الفصل العاشر

206 23 28
                                    


- لا تنسوا الضغط علي زر النجمة قراءة ممتعة
______________________

نظرت دهب حولها تبحث عن والد صوفيا لكن لم تري أحد، وسماح تقف مندهشة لا تعرف من تلك الصغيرة، ومن دهب التي تنادي أسمها ولما السيدة أنغام تجيب عليها دون إن تخبرها إنها تتفوه بأسم خاطئ، قطع سيل افكارها دلوف أحدهم وهو يقول بنبرة متزنة:

"مبروك المكتب الجديد يا أنسة دهب"

نظرت دهب صوب الشخص الذي تحدث لتجد أنس يقف بكل شموخ وبين يديه تقبع باقة زهور رقيقة تناسب دهب كما إنها تناسب البدلة النسائية التي ترتديها فهي ترتدي بدلة لونها أبيض سروالها واسع من الاسفل وحذاء ذو كعب عالي، وتسدل شعرها خلفها، أقترب أنس بهدوء حتي وقف أمامها وهي تطالعه بغرابة لا تصدق إنه ذات الشخص الذي تحدث بواقحة حين كانت في منزلهم...

لاحظ أنس نظراتها تلك فطلب بأحترام من سماح التي كانت تقف بجانبهم تطالع كل هذا بصمت وعدم فهم:

"استاذن حضرتك ممكن تاخدي صوفيا لمحل البقالة القريب من هنا في حاجة كانت عاجبها بس مقدرتش اوقف العربية وأجيبها"

فهمت سماح انه يريد التحدث علي أنفراد مع دهب، فالتفت للدهب ثم أخذت منها الصغيرة وهي تقول بنبرة غريبة:

"عايزة حاجة يا ست أنغام قبل ما أمشي ؟"

نفت دهب برأسها بهدوء لتغادر سماح وهي تحمل صوفيا الذي أبتسمت ولوحت لدهب قبل إن تخرج من المكتب وبادلتها دهب نفس الشيء تحت أنظار أنس الذي لا يفهم كيف وصلت العلاقة بين دهب وابنته لتلك الدرجة من القرب والحب....

"تعبت نفسك أوي يا سيادة الرائد مكنش ليه لازم خالص كل ده"

تحدثت دهب بهذا، ليأتيها رده الفظ:

"عندك حق فعلا... بس صوفيا اصرت علي إنها تيجي بنفسها وتشوفك، فمقدرش أرفض ليها طلب"

أبتسمت بسخرية فدلوفه بتلك الطريقة لوهلة جعلها تصدق إنه جاء ليعتذر علي أسلوبه الوقح معها ليس فقط حين كانت في منزلهم، بل في كل مرة رأها بها، لذلك تركته يقف بمفرده وذهبت تجلس علي مكتبها تقول ببرود:
"كتر خيرك بقا لحد هنا يا سيادة الرائد تقدر تتفضل بقا تشوف شغلك، ولو علي صوفيا أنا أقدر اوصلها بنفسي لحد باب البيت"

أبتسم بهدوء ثم ذهب يجلس أمامها متحدثًا وهو يحك ذقنه:
"لا مانا في حاجة برضو عايز أفهمها منك فقولت بالمرة بقا"

لم تعطيه اهتمام بل زيفت انشغالها ببعض الأوراق وهي تجيب ببرود كما تفعل منذ إن بدأ يتحدث:

"تقدر تقول اللي حضرتك عايزه، بس بسرعة بقا علشان أنا مشغولة معنديش وقت أضيعه مع حضرتك"

أبتسم بجانبية ثم رفع قدمه يضعها فوق الاخري وتغاضي عن حديثها نابسًا بما جاء من اجله:

"أحنا قبضنا علي الشخص اللي اتسبب في حريق مكتبك القديم"

عاهات وتقاليد (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن