الفصل الأول:

166 10 6
                                    

وجهة نظر عادية:
في الصباح الباكر:
- حسنا جدي، شكرا على الفطور، و الآن يجب أن أذهب، لا أريد التأخر عن المدرسة.
- طيّب، و كالعادة لا تتأخري في العودة و أسلكي الطريق الآمن للبيت و  تجنبي الأشخاص الذين لا تعرفينهم.
- أعلم جدي، دائما تنصحني بنفس الشيء كل صباح.
- الحرص أفضل من الندم.
- طبعا، شكرا على النصيحة، وداعا.
تغادر يوري المنزل و تتجه صوبا إلى مدرستها، في حين أن جدها يراقبها من نافذة المنزل قلقا على أن لا يصيبها مكروه في طريقها.
- همم، إنها تكبر بسرعة، أيمكنها إذا أن تعتني بنفسها عندما أرحل؟... كل ما آمله أن تكون على ما يرام بعيدا عن الشرّ.
وجهة نظر يوري:
أدعى يوري إتادوري، و أنا فتاة مراهقة في ال17، أدرس في الصف الثالث ثانوي، لست مشهورة في مدرستي لكن لدي علاقة جيدة مع من حولي، بعض الناس يعجبون بي على الفور، ليس بفضل جمال مظهري بل و أيضا بفضل شخصيتي المهذبة و اللطيفة، و أيضا بفضل شجاعتي و دهائي الذي مكنني من حماية غيري و الدفاع عنهم و مساعدتهم جعلني أكسب ثقة الكثير من زملاء صفي، يمكن القول أني سريعة في تكوين صدقات مع أناس جدد.
جدي يدعى واسكي إيتادوري، إنه العضو الوحيد في عائلتي، شديد الحرص على حمايتي و أن أرجع سالمة إلى البيت، يتصل بي أثناء إستراحة المدرسة ليطمئن علي، و أحيانا يأتي إلي بعد إنتهاء المدرسة ليعود بي إلي البيت، كما يحذرني من مصادقة أشخاص لا أعرفهم كما أنه لا يثق في زملائي صفي رغم أني عرفتهم له أن بعضهم جيّدين، بالإضافة أنه من حين لآخر يطل علي أثناء الليل و أنا نائمة. إنه أمر مزعج أن يظل جدي دوما يراقب سلامتي على مدار اليوم، لكني أعلم أنه قلق علي و شديد الحرص على حمايتي، لذا فهو يكرس نفسه من أجل ذلك، إلا أن هذا الأمر يحيرني ما المغزى من حمايته لي. في حين أن ثمة شيء لا أعرفه في عائلتي، ألا و هو من هما والدي؟، لم يسبق أن رأيتهما منذ أن كنت في السنة الأولى من حياتي، و ليس لدي أدنى فكرة عنهما، إذا كانا أحياء و هما في مكان آخر، أو هما متوفيان، كما أني سألت جدي عنهما، و لاحظت أني كلما أعدت سؤال نفس الموضوع سكت و لم يجب، لا أدري هل تخاصم معهما من قبل؟، أم أن مكروها سيئا أصابهما و لهذا لا يرغب في إخباري عنهما خوفا من أن أتفاجئ؟ مازلت لا أدري بالتحديد.
كما أن لدي شيئا خارق للطبيعة لم أفهمه، ألا و هو أنه لدي القدرة على رؤية الأرواح و المخلوقات الغير المرئية مقارنة مع الناس العاديين الذين حولي، أينما أذهب أصادف أن أرى مخلوقا غريب المظهر، عادة ما أراه في أماكن مظلمة أو معزولة أو حتى عند المعابد أو في أنفاق القطار، لست متأكدة إن كانت أشباح أو يوكاي، و الغريب في ذلك أني سألت أحدا إن كان يرى هذه المخلوقات أيضا، لكنه إستغرب مما أقول فهو لم يرى شيئا و يعتبرني أني أتوهم، لم أفهم بالتحديد من أين لي هذه القدرة لكني لاحقا لم أبدي إهتماما بها و لا حتى بالمخلوقات الغريبة التي أراها.
وجهة نظر عادية:
بعد إنتهاء المدرسة، لاحظت يوري أثناء طريقها وجود شخص يحدق إلى مدرستها من بعيد، بدى لها أنه فتى مراهق في مثل سنها لكن لا يدرس في مدرستها و ذلك من زيه الأسود المتألف من من سروال و جاكيت مغلقة ذا لياقة عالية و ذا شعر أسود مشوك نوعا ما، نظرت إليه قليلا و بعدها إنصرفت، حتى ذلك الفتى لم ينتبه لها كان مركزا على نظره للمدرسة و قد سحب هاتفه من جيب سرواله و إتصل بشخص ما بأنه عثر على الشيء الذي كان يبحث عنه.
