعرف مكانها.
إنها كُلّي،
إنها أنا،
أنا التي توجعني".
-
.
.
-
ابتسم بجانبية يُراقب تقدمها نحوه و
اطلق ضحكه بعد ما لوّحت له يرجع لمكتبه ..
أصبح روتينه الصباحي الي يصير بيوم
واحد فقط وسط الأسبوع يخرج و يوقف قدام باب مكتبه الساعة 8 و النصف بالضبط مَ يهم عدد اجتماعاته او عدد مراجعاته
هذا اليوم بالذات لازم مَ يتأخر بشوفتها ..
تقدمت منه وهي تمد له علبة الطعام و اردف بعدم رضاء
: هالمره موالح؟
ضيقت عيونها وهي تعبر من أمامه و يحاول يحبس ضحكته بقدر الإمكان : انا الغلطانه الي قاطعه مشوار عشانك !
احتضنها من الخلف بحذر حتى لا يسكب العلبة
: تعرفين مَ احب الا الحلو زين انك جيتي ..
رفعت حاجبها بعدم رضاء و ضحك بخفة : مَ حبيتي !
" يقصد غزله "
هيام ابتسمت لضحكته و مسحت اسفل دقنه
بخفة حتى انحنى لها : اليوم بيجي زيد و مو عارفة وش نسوي له؟
عادل ابتسم لانعقاد حواجبها و مد ابهامه يفارق بينهم
: ولدي و اعرفه مَ يحب الاحتفالات ..
هيام ابتسمت ببراءة حتى رفع حاجبه بعدم راحه : قد اتصل فيك قبلي صح؟
هزت راسها بالنفي وهي بعدها تبتسم : بس قلت لنفسي خل نجيب له سياره جديدة توّ متخرج و راد للبلد مو حلوة هديتك تكون بسيطه !
عادل بعدم تصديق : سيارة؟ احس الي يتكلم زيد مو زوجتي !
قلبت عيونها من عدم موافقته
: طيب هو قالي بس جد مَ تحس انه لازم نجيب له؟
عادل بسخرية : يعجبني شلون حطيتي نجيب و انا الي بدفع !
هيام رفعت اكتافها بعدم اهتمام : انا بختار لونها و موديلها يعني التعب الأكبر عليّ !
ضحك بخفة و يطرح العلبة و يحتضنها باريحيه
: عرف زيد من يرسل !
ارتعش جسدها من طرق الباب بعجل و رجعت تغطي وجها بعد ما تقدم عادل يفتح الباب : خير؟
الممرضة بخوف : المريضة رقم غرفة 3** صارت بحالة غريبة !
549
.
.
-
لكنني في نهاية الأمر
لا أملك وسيلة أخرى
غير عينيك
في جعل كل الأشياء هينةً علي
-
.
.
-
عقد حواجبه وهو يرجع يسحب أغراضه من المكتب و يطلع بدون لا ينطق بحرف لهيام !
هيام بعدم راحه تقدمت للممرضة الي كانت بتلحق عادل : وش فيها؟
الممرضة : مَ اعرف فجأة صارت تصيح مثل المجانين بشكل هستيري !
خرجت هيام من المكتب و دوا صوت الصراخ بارجاء القسم ..
انقبض قلبها للحظه وهي تحس ان صوت هالصراخ مألوف !
ابتلعت ريقها وهي تتقدم بخطوات متثاقلة تتجه نحو مكان الصراخ ..
-
اردف بحده بعد مَ دخل : بعدي انتي وهي !
ابتعدوا الممرضات بعد آمره و تقدم لها بخفة وهو يرفع ايدينه امامها بمعنى انه لم يقترب منها لأنها كانت تصرخ و تكرر " لا تخلونه يقرّب مني " ..
عادل : اهدي ي بنتي مَ احد هنا بيأذيك ..
أشار للممرضة الاخرى ان تتقدم حتى تعطيها المسكن ..
العهد بترجي : تكفون بلغوا الشرطه هو كان هنا كان هنا صدقني !
ابتلع ريقه من شكلها دموعها و رجفتها كانت توجع قلبه بشدة ..
هل لأنها تشبها؟ او لانها بنتها؟ ..
انتبهت العهد لشد الممرضة لها و صرخت بعد مَ عرفت مبتغاها : لا لا ! انا مو قاعده اهلوس لا تعطيني شيء ! تكفيينن اسمعييينيي هو هنا !
حست بلهيب اشتعل بصدرها حتى تركها تتقوس من شدة حرقه ..
ازداد ارتجاف جسدها بعد ما حست بانقباض قلبها و كأنه يحاول يخرج من صدرها ..
عجزت تلتقط انفاسها تملئ رئتيها و كأنها محرومة من الأكسجين ..
مدت ايدها وهي تحاول تبعد الممرضة عنها ..
فجأة حتى صوتها ابى يصدر طاقتها خارت و الألم اشتد اكثر ..
توسعت حدقة عينها بعد مَ وقفت أمام الغرفة و عرفت من كان مصدر الصراخ ..
صد عادل من العهد بعد ما بدأوا يحاولون يعطونها المسكن و انتبه لهيام الي كانت واقفه أمامه ..
ابتلع ريقه بربكه و توجه نحوها : هيام ارجعي لمكتبي ..
انعقدت حواجبها و من غير وعيّ منها تقدمت للعهد تمسك ايدها الي كانت تدفع الممرضة بها
التفتت العهد لها و كشفت هيام عن وجها .
550
.
.
-
أقسمتُ الا أُورد إسمهُ في فمِي
لكني كُنتُ بإسمهِ أقسمُ
-
.
.
-
انعقت حواجبها و رمشت عدة مرات حتى تستوعب اذا هي تتخيلها او هي واقع !
نطقت بتأتأة : ماما ..
ابتلعت ريقها وهي تحاول تخرج كلماتها الي اختنقت فيها حتى احتضنتها لصدرها و صرخت برعب : هو هنا تكفييين ابعديه عني هو هنا لا تخلينه يلمسني !
شدتها لحضنها و كانت هي الأُخرى ترجف من فرط رُعبها !
مر شريط ذكرى سوداء بذهنها و هي تتذكر لحن وطء اقدامه على أرضية غرفتها ..
كانت تكرر نفس كلمات بنتها ..
كانت تصرخ طلب انه يبعد عنها نفس مَ تطلب العهد الحين !
استعادة رُشدها بعد ما شدت اكتافها وهي تدفن نفسها بحضنها : ماما تكفين ابعديه ..
تقدم عادل منها و نطق : هيام حبيبي اطلعي و خلي الممرضات يشوفون شغلهم ..
اغلقت هيام بكفيّها مسامع ابنتها و همست بالقرب منها فقط حتى تقدر هي الوحيده الي تسمع : راح مَ بيقرب منك ..
هزت العهد رآسها بالنفي : لا هو هنا ..
نطقت بنفس همسها : شوفي الغرفة مَ فيه احد هو راح خلاص مَ بيرجع ..
فتحت عيونها المُحمرة وهي تتفحص الغرفة كانت الأصوات العالية اقل علوّ بسبب كفوفها الي تغطي اذنينها و قدرت تستعيد تركيزها ..
حست انها بتغفى و انتبهت للممرضة الي حقنتها ..
كان حضنها دافي .. دافي بشكل يطرد كل الرعب الي استحل قلبها ..
هالحضن كانت أمنية طفولتها معقولة انها صارت تهلوس؟ ..
مسحت هيام على شعرها بهدوء وهي تكرر : مَ فيه احد موجود غير الممرضات و الدكتور شفتي؟
تمتمت بلا وعيّ وهي تشد على حضن امها تغلق عينيها : حضنكِ ..
ابتلعت ريقها هيام وهي تبعد خصلات شعرها عن وجهها و تمسح آثر دموعها بخفة ..
انعقدت حواجبها اثر رؤيتها للدماء الي غطت المفرش و مَ كان مصدرها الا الجرح الي بفخذها ..
تقدم عادل وهو يلامس كتفها : يلا اطلعي ..
انزلتها عن صدرها وهي تطرح راسها فوق المخده ..
و نطقت بتساؤل : من وين هالدم ؟
الممرضة وهي تكشف عنه : هذا آثر حرق و الظاهر من فرط حركتها وسّعت مكانه و تنهدت ترجع تضمده ..
خرجت هيام مع عادل الي أغلق الباب خلفه و التفت لها : هيام ..
