الفصل الحادي عشر

75 8 17
                                    

بعد أن إستدرج ذلك الرجل الغامض يوري إلى زقاق مظلم و حاصرها و قبض على يديها و هددها بأنه لا ينوي أذيتها إذا ظلت هادئة، حينها يأتي ميغومي الذي كان يبحث عن يوري و فور وصوله ينصدم في مكانه و يتحول وجهه إلى نظرة إزدرائية تجاه ذلك الرجل، ما إن يلاحظه الآخر يبتسم إليه إبتسامة شبه لطيفة، و غير معقول يناديه " بإبني"، الأمر الذي جعل يوري تستغرب من كلاهما و تطرح عليها العديد من الأسئلة في ذهنها:

- هل حقا ذلك الرجل هو والد ميغومي؟ و لماذا ميغومي ينظر إليه بإزدراء؟ ماذا حدث بينهما؟ و فوق ذلك كله ما القصة الكاملة لعائلة فوشيغارو هذه ؟

ظل كل منهم صامتا لبضع ثواني إلى أن بدأ ميغومي يتكلم بصوت أجش :

- هل مازلت موجودا إلى الآن، خلت أني لن أشتاق إليك.
- هل هذا كلام تقوله لوالدك ؟ ظننت أن أمك قد علمتك التهذيب تجاه الناس.
- و هل ترى أنك شخص يستحق أن يعامل بتهذيب ؟

أومأ ذلك الرجل من ما سمعه من ميغومي، كما أن يوري ظلت حائرة من ما يحدث، بقوا صامتين لبعض الوقت إلى بدأ ذلك الرجل بالحوار :

- و بالمناسبة، رأيتك رفقة هذه الفتاة تتسكعان عند آلة البيع، هل هي حبيبتك؟

إحمر وجه يوري خجلا من كلام هذا الرجل المحرج، أما ميغومي فقد أنكر ذلك :

- ما هذا الهراء الذي تتفوه به، أنت حتى لم تتعرف عليها لتعلم من تكون، إنها زميلتي أنا و نوبارا في الصف.
- آه هكذا إذا زملاء صف، ظننت أن فتاة بهذا المنظر الفاتن تصلح لأن تكون حبيبة أو شريكة،..... على كل هلا عرفتها علي .
- هل ترى أني بحد عقلي لأعرفك لها، لا تظن أني لن أعلم بنواياك.
- مهلا ميغومي !!

إلتفت كليهما إلى يوري التي تحررت من قبضة ذلك الرجل و بدى عليها الاطمئنان رغم حيرتها من ما يحدث :

- أنا هنا بينكما منذ دقائق و أسمع الحوار الذي دار بينكما و لم أصل إلى نتيجة فهم بعد، لذا أنا من سيبدأ حوارا جديدا... أولا معذرة يا سيدي أو أن أناديك أسهل من ذلك والد ميغومي مازلت لا أعرف إسمك حتى الآن فهلا عرفتني على نفسك ؟
- يال جرئتها في مقاطعة الحديث،... إسمي توجي فوشيجارو، والد ميغومي و تسوميكي.
- أدعى يوري إتادوري، و أنا زميلة كل من ميغومي و نوبارا في الصف في مدرسة الجوجيتسو،... و معذرة أنا لا أريد تفعيل المشاكل العائلية التي لا دخل لي بها لكن رجاء إن كان لديكما خصال أو سوء فهم فلتصححا الأمر و فلتجدا حلا لذلك و دعنا من المصائب، فالتعصب يبقي الأمر سيئا على حاله و الصلح يقي منه و يعالج الثأر، و إن لم تأبه ذلك ساعتها لن تترك لي خيار سوى أن أظهر جانبي القاسي ليحل المهزلة.

بدى السيد توجي منذهلا من كلام يوري، فبالرغم أنها مازلت صغيرة في السن لكنها ذات عقل إمرأة بالغة، و أيضا كلامها و حذاقتها ذكرها بشخص ما كان عزيزا عليه :
- ...ممم.. لقد أقنعتني يا آنسة، عذرا على تصرفي الفظ هذا فأنا لم أتلقى تهذيبا منذ صغري، لكني محظوظ بأن ألتقي أشخاصا مثلك و أتعلم منهم حسن التصرف و حكم الأخلاق و لين المذهب،... و هذا يذكرني بأحد.
- ..مم، من ؟

عروس الأضاحي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن