18

7 0 0
                                    

- مش عايزة أكمل في الخطوبة دي.
- إلعبي بعيد يا شاطرة.
شديت من إيديها كيس الشيبسي- ركزي معايا بقا.
- عارفة دي المرة الكام اللي تقولي فيها إنك مش عايزة تكملي؟
- هتكون الكام يعني؟
اتعدلت في قعدتها وبدأت تعد على إيديها- بعد الخطوبة بأسبوع لما اتأخر في الرد عليكي ساعتين، ومرة تانية لما عملتي إنجاز في يومك وفضلتي تصيحي ليه ورد عليكي بـ شطورة بس، ومرة تانية لما كنتي بعتاله مسدجات كتيرة ورد على أخر مسدج منهم، غير طبعًا في كل خناقة بتكوني عايزة تسيبيه، يعني كل اسبوع تيجي تقوليلي إنك مش عايزة تكملي، وأول ما يصالحك تجري تقوليلي بردوا إنك عايزة تتجوزيه دلوقتي، أرحمي أمي العيانة.
أكلت من الشيبسي- مهو بردوا ملهوش حق إنه يشوف الاستيت بتاعتي وميعلقش عليها، دي أول مرة تحصل يا نور.
مسكت شنطتها- بصي أنا مروحة عشان مرارتي لزماني، علاقة جيبالي الضغط وربنا.
- متتأخريش بكرة عشان منترفدش طيب.
هبدت الباب وراها، مش فالحه غير في هبد الباب والله، مسكت الفون وفتحت الواتس وملقتش منه ولا مسدج بردوا، بيستهبل ده؟ أومال لو مكناش بنشتغل مع بعض ولو مكنش المدير بتاعي كان عمل أيه؟ مهو أجازة النهاردة زيه زيي وفاضي، ميهتمش بيا لي هه لي؟ أنا غلطانة إني وافقت على الخطوبة دي أصلًا، أنا واحدة اترمت في حياة الكبار والكار ده مش كاري وربنا.

- وتين خدي الفايل ده سلميه لمستر عُدي بسرعة عشان عندي شغل.
رميت القلم من إيدي- هي وتين بقيت موصلاتيه في الشركه دي ولا إيه، ما تبعتيه مع أي حد يا نور أنا مبكلموش.
سابته على مكتبي وخرجت من غير ما ترد عليا وقد أيه أنا مظلومة في علاقاتي مع البشر والله، خدت الفايل وروحت لمكتبه وخبط ودخلت لسه هتكلم ملقتش حد في المكتب روحت حطيت الفايل على مكتبه وكنت هخرج بس لفت نظري كتاب مفتوح على الترابيزة اللي قدام الكنبة روحت ناحيته ومسكته، دا مش كتاب دا رواية و فانتازيا كمان! أي ده الرجل الصامت طلع بيقرأ روايات وبيسلي نفسه وأنا اللي كنت مفكراه إنسان مُكرث كل وقته للعمل وواخدني سد خانة للجواز وكده، طلعت ظلماك يا جدع، ويت كده! مدام هو بيعرف يسلي نفسه وبيقرأ كان بيتريق عليا لما حكيتله على ثلاثية أرض زيكولا لي؟ يا ليلة مهببه عليك يا عُدي!
- بتعملي أي؟
اتخضيت من صوته ورميت الكتاب في وشه ورجعت لورا، كان بيغسل وشه، باين من الفوطه اللي كانت في إيده، شعره حلو وهو مبلول كده وبينقط على وشه، ولا نظرة الاستغراب اللي في عيونه دي، عيونه!
- هتفضلي متنحه كده كتير؟
- مش متنحه ولا حاجة انت اللي بتيجي ترعبني وبس، ابقى اتنحنح قبل ما تتكلم بصوتك اللي يقطع الخلف ده.
- بقى أنا صوتي يقطع الخلف؟
هو بيمشي نحيتي لي ده، منك لله يا نور.
- آ... آه.
- بتهتهي لي كده.
يا سوادي أنا شوية ومش هعرف اتحرك منه.
- بص أي اللي على الأزاز ده يالهوي!
بص على الأزاز بأستغراب فطلعت أجري على مكتبي، قعدت على الكرسي وأنا باخد نفسي بسرعة دا لو كان طالني كان أكلني أبو طويله ده، لقيت مسدج منه- فلتي المرة دي بس هتتعاقبي على طولة لسانك.
بعتله مُلصق بنت بتطلع ليه لسانها وضحكت وقفلت الفون وكملت شغل.

حكاوي عُدي و وتين . حيث تعيش القصص. اكتشف الآن