رفعت ايدها أمامه بمعنى ان يبقى صامتا .
551
.
.
-
بعد أن ناديتَ حتى جفَ حلقي
وكتبتُ حتى جفَ قلمي
وإنتظرتُ حتى جفَ قلبي
وبكيتُ حتى جفَت أدمُعي
ما فائدةُ حصولِي ..
على ما أفنيتُ لخاطرهِ عمرِي؟
-
.
.
-
جلست بأحد كراسي الممر وهي تحاول تستوعب الي صار ..
رفعت عيونها له و اردفت بعدم اقتناع بكلامها : ليش هي هنا؟ مو انت جراح قلب؟
ابتلع ريقه وهو يصد من عيونها مو عارف كيف يشرح لها ..
لمّا وصله ملفها من الرياض وافق عليه بدون تردد بعد مَ عرف انها بنتها .. بس زادت صدمته لما اكتشف علّتها ..
كررت سؤالها الي يحاول ينفر منه : عادل جاوبني !
أغلق عينيه بتعب و اردف : لأنها مريضة قلب ..
عندها مشكله بالبطين الأيمن و صعب تكمل حياتها بمثل هالقلب الضعيف ..
انتبه لجمود ملامحها و نزل لمستواها وهو يحتضن كفوفها : هيام انتي بخير؟
رمشت بعدم استيعاب و رفعت نظرها لوجهه المصدوم منها ..
عقد حواجبه و هو يمد ابهامه يمسح دموعها المتساقطة ..
: لا تخافين راح تكون احسن تقدر مع العلاجات و المراجعات مَ تحتاج لعملية جراحيه ..
هزت راسها بالنفي وهي توقف و تبتعد عنه : انا بخير ..
ليش هالشعور المزعج الي قاعده تحس فيه الحين؟ ليش قاعده تحس كأن روحها تحترق؟ قاطع شرودها سحبها لصدره بشدة حتى تآوهت بآلم و رفع غطاها على وجهها بعد مَ انتبه لقدومه بس الي جا مَ أعطى اي اهتمام و دخل للغرفة مباشرة حتى نطقت هيام بصدمه : هذا كيف داخل كذا !
عادل بتذكر : هذا زوجها ..
شاد على قبضته بقهر انها مَ قدرت تتعرف على زوج ابنتها حتى !
-
تقدم لها و هو يطرح أكياس الملابس الي طلع يجيبها لها و جلس بالقرب منها وهو يبعد خصلات شعرها و نطق بتساؤل للممرضة الي انهت عملها : وش صار؟
الممرضة بحزن على حالتها رمقتها للحظة و اردفت : مرّت بنوبة حادة و كانت بتأذي نفسها الا شوي ..
مسح خدها المُصفرّ بخفة و التفت لها : ابي اغيّر ملابسها ..
هزت راسها بتفهم و خرجت خارج الغرفة و توجهت انظارها لعادل الي كان على وشك الدخول : ء دكتور قال انه يبي يغير لها ملابسها ..
هيام بمقاطعه : انا ببدلها خله يطلع ..
التفت لها و ازفر : هيام انتي ارجعي للبيت احسن ..
مَ ردت عليه و هي تفتح باب الغرفة .
552
.
.
-
إنكَ تتعمَق بدَاخلِي وكأنكَ تُشاركنِي جسّدِي.
-
.
.
-
تأففت و هي تتحلطم : دخل مثل الحراميه و طلع بدون لا نحس عليه حتى مَ تركني اروح اشوف البنت !
هديل وهي تقلب بصحن فطورها : امي رغد شافته يجيب ملابس للعهد و اكيد بيطلعوا اليوم ..
تنهدت نورة و بتذكر : وينها هي مَ شفت رقعة وجها من امس؟
نزلت من الدرج بخطوات متمايلة و احتضنت امها من الخلف تقبل خدها بعمق حتى بان الانزعاج بملامح امها من قسوة قبلتها : كسرتي فكي !
ابعدت خصلات شعرها وهي تجلس بالقرب منها : صباحك انا يا حنون !
قلبت عيونها نورة بضحكه : يا ام لسان معسول الظاهر انك تحسبين زوجك بس بالاسم و تكملين حياتك معنا !
عقدت حواجبها و زمت شِفاها بدلع : يعني مَ تبيني !
حبست ضحكتها هديل من نظرات امها : قطيعه ! وش هالحركات ي بنت !
رغد رمشت بتمثيل للصدمه : قطيعه لبنتك الوحيده؟
صدت نورة عنها و خزت هديل : اضحكي اضحكي لا تنفجرين علينا ..
انفجرت تضحك وهي مو قادره تتحمل حركات رغد ..
ارسلت رغد قُبلة لهديل و نطقت : وّآه يا حلو ضحكتك يا شيخه ..
اختفت ضحكتها فور قدومه و وضح هالشيء لنورة الي انعقدت حواجبها بعد مَ لامس اسفل فك هديل و قبّل راسها بعمق و رجع يناظر أمه : فيه اي اخبار عن نواف و مرته؟
نورة : جا لهنا يجيب لها أغراض و طلع مَ شفناه ..
فهد وهو يراقب ملامح هديل بهدوء : ممكن نتكلم شوي؟
هديل وهي تتهرب من عيونه : قاعده افطر ..
توسعت حدقة عين رغد و اتسعت ابتسامتها وهي تدق كوع امها و تهمس : شكلهم متهاوشين ..
ضيقت عيونها نورة من همسها و قرصتها حتى ابتعدت بآلم منها و اردفت لفهد : يُمه تعال افطر ..
ميّل راسه بخفة يحاول يضبط اعصابه و نطق : مَ لي شَفّ " رغبة "
نزل برأسه لاسفل خدها يُقبلها للمرة الثانية صعودا لمسامعها و همس : راح نتكلم بعد مَ تخلصين فطورك ..
توقف لحظة التفاتها له حتى كادت ان تُلامس فاهه و بنفس همسه : و اذا مَ ابي؟
553
.
.
-
"لا تصالح!
فما ذنب تلك اليمامه
لترى العشَّ محترقًا فجأه
وهي تجلس فوق الرماد؟."
-
.
.
-
ازفر بتوتر لاول مرة يحس فيه !
الشيء الواثق منه انها بتعاقبه بقسوة اذا عرفت بفعلته ..
نزع جاكيته وهو يرميه على طرف السرير و يتقدم للكيس يخرّج الملابس الي جابها لها و تعمّد يحضر قميص قصير حتى لا يغطي جُرحها و تحس بآلم ..
قبل مَ يرفع الغطاء من جسدها انفتح الباب و انعقدت حواجبه بإزدراء من هالوقاحه بالدخول ..
وقفت أمام انظاره الموصبة نحوها و للحظة دبّ الخوف بقلبها من الهالة المُحيطه به ..
مظهره المُهيب و ضخامة بُنيته الجسدية توضح لها انه مو قريب من عمر بنتها ابدا !
حاولت تتذكر اي واحد من عيال نورة بعمره بس عجزت ..
ابتلعت ريقها بإرتباك و هي تسمع صوته الخشن ينطق : مين سمح لكِ تدخلين بذي الطريقة؟
اردفت بهدوء عكس داخلها : ادخل بالطريقة الي ابيها لان الي بالغرفة تكون بنتي !
ضيق عينه بعدم استيعاب لكلامها حتى تابعت : انا اكون امها ..
اردف بجمود يصد منها : اطلعي ..
توسعت حدقة عينها و بقهر : مَ راح اطلع و اذا بيطلع احد بيكون انت !
صمتت فور مَ رمقها بعيونه الحادة و الواضح من نظرته انه قاعد يكبت غضبه : مَ أكرر كلامي بغيّر لزوجتي اطلعي ..
اخفضت نظرها وهي تعود بادراجها للخارج و تغلق الباب مُستنده عليه ..
عادل : وش قالك؟
هيام بسخرية : من يوم جبتها على الدنيا وهي أول مره مَ ابي اتركها ..
" حسّت بشعور ان الحالة الي وصلت لها يمكن تكون من زوجها "
554
.
.
-
أشتَهِي بكَ غَرقاً فِي عَينَيك،
سكِيرَ فِي شفَتيك ،
تعَمقاً فِي أحضانَك.
-
.
.
-
أنت تقرأ
و أنا على شوفتك و حضنك منتظر
Romanceكان عليك أن تغادر منذ انقباضة صدرك الأولى ، لكنك غامرت . - ايـف🇸🇦