الفصل الرابع

115 9 3
                                    

وجهة نظر عادية:
ذهب كل من يوري و ميغومي و نوبارا مع المعلمين ساتورو و نانامي إلى مدرسة يوري الثانوية، حيث إنتظرو أن تحين الساعة السادسة مساءا وهو وقت إنتهاء المدرسة. كان كل من يوري و ميغومي و نوبارا واقفين من الجانب الخلفي للمدرسة بينما ساتورو و نانامي واقفين في إحدى المباني يراقبون من بعيد في حين يبدأ تحرك تلاميذهم.
في الأثناء، بدأت يوري تتفكر في أنه قد مضى يوم غابت فيه عن مدرستها بعد الحادثة، و بدأت تفكر في أن زملائها و أساتذتها قد يكونون متحيرين عن غيابها الغير المبرر، فهي لا يمكنها إخبارهم بما حل بها لأنهم لن يصدقو أنها ترى اللعنات و سيقولون أنها تهلوس، و فضلا عن ذلك أنها تركت مدرستها من أجل الإنضمام لمدرسة الجوجيتسو لأنها في خطر من هجوم اللعنات و تم تجنيدها كطالبة جوجيتسو.
بدأ ميغومي يسأل يوري :
- سأسئلك يوري، هل إتصل بك أحد من زملائك أو أساتذتك هذا الصباح ؟
- لا لم يتصل بي أحد.
- حسن، لا يجب أن يعلمو بالوضع الذي أنت عليه الآن و لا بسر أنك أصبحت طالبة في الجوجيتسو، و ذلك خشية أن يوقعو أنفسهم في المصائب و قد يؤدي بهم إلى تعرضهم لهجوم من قبل اللعنات.
- لا عليك، فإن لاحظ زملائي غيابي اليوم لن يتصلو بي إلا بعد مرور أيام من غيابي عن مدرستي.
- أو الأسهل من ذلك لا تردي عليهم و فلتغيري رقم هاتفك، و إن صادفتهم في الطريق تجنبيهم و لا تدعيهم ينتبهو إليك.
- طيب.
مرت الساعة الثالثة عصرا، و مازال كل من يوري و ميغومي و نوبارا واقفين من الجانب الخلفي للمدرسة، حينها بدأت نوبارا تسأل يوري :
- قولي لي يا يوري، هل في مدرستك يوجد هناك متنمرين جانحين ؟
- نادرا ما يوجد هناك جانحين في مدرستي لكن ثمة بعض المتنمرين فيها، لما ؟
- كنت أريد أن أعرف إن كان ثمة زمرة من المتنمرين معروفة تهرّب كل من في مدرستك، هل لديك منهم ؟
- في الواقع قليل ما يوجد هناك زمرة، فالمتنمرون في مدرستي يكونون مجموعة قليلة أو إنفراديين.
- هل سبق أن واجهتي واحدا منهم ؟
- أجل، أذكر أنه ثمة فتاة متعجرفة تتنمر على فتاة لكونها ريفية الأصل، كانت تهينها دوما و تحرجها أمام الجميع، لذا سئمت من وقاحتها و قررت مواجهتها، فصفعتها على وجهها و قلت لها "نحن في مدرسة نأتي من كافة الأنحاء للدراسة لا للسخرية من الغير و إن لم يعجبك الأمر فلتترك الدراسة و إنضمي إلى فتيان الشوارع حيث هم من نوعك" و بعدها ردت المتنمرة إلي "و من أنت يا هذه ؟" و أنا أجبت "لنقل أني أمك الجديدة"، حينها كنت أخيفها و أهددها في كل مرة أقابلها إلى أن بدأت تتراجع عن التنمر.
- أووه، و بذلك أدبتها، عمل صائب، لكن ليتك كنت أكثر قساوة، لجعلها تتأدب في المرة الأولى.
- على كل تعلمت الدرس و ما عادت متنمرة، و أنت هل سبق أن واجهتي متنمرين من قبل ؟
- أجل منذ أن كنت أعيش في الريف، في الصف الإبتدائي تعرضت صديقتي فومي للتنمر على مجرد أنها إرتدت محفظة زرقاء لا تتلائم مع المدرسة، لذا فإني أدبت أولائك المتنمرين و جعلتهم يعتذرون إليها.
- على مجرد لون المحفظة الغير المناسب تنمرو عليها ؟
- رأيت، هذا أكثر ما يحيرني في مواضيع التنمر هذه، كيف يتم التنمر على أولائك الأشخاص على مجرد أبسط الأشياء دون القبول بوضعية حالها، بعض الناس لا يتقبلون أبسط الأمور و ينظرون على أنها شيء تافه مثير للسخرية، كما تغيظهم لدرجة أنهم يصلون لحد الإساءة و الإهانة بغاية تقليل الشأن أو حتى أنهم يرون ذلك مسلي.
- ربما أنت محقة، هناك أناس يغيب عنهم الوعي العاطفي تجاه الأشخاص الذي يعانون من مشاكل، و بدلا من أن يساعدونهم فإنهم يسخرون من حالهم دون ندم.
- ليس ذلك فحسب، هناك أناس تعلم بأفعالها و هي معجبة بذلك، بعض الأشخاص يحبون الإساءة و يحتقرون الطيبة، يرون أن ذلك ميزة جيدة لهم أو حتى لمتعتهم الشخصية دون الخوف من الذعواقب، ناس اليوم يفتقرون للتربية، لذلك فإن مجابهتي للمتنمرين هو شعاري.
- أرى أن مواضيع التنمر هي ما مصدر إهتمامك.
- بالتأكيد، أكثر آفة أكرهها في المجتمع هي التنمر.
- عذرا على مقاطعة موضوعكما لكن لا تنسيا مهمتنا التي نركز عليها.
- طبعا ميغومي-كن لم أنسى مهمتنا، كما أنه مازال الوقت على الساعة السادسة.
- و عن ذكر أنك يا ميغومي لقد كنت ترهب المتنمرين الجانحين في مدرستك أتذكر.
- بالتأكيد كيف لي أن أنسى أني في كل مرة أذهب للمدرسة يختفي المتنمرين من الجوار خوفا من ضرباتي المبرحة.
- آه، و بذلك لديك معاملتك الخاصة معهم، لذا لا بأس بذلك.
- و هل علمك والدك الدفاع عن النفسك من المتنمرين؟
حينها عبس ميغومي، و إلتفت للجهة الأخرى:
- هلا غيرنا الموضوع ؟
- نعتذر إن طولنا في الموضوع، لذا فلنرجع إلى التركيز على مهمتنا.
- " ترى لما عبس ميغومي فجأة عندما ذكرت له والده، هل من خطب ؟ ".

عروس الأضاحي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن