الفصل التاسع

71 8 3
                                    

في الأثناء كان كل من نوبارا و ميغومي قد تمكنا من العثور على لعنات ذات درجة متوسطة و قضيا عليها بنجاح، بعدها إجتمعا عند الردهة و تسائلا كيف تجري الأحوال عند يوري إلى أن سمعا ضجة عالية في الأعلى بدت و كأنها صوت طحم شيء سميك و صلب مثل تحطم الجدار.
حاليا، يوري التي كانت تهرب من اللعنة رفقة الصبي الذي تحمله في حضنها قد فاجأتها ظهور اللعنة من أمام طريقها و قد هدمت الحائط مما كشف عن فجوة خارج المبنى، فخرجت يوري منه و هي ممسكة بالصبي و هبطت خارج المكان في ساحة الحي، لحقت بها اللعنة و هي تتحرك كدودة أم أربع و أربعين و بدأت بالإحاطة بها و كشفت عن فهمها الذي هو عبارة عن صف من الأسنان الحادة على غرار القرش، لم تخف منها يوري و لكنها كانت تخشى على سلامة الصبي الذي تحمله فهي لا يمكنها القتال و الطفل في حوزتها.
حينها تتدخل نوبارا التي ضربت رأس اللعنة بمساميرها الملعونة، و معها يظهر ميغومي الذي إستدعى شيكيغامي على شكل ذئبين ليهاجما اللعنة ريثما هو يشحن طاقته الملعونة ليوجه لكماته نحو اللعنة. وضعت يوري الصبي عند سيارة إيشيجي ليظل بعيدا عن المعركة قبل أن تتركه سمعت الصبي يتكلم بصوت خافت:
- أمي..أمي..رجاء..لا تتركيني...لا تتركيني...وحدي...لا أريد أن أظل وحيدا...أكره الوحدة...لماذا تركتني...
بدت يوري متشككة في ما سمعته من هذا الطفل، بعدها عادت إلى ساحة المعركة، كان كل من ميغومي و نوبارا يواجهان اللعنة بصعوبة فقد كانت تتفطن لحراكاتهما و محاولة تشتيتها، كانت محاولة تسديد ضربة نحوها محبطة فقد كانت ذا جلد سميك يصعب إختراقه و أسنانها الحادة مكنتها من قتل ذئبي الشيكيغامي و قد كانت لها طريقتها الخاصة في المباغتة فقد كانت تستعمل ذيلها كإلهاء و بفضل أرجلها المفصلية الكثيرة التي مكنتها من التحرك بسرعة كانت تنقض فجأة محاولة إحصال أحدهم في قبضة أسنانها، كانت نوبارا سترد على اللعنة من فوق ظهرها و دون أن تنتبه يضربها ذيل اللعنة فتصطدم بحائط المبنى كانت ستنهض لكنها تجمدت في مكانها حين رؤية اللعنة ستنقض عليها بأسنانها، أغمضت عينها و لكن هيهات فتحتهما مستغربة فإذ اللعنة على بعد مسافة قريبة منها من الأمام لم تتمكن من الوصول إليها، لقد أمسكت يوري من ذيل اللعنة قبل أن تصل إلى نوبارا :
- أنت أيتها المقززة، لا تنسي أني خصمك الأول منذ البداية !
و بشكل مذهل رفعت يوري اللعنة من ذيلها و لفتها و رمتها نحو جدار المبنى مما خلف ثقبا كبيرا في الحائط و بدأ الجدار يتشقق شيئا فشيئا كما لو أنه سيتداعى في أي لحظة، إرتدت اللعنة من مكانها و بدت تنهض بثقل جراء رمي يوري لها و تراكم الحجارة الإسمنت عليها، و في نفس الوقت لاحت عليها يوري مسددة ركلة على رأسها مما تسبب في وقوعها غاشمة على نفسها، كان كل من ميغومي و نوبارا منذهلين من براعة يوري القتالية :
- واااوه! عجبا يوري، أرى أن غوجو سينسي لم يكن يمزح حيال ما أخبرنا عن قتالك.
- إن كان ذلك مزحة فإني لم أكن لأطقن ذلك منذ البداية و حتى لإنقاذك من اللعنة نوبارا.
- إنتبها ! بدأت موجة طاقة ملعونة تتجمع على هذه اللعنة ستدخل حالة هياج الآن.
نهضت اللعنة في حالة غضب و هياج، بدأت تكبر نفسها و توسع فكها المتكون من صفوف عديدة من الأسنان كما أنها بدأت تتحدث :
- لما ..تهاجمونني.. هكذا؟ ألا.. تفهمون..وضعي.. و وضع.. الآخرين...؟أنتم..حقا..وحوش...عديمة...الضمير..
بعدها ثارت اللعنة و أخذت تهاجم بشراسة محاولة قضم و إلتهام أي شيء تصادفه في طريقها، و بهذا الوضع لم يمكن ثلاثتهم من البقاء في مكان واحد و محاولة الرد عليها :
- آفف، لقد خرجت عن حد ذاتها تماما كجاموس ثائر.
- إذا في هذه الحال تراجعا إيتادوري و كوجيساكي، سأقوم بتوسيع المجال و ...
- كلا، لا داعي لذلك ميغومي، لا تنسى أن هذه المهمة التي كلفها لنا المدير ياغا هي إختبار لأمتحن قدراتي لأول مرة، لذا دع الأمر في متناولي.
- مهلا يوري لا تتهوري...
- بلى نوبارا، لندع الأمر لها و نشاهد كيف تسري تجربتها.
- أمتأكد من ذلك ميغومي ؟
- طالما أنها ألحقت ضربات مبرحة للعنة فلنرى كيف ستستخدم طاقتها الملعونة.
بدأت يوري في شحن طاقتها الملعونة في قبضة يديها حتى يتكون ضوء أزرق، و بدأت بتسديد لكمة واحدة وراء الأخرى في وجه اللعنة، بدأت اللعنة تفقد توازنها لكنها تستعيد وعيها إلى أن بدأت تخاطب يوري :
- ألم..تفهمي..بعد..أنا..أريد..حماية..ذلك..الطفل..ستندمين..
عندما..تكتشفين..ذلك..
هذا الكلام الذي أعادته اللعنة إلى يوري جعلها تنزعج منه و لا تطيقه لأنها تراه مجرد هراء، فأي لعنة كهذه ترغب في حماية البشر طالما أنها تضرهم، و مع تزايد غضب يوري تتفاعل معها قواها الملعونة مما يتشكل وميض ذا لون أحمر في قبضة يديها، لاحظ ميغومي و نوبارا ذلك، بمن في ذلك يوتا الذي يراقب من بعيد، عندها سددت يوري كلا قبضتيها على رأس اللعنة مما تسبب في إنفجارها و تفتتها و تلطخ المكان بدماء أورجوانية.
كانت يوري تلهث من إستخدام قواها الملعونة، و بمجرد أن إلتفتت إلى نوبارا و ميغومي الذي أتيا إلى جانبها هدأت و عادت إلى رشدها، أتى إيشيجي ليرى ما قام به الطلاب فإذا أنه قد تم القضاء على آخر و أكبر لعنة في المكان، كما أنه تسائل:
- من منكم قام بذلك للتو ؟
- إنها يوري .
- أحقا الآنسة إيتادوري قامت بذلك وحدها ؟ كيف ؟
- لقد فعلت الوميض الأحمر في يديها و ضربت اللعنة و فجرتها.
- عجبا، من النادر رؤية مبتدأ يفعّل الوميض الأحمر في أول يوم له.
- على كل مهمتنا إنتهت، هلا إنصرفنا قبل أن يأتي شهد عيان إلى هنا.
- بالتأكيد.
- بالمناسبة إيشيجي سان، ماذا عن ذلك الطفل الذي تركته في السيارة ؟
- إنه في غيبوبة الآن لكنه بخير، سننتظر إستيقاظه و نستجوبه.

بعد ذلك عاد الجميع إلى المدرسة، إرتاح كل من يوري و ميغومي و نوبارا في المطعم و كان كل من ماكي و توغي و باندا فضوليين و يسألون عن كيف كانت الأحوال معهم، و أثناهم كان يوتا ذهب للساتورو ليعلمه عما فعلته يوري اليوم :
- آنسة إيتادوري قد فعلت الوميض الأحمر.
- فعلت الوميض الأحمر؟... كيف ذلك؟
- من بعيد بدت لي غاضبة من اللعنة إلى أن كونت الوميض في قبضة يديها، لعل قواها الملعونة إستجابت لعواطفها في تلك الحالة ففعلتها.
- آه طبعا، أحيانا يتفاعل الوميض الأحمر مع عواطف الساحر بدلا من روحه الملعونة.
- ليس ذلك فقط بل حتى أن ركلاتها و لكماتها كانت غاشمة للغاية تجاه اللعنة في حين أن كوجيساكي و فوشيجارو لم يقدرا على ذلك.
- ههاها، بالتأكيد فهذا نفس الشيء الذي يذكرني بما فعلته بالدمية، بالمناسبة هل لاحظت شيئا آخر عليها ؟ مثلا كيف إستطاعت تحديد مكان هذه اللعنة ذات الدرجة العالية.
- حسب ما كنت أراقبها منذ دخولها المبنى، رأيتها عبر إحدى النوافذ المكسورة تتبع مسلكا نحو مكان اللعنة يبدو لي أنها تتملك القدرة على رؤية الطاقة الملعونة المتدفقة من ذلك المكان و ربما أيضا بإمكانها تمييز هالة اللعنة العادية أو رفيعة المستوى عن اللعنة الخاصة.
- هذا كل شيء ؟
- نعم سينسي.
- عجبا هذه السمات لا يتمتع بها غير السحرة العاديين حتى، ربما ثمة تفسير... أو أنه مازال هناك الكثير لنكتشفه من هذه الفتاة .
- إذا سينسي ما رأيك ؟
- حسنا، يكفي هذا اليوم و عندما يحين دور مهمة جديدة ستراقبها و تأتي لي بمعلومات عنها، هذا و إن مازلت تشاء ذلك يوتا.
- ليتني كذاك فأنا لدي مهمات أخرى أكلف بها كما تعلم.
- ربما أنت حق لا بأس إن أجلنا أمر مراقبتها في وقت لاحق، ... على كل سأذهب لرؤيتها سررت بعملك يوتا.
- لا شكر يا سينسي فأنا أيضا كنت أنوي مراقبتها.
- لكن ألم تكن تنوي أن تسأل تلك الفتاة يوتا ؟
- آه طبعا ريكا لقد نسيت أما الآن فالوقت متأخر و لعلهم متعبين سأسئلها غدا صباحا.
- إذا لا تأجل ذلك السؤال لوقت آخر فقد تفقد الفرصة .
أثناء بقاء الطلاب في المطعم جاء ساتورو بإبتسامة مبتهجة لتلاميذه مهنئا لهم و لي يوري بالمهمة التي أتقنتها يوري في أول يوم لها، و مع ذلك يأتي إيشيجي لخبرهم بشأن ذلك الطفل الذي تم نقله للمستشفى المدرسة حسب ما سمعته شوكو منه بأنه ربما تخلت عنه والدته و هذا جعله محطم القلب و يدخل في حالة خوف و صدمة نفسية مما ولد منه ميلاد لعنة من درجة عالية من مشاعره السلبية، تفاجأت يوري من ذلك فلعل هذا ما يفسر كلام اللعنة الذي كانت تواجهها و تتدعي أنها تحمي الطفل لكنها لم تكن متأكدة إن كان ذلك هراء، لكن ساتورو يأكد أنه بإمكان هذه اللعنة أن تتغذى عليه و تؤدي إلى وفاته لذا على الأقل أنهم أنقذوه في الوقت المناسب، تسائلت يوري عما سيحل للفتى فأخبرها إيشيجي أنه بعد أن يتعافى سيحاولون إيجاد له دار أيتام للعيش فيه و ستأتي أسرة لتبنيه، عندها تتذكر كلمات اللعنة بأن البشر هم المرعبين و هم الوحوش، كما تسائلت من ما كانت تعنيه بأنها هي أيضا مثلهم.

ملاحظة:
هذا أول ظهور ناطق للعنة ريكا تشان.



عروس الأضاحي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن