اغلقت ساميه الباب بعد خروج الناس... وعندها خرجت ساره وهيه تنظر بحزن واستغراب لوالدتها
_ليه ى ماما كدا
_عايزه اى
_انتِ اتكلمتي معاهم كدا ليه
_اسكتى ى بت... هوه انتِ اللى هتعلمينى اتكلم ازاى ولا اى
_طب عايزاكِ تقولي لي عملتي كدا ليه
_شيماء اختك الـ..
قاطعتها
_شيماء مش اختى ى ماما ولا اعرفها
_انتِ قليله الادب بتقاطعينى انا وبتكلم لمى نفسك شويه مالك
_اسفه ى ماما كملى
_دى الست اللى بوظت شبكه شيماء
_اى ى ماما اللى انتِ بتقوليه دا... ازاى دا اللى جه معاها دا شاب مش الراجل اللى كانت هتتجوزه دا
_منا عارفه... انا مش وافقت عشان امه... مش هيه اللى بوظت جوازه شيماء
وبعدين.. هيه كانت بتتلكك عشان تبوظها باين عليها اوى... وانا مش هديها فرصه تروح لكل واحده منكم و تعشمها ف الجواز بعد كدا تمشىبعد ايام وبالتحديد واحد و عشرين يوم
دخل الجد اسامه ف غيبوبه اربعه ايام... وكانت الاربعه ايام مرار ع كل من ف البيت... و ف اليوم الخامس من الغيبوبه استيقظ الجد بضع ساعات وتحدث مع شيماء_ى شيماء ى بنتى
_ايوا ى جدى الف سلامه عليك مش هتقوم بقى البيت ملهوش طعم من غيرك
_ادعيلى ى شيماء اقوم من اللى انا فيه دا... عايز اقولِك على حاجه
_اتفضل
_انا نفسى افرح بيكي قبل م امشى ى بنتى
_طب اعمل اى ى جدى.. هوه انا اللى مش راضيه
_يعني هوا وامه لو جم و اتكلموا معاكى تانى توافقي
_والله ى جدي هيه مبقتش فارقه
_ازاى يعنى مبقتش فارقه
_يعنى انا دلوقتى عندي ٢٥ سنه ومش متعلمه وكمان عايزنى اتأمر واقول عاجبنى ولا مش عاجبنى خلاص بقى
_متقوليش كدا ى بنتى هو انا مش كنت خايف عليكى عشان كدا مش نزلتك الشارع وكمان انا لو عارف ان سالم مش هيحميكي مكنتش وافقت من الاولبدأ اسامه ف الهلوسه الى ان دخل ف الغيبوبه مره اخره و جاء الاطباء واخرجوا شيماء من الغرفه و بعد فتره من الوقت خرجوا مسرعين به الى غرفه اخرى لان حالته تأخرت
ف المساء بالتحديد الساعه ٣ ونص جاءهم خبر ان اسامه قد ماتحزن الكل لأنهم كانوا يحبوه كثيرا... كان فراقه صعب على كل من حوله و بالأخص بدريه... فقد حزنت كثيرا الى ان اصابتها جلطه ف المخ وذهبت للعنايه المركزه و بعد يومين فقط توفت
وكان شهر تعيس مليئ بالأحزان و اصبحت شيماء حزينه للغايه فكانوا بنثابه والديها و اصبحت الامور سيئه للغايه
وف يوم ما استيقظت شيماء فوجدت سيده تطرق الباب ففتحت_ايه دا انتِ زعلانه اني جيت ولا اى ى شيماء
_لأ اتفضلى مفيش حاجه
_ماشى خدى الاكياس دى دخليها المطبخ... وتعالى عايزاكي
_ماشىدخلت شيماء المطبخ ووضعت الاكياس المليئه بالخضروات والفاكهه ف اطباق ثم ف الثلاجه و قامت بوضع بعض الفواكه لوالدتها
_اتفضلى
_هو انا حد غريب ولا اى
_لا ردد
_مالِك زعلانه كدا ليه... انتِ مديقه انى جيتنظرت شيماء لوالدتها نظره مليئه بالحزن تتدفق منها كثير من اليأس... فهيه منذ اسبوعين وهيه تعيش بمفردها بعدما مات جديها
_انا عايزه اقولك ان انا زعلانه اكتر منك عفكره ى شيماء... دول ابويا وامى
تحدثت شيماء وعيونها تمتلئ بالدموع
_ازاى يعنى بتقولى كدا دول عوضونى عن ابويا وامى... ف حد يعمل اللى انتم عملتوا دا
_اعمل اى م انا كنت باجى واقعد معاكى... صح ولا لأ وكـ...
قاطعتها
_مش قاصدي ع داا... انا قاصدى ع الورث مش قادرين تستنوا شويه اول لما تيتا ماتت رايحين بعد م عدى اسبوع ع موتهم بتدورو ع حد يشتري البيت اى داا انا مش شفت كدا ابدا... وكمان انا مش هتحرك من الشقه دى
_يعنى اى هو انا اللى جيت و قلتلهم انا عايزه الورث... مهمه باعوا البيت عشان كل واحد منهم محتاج فلوس
_يعنى اى كل واحد محتاج فلوس ... مش مراعين ان انا قاعده ف البيت وكل شويه حد يجي ياخد حاجه... انتِ تعرفى ان خالو كان جي ياخد الديب فليزر عشان اللى عنده باظ هاا شويه كدا هتسبولي الشقه ع السيراميك... لأ دا انتم شكلكم هتأجرولي شقه
_لأ طبعا اى الكلام اللى انتِ بتقوليه دا ى شيماء انا امك ع فكره ازاى تقولى كدا هو انا هسيبك تقعدى لوحدك انا جايه اخدك تقعدى معايا ف الشقه اللى هناك
_لأ شكرا مش عايزه... انا هقعد هنا
_ مش هينفع...وكمان مش بمزاجك... علشان الراجل اللى هيشتري البيت عايزه بعد اسبوعين فاضى... وانتِ لازم تخرجي...
يتبع
Mariam Emad
أنت تقرأ
دايره مغلقه
General Fiction_ف ذلك العالم الفسيح سوف تجد اناس لا يراعون مشاعر احد ... _مثلما حدث مع بطله قصتنا... فقد وجدت كل من حولها يعاملها بحده و قسوه و جفاف ولا يراعى احد مشاعرها و قد حُطمت طفولتها بسبب أولئك الاشخاص. _و اصبر قليلاً فبعد العسر تيسير وكل أمر له وقت وتدبير.