عقاب مستمر!!..
كانت "إسراء" تنعم بقرب زوجها مستمتعة بالدفء بين ضلوعه.. حتي انها لم تنتبه لطرقات الباب المتكررة، ولا لصوت "هاشم" الذي يهتف بأسم زوجها..
غالقة عينيها.. منفصلة عن العالم أجمع، ومكتفيه بضمته لها، وضمتها له.. تود لو تختفي وتذوب بداخله.. ينهل هو من شهدها بلهفه واشتياق.. همهمت بإعتراض حين أبتعد عنها بشفتيه، وتنحنح كمحاولة منه لإيجاد صوته..
"دقايق وجاي يا هاشم"..
"هتروح فين.. خليك معايا.. أنت واحشتني أوي يا أبو الفوارس"..
أردفت بها "إسراء" وهي تجذبه إليها مرة أخرى، وتبادر بتقبيله..
ليسرع "فارس" ويضع أنامله على شفتيها جعلها فتحت عينيها ببطء ونظرت له بتعجب حين لمحت ابتسامته الماكرة تزين محياه الوسيمة..
مسح على ثغرها بأصابعه.. وتحدث ببعض الحدة قائلاً..
" لسه عقابك منتهاش يا بيبي"..
غمز لها وسار من أمامها بخطي واسعة نحو غرفة ملابسه.. اختفي بداخلها وبدأ يرتدي ثيابه على عجل.. مكملاً بتأكيد ونبرة واعدة..
"العقاب مستمر يا إسراء هانم.. يلي مكنتيش عايزة تخلفي مني؟!"..
تسمرت "إسراء" محلها لبرهه.. تحاول لملمة مشاعرها التي بعثرها هو بلمسته وقبلاته التي أصبحت ألذ شيء بالنسبة لها..
أخذت نفس عميق تملئ به رئتيها وزفرته على مهل متمتمه..
"فارس أنا دايماً بحط نفسي مكان اللي قدامي، وتخيلت لو كنت أنت اللي عملت فيا كده.. مش هكدب عليك حسيت بوجع في قلبي وجرح جامد في كرمتي"..
صمتت للحظة حين داهمتها رغبة قوية في البكاء، وتابعت بنبرة راجية..
"وبعترفلك أن اللي عملته غلط في حقك"..
دلف "فارس" خارج غرفة الملابس بعدما ارتدي سروال من الجينز قاتم اللون، وقميص أبيض أزراره جميعها مفتوحة.. يغلق هو أكمامه،وحذاء رياضي من نفس لون القميص.. عينيه مثبته على زوجته يرمقها بنظرات جامدة..
بدلته هي نظراته هذه بنظرة حانية، وابتسامة هادئه، واقتربت منه وقفت أمامه، ومدت يدها تغلق أزرار قميصه واحد تلو الأخر متعمده لمس بشرته الساخنه بأناملها البارده..
"خليك معايا..عايزه أصالح فيك لحد ما ترضي عني، وأبوس قلبك وعيونك زي ما قولت لماما"..
مسدت على موضع قلبه بكفها،ومالت عليه قبلته قبله عميقه، ووقفت على أطراف أصابعها، وجذبت رأسه عليها قليلاً، وغمرت لحيته بقبله رقيقه صعوداً بوجنتيه حتي وصلت لعينيه، وقامت بتقبيلها كل واحدة على حدا..
" لما ارجعلك.. أبقى أشوف بنفسي"..
قالها بصوت أجش، وهو يبتعد عنها ويقف أمام المرآه.. هندم ثيابه.. ومشط شعره الحريري، وسار بخطي مسرعة للخارج..
فهمساتها وقبلتها له كادت أن تفقده صوابه.. يجاهد ليلجم نفسه عنها حتي لا ينقض عليها ويفترسها الآن..
...............................
كان" هاشم" يقف على مقربة من جناح "فارس" ممسك هاتفه يطلب رقم حفيدته للمره التي لا يعلم عددها بوجهه يظهر عليه القلق..
"هاشم..في حاجة حصلت"..
قالتها "خديجة" بصوتها الرقيق، وهي تسير بتجاهه بخطوات هادئه ممسكة بيد "إسراء" الصغيرة بعدما قامت بتجهيزها كما طلب منها عزيزها.. حتي توقفت بجواره..