و أثناء سير يوري في الطريق مرت من متجر البقالة و فكرت في أنها تريد شراء بعض المتطلبات لتعد الكاري لها و لجدها، و أثناء بحثها عن بعض البضاعة سمعت من إحدى الزبائن الذي يتحدث مع مالك المتجر عن سحرة الجوجيتسو الذين يقضون على اللعنات و أنهم بدورهم يحاولون حماية الناس من شر هذه المخلوقات، إستغربت يوري من كلامه و لم تفهم شيئا مما قاله، كما تسائلت هل يوجد سحرة و لعنات في هذا العصر الحديث، لأنهم ينتمون للعصور القديمة المظلمة.
بعدها خرجت من المتجر خوفا من أن يوبخها جدها على تأخرها للعودة إلى البيت، و أثناء إقترابها من الدخول إلى البيت شعرت بأن شيئا غير مريح داخل البيت بدت لها أنها طاقة شريرة في الداخل و قد رأت أن باب المنزل تم خلعه، دخلت عبر الباب بهدوء و تفاجأت برؤية المنزل مخربا من الداخل، نادت بهدوء جدها و سمعت صوت سعال من غرفة المعيشة فصدمت برؤية جدها مطعونا عند كتفه و قد أوقعت كيس البقالة بجانبها، جرت إليه للتأكد من أنه مازال يتكلم:
- جدي! أرجوك أجبني، هل أنت بخير؟
يسمعها جدها و يستجيب لها و هو يسعل:
- مازال بإمكاني سماعك...، لكني لست بخير..
- هل تعرضنا للسرقة من قبل لصوص؟... إنتظر سأطلب المساعدة.
أمسك جدها بهاتفها لتغطيته:
-كلا... الشرطة لن تفلح... لا وقت لديك الآن... أهربي على الفور... ثمة شخص خطير هنا لأخذك...
- مالذي حدث بالتحديد؟ من هذا الشخص؟ و لماذا فعل كل هذا؟ و ماذا يريد مني ؟
- لا وقت للشرح الآن!... فقط أهربي حالا!...
عندها سمعت خطوات آتية من العلية، فخرجت يوري من المنزل و طلّت من نافذة غرفة المعيشة، و رأت شخصا ذا مظهر غريب، شاب طويل القامة، شعره أزرق رمادي، يرتدي سروالا أسود و زوجا من الأحذية الرمادية، و قميصا واسعا متأرجح على ما يبدو، لم تتمكن يوري من رؤية وجه بوضوح لكن الشيء الغريب في مظهره أن بشرته مخيّطة، سار نحو واسكي و قال:
- حسنا، لم تكذب علي إذا بشأن حفيدتك التي ليست من في المنزل،... و بالمناسبة إنه وقت المغيب من المفترض أنها عادت الآن من المدرسة، لماذا لم تأت إذا؟
- و أنا من أين لي أن أعرف سبب تأخرها ؟
- آه، يبدو أنها تأخذ وقتها في الرجوع إلى المنزل هذه المرة بخلاف المرات الأخرى، أليس كذلك أيها المسن.... سيكون من الممل أن أظل أنتظرها و ....
عندها لاحظ ذلك الشخص أثناء مشيه ذهابا و إيابا بجانب واسكي، وجود كيس البقالة الذي أوقعته يوري قبل قليل في الجوار :
- همم؟... كيس بقالة؟ لا أذكر أني رأيته موجودا هنا من قبل؟...
عندها صدمت يوري عندما إنتبه ذلك الشخص للكيس الذي أوقعته و شعرت أن هذا غير مطمئن، فتحركت بهدوء دون جذب الإنتباه و خرجت من جدار الحديقة لأنها تدرك ماذا سيأتي بعد ذلك. بعد أن تحقق ذلك الشخص الغامض من أمر الكيس إبتسم ساخرا:
- هيهي، إنها في الجوار إذا.
بدأت يوري تجري في أنحاء شارع الحي بحثا عن ملجأ أو شخصا يحميها، فجأة، ظهرت هناك كائنان غريبان ذات مظهر متوحش، يطاردان يوري خلفها، تحاول يوجي جاهدة تفاديهما، إلى أن دخلت في أزقة أحد المباني، بدت يائسة في إيجاد مخرج من هذه الزقاق لكنها فوجئت بأن الطريق منسد بسياج و ترى نفسها محاصرة من هذين الكائنين، توكلت و نادت من بأمكانها سماعها و إنقاذها، لكن لم يستجب أحد لها، عندها بدأ أحد الكائنين في الإنقضاض عليها، و فجأة، تم ركله بعيدا إلى أن إستدم بالجدار، يظهر نفس الفتى الذي كان في المدرسة و يقول هذه الكلمات :
- توسيع المجال، الظلال العشر.
عندها تظهر مجموعة من الذئاب و بدأت تهاجم الكائنين إلى أن ألحق هذا الفتى هجوما آخيرا ساحقا بقبضتيه إلى أن قضى نهائيا عليهما و قد تحولا إلى مادة أورجاونية لزجة. إندهشت يوري مما قام به هذا الشاب، و من أين له هذه القوة، إلتفت الفتى إليها و ساعدها على النهوض :
- أنت بخير يا آنسة؟
- نعم شكرا، لم يصبني مكروه.
حينها إلتفت الفتى إلى الأعلى ليرى أن ذلك الشخص الذي إقتحم منزل يوري يقف في أعلى المبنى و ينظر إليه بإبتسامة ساخرة:
- هههه، يبدو أن مهمتي لم تكلل بالنجاح،... لكن إنها البداية فقط...
حينها إختفى ذلك الشخص إلى العدم، بعدها يقول ذلك الفتى:
- لعنة من نوع خاص إذا... أكان يطاردك يا آنسة؟
- أقلت أنه لعنة ؟
- يبدو أنك لا تعرفين اللعنات بالرغم من أنه يمكنك رؤيتها ؟
- لم أفهم ماذا تقصد باللعنة التي يمكنني رؤيتها ؟ و ما كان ذلك الكائنين؟ و من ذاك الشخص؟
- حسنا يصعب أن أشرح لك الأمر ، لكن حاليا فلنأخذك إلى بر الآمان.
- مهلا!، جدي مصاب، تركته في البيت!
- جدك ؟
وصلت يوري إلي البيت برفقة ذلك الفتى، و بمجرد دخولها فوجأت من رؤية المزيد من الدماء في البيت لتدرك أن جدها قد قضى عليه ذلك الشخص نهائيا.
و من شدة الصدمة ممّا رأت، إنهمرت بالبكاء و تتوسل بأن يعود جدها إلى الحياة، و لما ذلك الشخص فعل ذلك له، بدى الفتى الذي بجانبها متأسفا على مقتل جدها:
- إسمعي، أعلم بالوقت العصيب الذي مر به جدك، لكن هناك غيره مر بذلك، و جميعهم قتلو من قبل اللعنات، لابد لكي من تقبل الأمر و إيجاد سبيل لنفسك.
- إذا ماذا تود مني أن أفعل الآن، إنه عائلتي الوحيدة، مع من سأعيش ؟
- على أية حال ما عاد منزلك آمنا و قد تعود تلك اللعنات إلى هنا، أنت مطاردة من قبلها، و لا بد لكي من مسكن جديد بخلاف منزلك.
- أنا حاليا لا أدري مالذي يحصل هنا، من أنت؟، و من ذلك الشخص؟ و لماذا قتل جدي؟ و ما تلك الكائنات التي تدعوها باللعنات؟ فسري لي الأمر أولا.
- سأفسر لك الأمر لاحقا، لكن أولا إحزمي أمتعتك و فلنغادر البيت و تعالي للعيش في مدرسة الجوجيتسو.
و بالمناسبة أنا أدعى ميغومي فوشيجارو، و انت ؟
- يوري إيتادوري.
- سررت بالتعرف عليك، سيتشرف معلمي و زملائي بمقابلتك أيضا.
بدأت يوري بجمع أمتعتها و أغراضها و ما تحتاجه، في حين أن ذلك الفتى ميغومي يكلم شخصا بالهاتف:
- إسمع سينسي، أعتذر عن أني لم أنجز مهمتي بالبحث عن ذلك الغرض لأني إنشغلت بإنقاذ فتاة من مجموعة لعنات.
- آه، على كل إنتهيت من الإنقاذ و الآن عد إلى مهمتك...
- شيئا آخر هذه الفتاة لها القدرة على رؤية اللعنات، كما رأيت لعنة من نوع خاص و حسب ما فهمت من كلامه أنه كان يطاردها، لذا هذه الفتاة في خطر.
- قلت أنها مطاردة من قبل لعنة خاصة،... حسنا هذا مثير للإهتمام.
- لقد قتلت هذه اللعنة جدها و الجزء الوحيد من عائلتها، و الآن ليس لها أقارب أو حتى مكان آمن تعيش فيه.
- إممم... حسنا يمكنك إحضارها معك، لا بأس إن عاشت في المدرسة لكن على شرط أنها سيتم تجنيدها معك و مع رفيقتك نوبارا في فريقنا.
- طيب.
- أوه، و لا تنسى أن تعرفني أكثر على هذه الفتاة، آمل أنك وجدتها لطيفة، صحيح ميغومي تشان...
عندها أغلق ميغومي المكالمة متذمرا من معلمه المهووس بالفتيات، بعدها جائت يوري و معها حقيبة أمتعتها و هي الآن مستعدة لمغادرة المنزل مع ميغومي:
- مستعدة للمغادرة ؟
- طالما أن هذا الظرف الذي أنا عليه الآن، لذا طبعا أنا مستعدة للمغادرة.
- هيا،إذا... أمامك عدة أمور لإجرائها عند وصولنا إلى مدرسة الجوجيتسو.
يغادران المنزل، و في نفس الوقت ينتاب ليوري فضول حول هذه المدرسة و منهم سحرة الجوجيتسو الذين سمعتهم و عن هذه اللعنات التي هاجمتها اليوم.
ملاحظة:
الشخص الذي هاجم منزل يوري هو ماهيتو، و الدليل من الأوصاف التي تم ذكرها.
الشخص الذي كان يتكلم مع ميغومي في الهاتف هو ساتورو غوجو، الدليل من كلامه المتحمس لمقابلة يوري.

عروس الأضاحي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن