كلمة حب!!..
مرت بضعة أيام.. حدث بهم الكثير.. أهمهم..أتمت "إسراء" أربعة أشهر بالقصر.،واليوم هو سنوية زوجها السابق، وأيضاً من المفترض أن تبدأ حياة طبيعيه مع زوجها الحالي الذي لم يتمم زواجه منها حتي الآن تقديراً لها واحتراماً لرغبتها..
معاملته الرقيقه معها ضد طبيعته الشرسة إطلاقاً.. يحاول بل يجاهد لإحتوائها قدر استطاعته.. ساحرته هي ووحدها التي تجعله يلجم غضبه تجاهها..
على الرغم من تقبلها له ومعاملتها اللينه معه إلا أنها لم تعطي له فرصه بمتلكها..تري وتشعر برغبته الجامحه بها .. يريدها بكل جوارحه ولكن بكامل أرادتها..
فهل ستقبله هي زوجاً لها.. أم معاملتها له لم تكن سوي عطف وشفقه على ما حدث له وما يمر به من صدمات مؤلمه؟!..
سطعت شمس نهار جديد معلنه عن بدأ يوم مليئ بالأحداث..
"إسراء"..
تقف داخل الغرفة المخصصة لثيابها.. تبحث بين الملابس عن اللون الوحيد الذي لا ترتدي سواه..
انتقت فستان بغاية البساطة من اللون الأسود كعادتها،ارتدته على عجل، وضعت حجابها بأهمال على شعرها..
سارت لخارج الغرفة متجهه نحو والدتها الجالسة على الفراش متمتمه بود..
"معاد الدوا اللي قبل الفطار يا ماما"..
تأملت "إلهام" هيئتها بنظرة عاتبه، وأشارت لها أن تقترب منها لتهمس بأذنها كالعادة بما تريد اخبارها به بعدما علمت أن "فارس" يري ويستمع لحديثهما عبر الكاميرا الموجودة بالغرفة..
"اتكلمي يا ماما براحتك.. فارس قفل الكاميرا اللي هنا ووعدني مش هيفتحها تاني"..
قالتها "إسراء" بابتسامة خجولة حين رمقتها "إلهام" بنظرة عابثه..
سريعاً ما تحولت نظرتها للحزن وتحدثت بتنهيدة قائله..
"برضوا لبسه أسود يا إسراء!!.. يا بنتي قولتلك كدة ميصحش.. تبقي على زمة راجل، ولابسه أسود من حزنك على راجل تاني!!"..
ضيقت عينيها، ورمقتها بنظرة غاضبه مكمله..
" وأنا اللي قولت إن قلبك مال لفارس وبدأتي تحني"..
كانت "إسراء" تسكب كوب من الماء وحملته هو و حبه من الدواء وضعتها بفم والدتها مردفه بأسف..
"مش بأيدي يا ماما"..
صمتت لبرهه وتابعت ببكاء..
"والله غصب عني.. أنا بين نارين وقربت اتجنن من كتر التفكير"..
جذبتها" إلهام" داخل حضنها، وربتت على ظهرها بحنو مردده..
"عارفه ياضنايا وحاسه بيكي يا بنتي.. بس عايزاكي تفوقي لنفسك وتفكري بعقلك.. أنا عارفة إنك عاقلة وبتعرفي توزني أمورك يا إسراء"..
أجهشت "إسراء " ببكاء مرير، واعتدلت مبتعده عنها قليلاً.. نظرت لها بأعين تسيل منها عبراتها بغزاره.. لتسرع "إلهام" وتمسح عبراتها بكلتا يديها بحنان بالغ.." عاقلة؟!..انا مبقاش فيا عقل يا ماما.. أو بمعني أصح فارس بيقدر يلغي عقلي بعاميله معايا"..
نظرت لها "إلهام" بعدم فهم لتستطرد هي هامسه بستحياء.."بيعاملني كأني ملكه.. طلباتي أوامر.. بيعرف إزاي يغرقني في بحر حنيته وبيقولي كلام ولا قصايد الشعر بيخلي الدنيا تلف بيا وأبقى في دنيا تانية خالص يا ماما"..
لكزتها "إلهام" برفق وضحكت بقوة مردده بثقه..
"يبقي احساسي صح والواد بيموت فيكِ يا بت أوعى تضيعيه من إيدك يا خيبه، وتسيبي غيرك تخطفه منك"..