19

5 0 0
                                    

- يا حلو صباح الفل.
- فل أي بس يا رقيه، هيجي منين الفل وأنا بوزي في بوز أبو قردان ده.
- مهو أبو قردان ده هو اللي مشغلك.
- يقطعه هو وشغله مش عايزاه.
- الجميل شكله مفطرش عشان كده متعصب.
- تفتكري!
- آه والله أنا قولت إن ده جوع من الأول.
دخلنا من باب المكتبه وكل واحدة ماسكة في إيديها ساندوتش شاورما وبنفطر، أبو قردان يسكت؟ لاء طبعًا لازم يطفحنا اللقمة.
- تأخير عشر دقايق لحضراتكم، أعرف بقى سبب التأخير أيه؟
سبت رقية ردت عليه عشان أنا على أخري، مهو مش هيبقى في البيت وهنا كمان يارب كده كتير والله.

- ابن عمك خصم من مرتبنا يا وتين.
- الله يحرقه، هي جديدة عليكي يعني يا رقية.
- معرفش هو المرتب فيه قد أي عشان يخصمه.
- الحمدلله اننا مش محتاجين الشغل ده عشان لو كان ده باب رزقنا كنا كحينا طين مش تراب.
ضحكت- مش متخيله إزاي جتلك فكرة اننا نشتغل في المكتبة عشان نفضل اكتر الوقت مع بعض.
رفعت راسي ورميت إيدي لورا كأني برجع شعري اللي تحت الخمار ورا ضهري- عشان تعرفي إن مفيش في تفكيري ولا دماغي اللهم احفظني.
-وتين.
استر يارب!
بصيتله- نعم؟
كان جايب طلبية كتب كبيرة جدًا- الشباب هتنزل الطلبية دي وانتي ورقية رتبوها.
بصيت لرقية بعد ما مشي- إلهي يرتبوك في علبة سردين متر في متر ويخمروك يا بعيد.
- إحنا هنتهان جامد أوي يا وتين.
مشيت أخدت شوية من الكتب- إحنا إتهنا خلاص يا قلبها.

- آه يا ضهري، آه يانا آه، كان مستخبلنا كل ده فين ياربي.
- مستخبلنا عند أبو قردان.
- اللي هو خطيبك.
بصيتلها بديق- بس متقوليش خطيبك دي بتعصبني.
- مدام مش طايقاه مكملة لي في المهزلة دي يا بنتي.
- حكم القوي بقى، قال أي بابا شايفه هو اللي هيحافظ عليا ومش هتجوز غيره.
- فكسان أوي الحوار ده.
- يجي يشوف الحفاظ عليا عامل إزاي، يبقى يركبلي ضهر صناعي.
ضحكت وهي بترتب أخر كتاب- العمر في العشرين والضهر في التسعين.
- لا وانتي الصادقه دا مفيش ضهر أصلًا.
- أصلًا!
ضحكت- يلا مش قادرة هموت وأنام.
- أي الكتب دي يا توتا؟
- دول كام رواية صعيدي على كام ديوان شِعر كده لزوم السهر.
- أهو انتي المفروض تعيشي في الصعيد من كتر ما بتقرأي رواياتهم.
ابتسمت بخيالية- ياه دا حلم عمري يابنتي.
بحب أوي الصعيد، عمري ما روحتها، كل معرفتي عنها من خلال الروايات، حبيت طريقتهم في الكلام وتقاليدهم الغريبة بالنسبالي، حبيت طيبيتهم وحِكمة كبار البلد، آه كل مكان فيه الحلو وفيه الوحش بس بتمنى اروحها واشوف كل الحلو اللي هناك، سرايا وكبيرها راجل حكيم وعادل وفيها شوية ساسبينس كده لزوم الشغل، يعني يكون فيه كام واحده في السرايا عقارب ومش كويسين وياه لو كنت في وسطهم وأشوف كل حاجه عن قرب والمسها! أمنية قديمة أوي ليا وعمري ما هنساها، كنت مبتسمه وأنا بحلم بيها وداخله البيت.

- أيوا يعني عايز أي؟
- تلعبي باليه.
- هتهزر يا عُدي!
- في أي في كلامي مش مفهوم؟ قولتلك مش عايزك تنزلي تشتغلي في المكتبة.
حاولت متعصبش عليه ومسكت إزازة الماية في إيدي وضغط عليها- على أساس إني جيت بوست على إيدك عشان تشغلني معاك في المكتبة؟ مش انت اللي لما عرفت إني بدور على شغل في مكتبة قولت بتدوري لي ومكتبتي موجوده.
- مش هنكر إني قولتلك كده، بس أنا مش حابب مراتي تشتغل.
- دا لما أبقى في بيتك يا عنيا الكلام ده، عايز تتحكم يا عُدي أقسم بالله هتخليني اوريك وتين اللي مش بحبها.
رفع حاجبه وحط رجل على رجل أبن روحية- تهديد ده؟
- اعتبره تهديد، علم بالشيء، متفرقش معايا دي مشكلتك، إنما هتتحكم وتعمل فيها راجل عليا وتحرمني من شغلي نفضها سيره وانت عارف إني بتمنى.
ربع ايده وابتسم! يا أبن الباردة! برميل تناحه واجف جدامي يابوي.
- بعينك يا وتيني.
رميت الإزازة في الأرض ودخلت اوضتي وهبدت الباب ورايا، يعني أي يعني؟ معتش إلا أبن روحية اللي يتحكم فيا كده؟ والله لدور على شغل تاني واعلى ما في خيله يركبه، بقى أنا استحمل كل بواخته معايا واخرها عايز يقعدني في البيت، يمراري ياني، إما وريتك يا ولد الفرطوس.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 05 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

حكاوي عُدي و وتين . حيث تعيش القصص. اكتشف الآن