عناق حار!!..
"فارس"..
يجلس بجوار "إسراء" على الفراش ممسك كف يدها بين يديه رغم اعتراضها المستمر.. أثناء فحص الطبيبه لها، وبنفاذ صبر وغضب تحدث موجه حديثه للطبيبه..
" ما تتكلمي قوليلي مالها، وأيه سبب الإغماء اللي حصلها دا؟!"..
إجابته الطبيبه على الفور..
"هي كويسه يا فارس باشا.. بس ضغطها عالي شويه، وانا اديتها العلاج اللازم وهتبقي أحسن إن شاء الله"..
بدون سابق إنظار كان مال "فارس" بوجهه على "إسراء" وطبع قبله طويله أسفل شفتيها.. جعل جميع من بالغرفة يشهقو بنفس واحد، وتحدث بلامبالاه لوجودهم..
"اطمني طول ما انا جنبك.. هتبقى كويسه.. متخفيش"..
بكت" إسراء" بصطناع، وقد بدأ ضغطها يعلو ويهبط بأن واحد، وبغيظ شديد قالت..
"مين ضحك عليك و قالك إني ببقي كويسه في وجودك.. انت ناوي تجلطني، ولا تشلني يا جدع أنت؟!"..
قطعت حديثها واتسعت عينيها بصدمة أكبر حين حملها بين يديه بلهفه واجلسها على قدميه، وضمها بتملك مجنون مردداً..
"بعد الشر عنك..قولتلك أنا جنبك ومعاكي مش هخلي حاجة تزعلك ولا تضيقك"..
داعب وجنتيها بأصابعه، وغمز لها مكملاً بثقه وغروره المعتاد..
" وبعدين أنتي بقيتي في حضن فارس الدمنهوري يعني تنسي الدنيا والناس واي تعب أو زعل جواكي"..
تنظر له بفم مفتوح ببلاهه..لم يستطيع عقلها استيعاب حديثه، وافعاله معها.. تعجز حقاً عن وصفه بأي كلمة..فجرائته وغروره فاق كل توقعتها..
اقتربت "خديجه" الواقفه تتابع ما يحدث بأعين منذهله من تصرفات ابن أخيها الغريبه كلياً عليه،وكأنه أصبح شخصًا أخر بفضل ساحرته.. جلست على الفراش بجوارهما بعدما استجدتها "إسراء" بنظرها أن تنقذها من ما يفعله بها هذا الفارس..
واردفت بحدة قائله..
"روح انت مشوارك يا فارس وانا هفضل جنبها.. البنت مش حمل عمايلك دي كلها"..
مدت "إسراء" لها يدها تحثها على حملها كالصغيرة التي يحملها إحدي الغرباء وهي تبغضهم، وتريد ان تأخذها والدتها منهم.. ضحك "فارس" على هيئتها بصوته كله، وذاد من ضمها له مقبلاً وجنتيها بعمق وهو يقول بمزاح..
"حتي لو قولتلها أوبح يا بيبي محدش يقدر ياخدك مني"..
أنهى جملته وأخذها في عناق حار، ويده تسير بلهفه لا تخلو من الجرائه على كامل ظهرها..
ضربته "خديجه" على يده برفق، وهي تقول بخجل شديد..
"ولد يا فارس ايه اللي بتعمله دا انت اتجننت.. اتأدب عيب كده".
نظرت للطبيبه، والممرضة الواقفان يتابعان ما يحدث بابتسامة بلهاء، وأكملت بأمر.."اتفضلوا على شغلكم يله"..
لم يستمع "فارس" لحرف مما قالته.. هو مكتفي بعناق ساحرته الذي جعل سعادته تصل لعنان السماء.. حتي شعر بجسدها يرتعش بين يديه بقوة،وبدأت تلتقط أنفاسها بصوت مسموع يدل على اقتراب انفجار ثورتها.. فأنزلها من على قدمه على مضض.. أجلسها على الفراش، وهب واقفاً يهندم ثيابه، وبتنهيده عاشقه قال..
"هروح أجبلك إسراء الصغيرة واجيلك على طول"..
تهللت أسريرها، وتلاشي غضبها حين استمعت لاسم صغيرتها، وعودتها لحضنها.. كم تشتاقها كثيراً.. تود رؤيتها وضمها لصدرها حتي لو تلقي حتفها بعدها..