ساحرة الفارس!!..
.. خارج جناح "مارفيل"..
يقف "فارس" بملامح مرتعدة بجوار والده يتابع الأطباء وهما يحاولون تهدأت والدته التي دخلت بنوبة بكاء حاد حتي أصبحت على وشك الإنهيار..
كانت "مارفيل" تصرخ بكل قوتها مرددة بكلمات غير مرتبة تحمل بينها لغز يصعب حله بسهولة .. "أنا صامتة لأجلك.. لأجلك فارس.. لأجلك فقط بني"..
تراخي جسدها، وأغلقت عينيها بضعف بعدما قامت إحدي الممرضات بحقنها بحقنة مهدئة.. جعلتها تستلم لنوم عميق خلال ثواني معدودة..
زفر "فارس " براحة، ونظر لوالدة الذي ينظر لزوجتة بلهفة و أعين تترقرق بها العبرات، وتحدث بهدوء قائلاً.."بابا ممكن أتكلم مع حضرتك شوية"..
"عايز تتكلم في ايه يا فارس؟!"..
قالها "محمد" وعينيه ثابته على "مارفيل" يرمقها بنظرات مختلطة بين العشق والاشتياق، والعتاب..
سار" فارس" نحو أقرب مقعد جلس عليه واضعاً رأسه بين كفيه وتحدث بتعب قائلاً..
"في حاجات كتير أنا مش فاهمها، وأسئلة كتير مش لاقي ليها أجوبة"..
أخذ " محمد"نفس عميق، التفت ببطء ينظر له مغمغماً.. "هجاوبك على كل أسئلتك، وهفهمك كل حاجة يا فارس.. بس ممكن تسبيني مع مارفيل شوية لوحدنا"..
صمت لبرهه وتابع وهو يصطك علي أسنانه بغيظ..
"من ساعة ما رجعت من برة وأنت لازق معانا هنا.. انت مش المفروض عريس وفي شهر العسل؟! "..
رفع "فارس" رأسه ونظر له بدهشة حين تابع بنبرة ساخرة..
" حد يسيب عروسته ويجي يقد جنب أمه يا عريييسس".. رمقه بنظرة ماكرة، ولاعب حاجبيه له بحركة أذهلت "فارس" وأكمل بأسف..
" شكلك كده مرفعتش راسنا ولا أيه؟! "..
" لاااااااا.. لااااااا وكمان لااااااااا بقي.. دا أنا رفعت راسكم للسما يا أبو فارس"..
قالها "فارس" بفخر، وهو ينهض من مكانه، واقترب من والده وضع يده حول كتفه وتابع بحاجب مرفوع..
"دا أنا فارس الدمنهوري.. يعني مينفعش تشك في قدراتي ياوالدي"..
مال علي أذنه مكملاً بتساؤل.." احكيلي بقي عملت أيه في مارفيل يا أبو فارس يا شقي خلتها كرهت الصنف كله، وعايزة تخترع لنا مبيد رجالي يمحينا كلنا؟!"..
رفع "محمد" حاجبيه ونظر له بشرار، وتحدث بغضب مصطنع.." ما أنا قولتلك هتزفت أحكيلك بس مش دلوقتي.. خليني أقعد مع حبيبتي شوية قبل ما تفوق وتطردني زي كل مرة"..
أنهي حديثه، ودفعه للخارج ببعض العنف.. لتتعالي ضحكات" فارس" وتحدث وهو يغمز له بشقاوة..
" الله عليك يا ابو الفوارس يا حبيب".
توقف "محمد" عن دفعه، وتنهد باشتياق وهو يقول بجدية..
"اه حبيب،ورجعت مصر بعد كل السنين دي علشان أنا بلدي اللي فيها"..
أشار بيده على الغرفة النائمة بها "مارفيل" وتابع بعشق.. "أمك يا فارس.. الست الوحيدة اللي قلبي عشقها.. لا قبلها ولا هيكون في بعدها.. برغم كل حاجة واي حاجة هتفضل مارفيل هي حبي الوحيد"..
نفخ بضيق، وتابع بنفاذ صبر..
"ويله اتفضل بقي.. انت ناسي أن غفران عاملك حفلة عنده انهارده في الشاليه، ولا أيه؟!".
ضرب "فارس" بكف يده على جبهته، وتحدث بأسف..
" أيوه فعلاً.. إزاي نسيت دا مأكد عليا، وعازم حضرتك كمان"..