"إسراء"..
انهالت على صغيرتها تقبلها وتدغدغها، وتلاعبها وهي على ذراع زوجها متمتمه بغضب مصطنع ..
"بقي فالس وحشك وأنا لاء يا أستاذه إسراء.. دا أنا هعملك شاورما انهارده"..
لتتعالي ضحكات الصغيرة، وتختبئ منها داخل حضن "فارس" الذي يضمها بحنان، ويضحك هو الأخر بقوه..
"مامي شكلها كده غيرانه ولا أيه"..
قالها وهو يغمز لها في الخفاء بشقاوة..
احتقن وجهها بحمرة قاتمة، و نظرت له نظرتها التي تسحره، واسرعت بخفض وجهها بخجل هروباً من عينيه التي تطلع لها بنظرات عاشقه..
بينما "إلهام" عينيها تتأمل ابنتها التي أستعادة رونقها وإزداد وجهها إشراقاً.. تظهر على ملامحها الفرحة الغامرة.. ابتسامتها نابعة من قلبها تزين وجهها جعلت الراحة والاطمئنان يغلف قلب "إلهام" بعدما تأكدت أن الله رزق ابنتها بزوج يحبها بصدق وسيكون خير عوض لها عن ما رأته بحياتها..
"تعالي في حضني يا إسراء"..
قالتها "إلهام" وهي تفتح ذراعيها لها بلهفه.. لتهرول "إسراء" نحوها جثت على ركبتيها أمامها، وارتمت داخل حضنها وهي تقول بحب..
"واحشتيني أوي يا ماما والله"..
سار "فارس" نحو "خديجة" ومال عليها مقبلاً رأسها قبله طويله مغمغماً..
"واحشتيني يا ديجا.. عامله ايه طمنيني عليكي"..
ابتسمت له "خديجة" ابتسامتها الدافئة، واحابته بحنو..
"الحمد لله يا حبيبي.. أنا بخير طول ما انت كويس"..
ابتسم لها بفرحة ظاهرة بعينيه، ووجه نظره ل"إيمان" وتحدث بترحاب..
"أهلاً وسهلاً بيكي يا مدام إيمان"..
"أهلاً بحضرتك".. غمغمت بها" إيمان"بخجل..
بينما "إلهام" منفصله عن الجميع حين ضمت ابنتها تربت على شعر" إسراء " وظهرها برفق، وقبلت كتفها بعمق مردده..
"انتي أكتر يا ضنايا.. طمنيني عليكي عامله أيه يا حبيبتي"..
قبلت "إسراء" يديها مرات متتاليه متمتمه بمتنان..
"أنا في زحام من النعم بفضل رضاكي عليا يا أمي"..
ضمتها" إلهام" ثانياً، ونظرت ل"فارس" وتحدثت بابتسامة متسعه قائله..
"إزيك يا جوز بنتي"..
ضحك "فارس " حين تفهم مخزي حديثها ونظرتها العابثه التي جعلت" إسراء" تخفي وجهها داخل صدر والدتها..
"الحمد لله يا حماتي.. أنا تمام التمام متقلقيش"..
وجهت" إسراء " نظرها ل" إيمان " وهبت واقفه واقتربت منها احتضنتها بقوة وهي تقول بفرحة حقيقية..
"يا حبيبتي يا إيمي..وأنا أقول الغردقة نورت مرة واحدة ليه كدة"..
ضمتها "إيمان" بحب أخوي صادق وهي تقول.. "منورة بيكي يا ست العرايس"..نظرت" خديجة" ل" إلهام " وغمزت لها مردفة بمرح..
"شوفتي يا لوما البنت النوتي ولا معبراني إزاي، ولا اللي شاف أحبابه نسي أصحابه يا مدام فارس؟! "..
ضحكت" إسراء " بعلو صوتها ضحكتها التي تخطف أنفاس زوجها الواقف بجوار" خديجه" التي تحمل الصغير "محمود" على قدميها.. محاوطها بذراع، وحامل الصغيرة بذراعه الأخر، وعينيه على زوجته ينظر لها نظرتة المتيمة بها عشقاً.." وأنا أقدر أستغني عنك يا أحلى ديجا في الدنيا"..
قالتها" إسراء "وهي تقترب منها، ومالت عليها احتضنها، وقبلت الصغير من وجنتيه لتدوي ضحكته المرحة التي تخطف القلب..
"يا حياتي عليك.. ماشاءالله يا إيمان زي السكر.. ربنا يباركلك فيه يا حبيبتي"..
