..قناعة!!..
ركضت "إسراء" مبتعدة عن باب الغرفة تبحث عن مخرج آخر تحت أنظار "فارس" المندهشه من رد فعلها..
"أهدي يا بيبي دا أنتي مرات فارس الدمنهوري يعني متخفيش من أي حاجة ولا أي حد"..
أردف بها "فارس" وهو يسير نحو الباب التي لم تتوقف خطيبته "ديمه" بالطرق عليه، وهم بفتحه.. لتهرول إليه "إسراء" وتمسك كف يده الضخمة بيدها الصغيرة، وجذبته بعيداً عن الباب قبل أن يفتحه وتحدثت بصوت يكاد يكون مسموع..
"يا بيه محدش يعرف أني مراتك، وخطيبتك لو عرفت أكيد هتنقهر وأنا ميرضنيش أكون سبب في قهرة ست زيي، وكمان مش عايزة حد يبصلي بصه مش كويسه..فخليني أخرج من غير ما حد يشوفني وخصوصاً خطيبتك اللي مفحومة من العياط برة دي"..
لم تجد منه رد على حديثها.. فقد ينظر لها بابتسامة حالمة.. ضيقت عينيها ونظرت له بستغراب.. لتشعر بيده تحتضن يدها ويضغط عليها بقوة محببه.. انتبهت لحالها وأنها هي من تمسك بيده فأسرعت بسحب يدها منه ببعض العنف، وتابعت بنفاذ صبر..
" في زفت باب تاني أخرج منه؟!"..
"خليكي معايا..متخرجيش"..
همس بها "فارس" بنبرة راجية.. بل متوسله وهو يتمعن النظر لملامحها الرقيقه بهيام..
حركت "إسراء" رأسها بالنفي، وببوادر بكاد همست..
"بحلفك بالله سبني أخرج.. أنا مش هستحمل أكون سبب في كسر خاطر حد.. كسرة الخاطر بتجلب المخاطر"..
دموعها أجبرته على الخضوع لطلبها على مضض.. نفخ بضيق، وهو يحرك رأسه لها بالإيجاب، وبلحظة كان حاوطها بذراعه السليمه، واضعها على كتفيها رغم اعتراضها، وسار بها نحو مرآه كبيرة معلقة على إحدي جدران الغرفة..ضغط على جزء منها فتحركت من مكانها، لتجحظ أعين" إسراء" حين ظهر باب سري يؤدي إلى حمام الغرفة التي خصصها لها..
رمقته بنظرة حارقة، وضربت الأرض بقدميها بغيظ وهي تخطو لداخل الحمام، وهمست من أسفل أسنانها..
"المرايه دي بتظهر اللي في الحمام من عندك مش كده؟!"..
ابتسم "فارس" بتساع وهو يحرك رأسه لها بالإيجاب، وببراءه مصطنعه تحدث..
"بس اطمني يابيبي انا ماكنتش ببص علي حد غيرك أنتي بس"..
"أبو سفالتك يا أخي.. اقفل الزفت دا"..
أردفت بها "إسراء" بغيظ وغضب شديد وهي تمسك بيدها إحدي زجاجات سائل الاستحمام وتقذفه بها لكنه تفادها بمهاره،و القي لها قبلة بالهواء قبل أن تنغلق المرآه مرة أخرى ليظهر عندها هذا الباب على هيئة مرآه..
"كان بيبص عليا وأنا في الحمام الوقح اللي ماشفش تربيه دقيقة واحده"..
تمتمت بها لنفسها ببكاء، وهي تسير لخارج الحمام.. لتقفز بفزع حين شهقت والدتها بقوة مردفة بذهول..
"بسم الله الرحمن الرحيم.. بت يا إسراء أنتي طلعتي منين يابت؟!".
لمحت على ثيابها أثار دماء فتابعت بخوف ولهفه..
" وأيه الدم اللي على هدومك دا يا بنتي"..اقتربت منها "إسراء" وارتمت بحضنها وتحدثت بهدود قائله..
"متخفيش يا ماما..دا مش دمي.. دا دم فارس زفت بيه السافل"..ضربت" إلهام" على صدرها بكف يدها، وببكاء قالت..
" يالهوي قتلتيه يا إسراء؟!.. ليه كده يا بنتي..عمل فيكي ايه علشان تقتليه.. ياخسارة شبابك يا ضنايا؟!"..
