13*

44 4 7
                                    

تسمّمت
نفسيتي
ابتلعت
الكثير
من
الحياة!...

..
..
..

يوم ميلاد تايهيونغ العشرون لم يكن يوم ميلاده بل كان يوم وفاته فكرة أنه فقد مينا من حياته تجعله مشتت من كل النواحي .

موت أمه أمات الكثير بداخله لازال لا يستوعب فكرة أن لاتوقظه هي على صوتها الجميل الذي اعتاد عليه عشرون عاماً أن يخلوا البيت منها و من رائحتها العطرة التي كانت تتميز بها فهي كانت تضع ذات ماركة العطر طوال عمرها لم تغير هذا الشيء و سوكجين كان مفتوناً بهذه الرائحة هو و تايهيونغ كان عطرها كأنه بصمتها .

لازال تايهيونغ لا يستوعب أنه لم يعد يرتمي بحضنها ، أو تستقبله كل يوم عندما يعود من جامعته منهك او لم يعد يدردش معها بكل تفاصيل يومه و هي تعد له أشهى الوجبات التي يحبها من بين يديها ، لم يكن له نصيب أن يُكمل حياته معها كان عبارة عن جسد بلا روح اتعب قلب كل من يراه أصبح من الذين يُشفق عليهم.

تايهيونغ

أشعر أنك لازلتي هنا ، أشعر بيديك على كتفي ، أنت حولي أشعر بطيفك يمد يده على صدري و يمسح على قلبي ليواسيني .

لكن كل مواساة العالم لم تنفع معي يا أمي.
لبست الأسود عشرون عاماً على أنه لوني المفضل الآن سألبسه لبقية حياتي لكنه ليس ك لوني المفضل بل سألبسه حداداً على روحك و حزناً على نفسي
نفسي التي فقدتها بعد غيابك رحيلك لم يكن هيناً أبداً باغتيني فجأة لم أكن مستعد لأن أخسرك ، بنيت معك سنين عمري كلها وعدتيني أن لا ترحيلي قبلي ، لماذا لم تفي بوعدك يا أمي.

أصبحت كالمجنون أُحدث صورتكِ و أشتم رائحتكِ عبر ملابسكِ ، تركتيني و أنا بأمس الحاجة لكِ ؛ أريدكِ يا أمي
أريدك بجواري أن تحضنيني كل يوم قبل النوم أن تسأليني عن دراستي أن ترممي عقد النقص التي فيّ أنت دائماً من كنت تجعليني أرى نفسي كامل لكن بعد رحيلك اكتشفت أنك انت من كنت تكمليني أنا ناقص بدونك ماما
أنا تائه بدونك ، لا شي يعوض غيابك لا شيء يقارن بحضورك في هذا العالم صوتك كان يملأ كوني الآن كوني بلا صوت هادىء حد الجحيم .

كل يوم أزور قبرك أبكي هناك لعلي أخمد نار شوقي إليك
أنا أنهار بغيابك ، ضائع بدونك
أنا لا شيء يا أمي لا شيء

عندما دفنتك بين طيات التراب دفنت معك جزء مني ، شعرت أنني شهدت ولادة ثانية لي لكنها ولادة بطعم الموت ولادة جعلتنا أكره هذه الحياة و أكره أن أعيشَ بها
أنا لازلت لا أتقبل فكرة الموت و كأنني رافض له ، لا اريد أن يتركني من أحبهم لا أريد أن أبقى وحيد في عالم بائس بدونهم ، أريد أن ألاقي هذا الموت و أعقد معه نزال و نرى من يستطيع الفوز لكنه شيء مستحيل الحدوث
لذلك أكتشفت أن هذه الحياة أنانية ، أنانية بشكل بشع أنانية بشكل مقرف تأخد منا من نحبهم تأخذ فرحنا و سعادتنا تأخذ أرواح أحبابنا و نبقى خاليين الوفاض من كُل شيء هذه الحياة أنانية وفانية للغاية كأنها تستمتع بعذبنا و تستمتع بتجريدنا من كل مشاعرنا كانها تنتقم منا على كل ابتسامة ابتسمناها كأنها تقول لنا أن لا مجال للفرح ، و بعدكِ يا أمي أصبحت ذابلاً لا وجود للسعادة بعالمي
هل سأتخطى عدم وجودك يوما ما ...؟
هل سأعتاد أنك لست هنا ..؟
هل سأستطيع مواصلة حياتي. بشكل عادي و طبيعي ..؟
لا أظن يا أمي أن شخص مثلك يمكنني نسيانه أو محيه من ذاكرتي ، لا أظن أن الإنسان قادر على أن ينسى أمه.
أنت حاضرة في كل لحظاتي ، أشعر أنك تمشي مع خلايا دمي و تتشبثي في كل مكان في جسدي و ليس فقط في ذاكرتي .

يوم أمس حلمت مرة اخرى بحلم من أحلامي التي لا اجد لها تفسر
قد كنت ابكي عند قبرك لكن هناك من جاء و ربت على كتفي عندما نهضت عيناي لأرى من هذا الشخص رأيت ضوء كبير يشع من وجههك لم أستطع أن أميز أي ملامح لم أستطع أن أعرف من هو ، لكنني متأكد أن أحلامي ليست عبثاً
قال عمي يونغي أنها مجرد أحلام و أن لا أهتم لها ابداً
لكنني لازلت أفكر بها.
أشعر أن شيء في داخلي يكسر أشك أنه صوت قلبي .

.
.
.
.
.
.
.
.
.

عدت للرواية بعد غياب تسع شهور و ان شاء الله العودة أحمد من قبلها. كتبت بارت صغير جداً إذا تواجد تفاعل رح كمل إن شاء الله .

حبوا الرواية لأنها بتستاهل 💜

قطعتين من الفراولة Two pieces of strawberriesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن