ماقَبل الملحمة،2

11 4 5
                                    

في اعماق ذلك القصر العملاق...في تلك الزنزانة الكبيرة يمسك اشقر الشعر بمشبك صغير مهترء بيده ويحدق به بتمعن ويستذكر الماضي...ذلك الماضي...قبل اثنا عشر سنة...حينما كان يبلغ من العمر سبع سنوات...اول مرة دخل فيها هذا القصر ،اول مرة شاهد فيها وحشا...اول مره مُص دمه...اول مرة أُهان...اول مرة ادرك ان المهم لايعامل باهمية بتاتا...حينما ادرك انه اصبح سلعة رخيصة...حينما تخلى عنه والده فقط لاجل بعض المال...بل ليس هو وحسب..تخلى عنه هو وكل تلك الارواح الحبيسة...قدرة التحكم ورؤية الارواح...قدرة طمع فيها الملايين ذلك السائل العجيب الذي يسري في عقل المفتاح السائل الذي جعل منه مجرد مفتاح لبوابة العالم الاخر....لبوابة مابين الحياة والموت....مابين هذا وذاك وِلد...تحت مسمى ميكائيل...او.....سُم...
نبذه الجميع وحينما شعر ان له فائدة...افسد كل شيئ...لو لم يولد لو لم يتاجر به والده لو قتل والده قبلها لتحررت كل هذه الارواح ....تلك الارواح ثقيلة...تحمل حملا عجيبا على ظهر هزيل...ظهر طفل....حاقدة ترغب بالخروج...ياليت وياليت ولكن مانفع الليت في هذا الوقت....كل شيئ حصل بالفعل...يا الهي...كيف كنت بريئاً...بريئا لدرجة انني لم اشعر بشيئ...كيف اصبح حالي هكذا؟ماهذا الشيطان الذي يقبع في اعماقنا؟وكيف له ان يؤدي لكل هذا؟وكيف سيعاقبه الاله؟تلك الذكرى...ذلك اليوم....انه يذكره بكل تفاصيله....قبل اثنا عشر سنة........

دَخلت ذلك القصر متحمسا بينما يرافقني والدي الذي تعتريه ابتسامة النصر...يامرني باللعب كما اشاء!يالها من نعمة...ياليتني علمت بماسيحصل بعدها...اتمشى في ارجاء القصر بحماس بينما يكلم ابي ذلك الضخم الذي يحدق به ....بشهوانية تامة...لم ادرك الامر لحظتها لكن ابي كان متوترا للغاية...ياله من مثير للشفقة...دماء تجذب انتباه الجميع...هذه نقمة ولدنا بها....اسري في الارجاء وينقلب نظري لهذا ولذاك لاصطدم بآسِري...الذي كان يومها مجرد امير سخيف....كان ضخما بعض الشيئ لكن ملامحه طفولية وهذا واضح...لهذا السبب تبسمت في وجهه ومددت يدي له مبتسما...كنت املك خدين ممتلئين...قرصهما باستغراب ثم ضحك مما اثار غيضي...دلني على مكان لنلعب به لقد كانت الحديقة كبيرة للغاية...مفعمة بالطاقة...يالها من خدعة...استمرينا باللعب قليلا الى ان نادانا ذلك الرجل الكبير نفسه...ذهبنا اليه معا...لكن ما اثار استغرابي في ذلك الوقت هو عدم وجود والدي هناك...فقط مشبك لفراشة زرقاء يخص والدتي الميتة...اخذ الرجل الكبير يتكلم مع من كان بجواري بتحذير لكنه لم يهتم وعانده...ثم ناداني لاوقع على عقد طائر مشع...لم اكن اعرف كيف اوقع لكنني فعلتها...كتبت اي شيئ وسُمي بتوقيع...جنيت على نفسي غير مدركا لحقيقة مايجري ،لكن ولسبب ما.....ذلك الامير المدلل قال بصوت عالي
:انه خاصتي!!
مسيطر منذ الطفولة اذا؟...ووالده يا الهي...كم هو غبي لقد وافق ببساطة غير مدركٍ إنه قلب العقد لصالح ابنه...وهكذا غدا المفتاح بين يدي طفل صغير....ولاداعي لاتكلم عن المصائب التي حصلت بسبب هذا الامر....والامير الصغير لم يكن لطيفا حقا....لم يكن كـ 'اتركوه انه يخصني' او 'لاتتدخلوا بامره وإلا قتلتكم اجمعين' كلا لم يكن هكذا بتاتا...فهو بذاته سادي تربى مع عائلة من الوحوش ....وحوش بحد ذاته لا يأبه لأي شيئ سوا الحصول على ذلك الدم المغري لينمو اسرع ويغدو ملكا بسرعة....من بعد ذلك اليوم لم اذق سلاما ولم اشم راحة...
غدوت كيس ملاكمة يتسلى به البعض والاخر يعبر عن امراضه وعقده النفسية به....يوما بعد يوم بهتت الابتسامة شيئا فشيئا لتختفي كليا...وتحولت لحزن والحزن تحول لغضب والغضب تحول لحقد...لما حينما حررني لتلك العشر ثواني لم ادمر كل شيئ؟فأنا قادر على هذا بالنهاية...انا المفتاح...انا نصف روح....انا استطيع رؤية الارواح والتحكم بقواهم...استطيع سحب اي شخص لعالم الارواح وسحب روحه من جسده بسهولة...استطيع عن طريق الارواح التي بجعبتي ان اهشم واقضي على كل من اريد...التعنيف...اوهذا تعريف جيد لما تعرضت له تلك الفترة؟تلك النظرة...ماهو اسمها ياترى...أوَهي تكبر ام اشمئزاز....؟اتسائل دوما هل استحق ماحدث لي؟لما انا؟هل استطيع التحرر؟هل سياتي يوم اشعر به بالحرية؟الحرية...ماهي اساسا؟الطفل ليس محررا...بل حبيسا....قضيت حياتي كلها...حبيسا اسيرا....أوَسأضَلُ هَكذا؟

قطع حبل افكاره دخول ضخم الجسد للغرفة يحدق في الارجاء بصمت واشمئزاز ثم يقول متنهدا
:امشِ...لم تبقى هنا...
استغرب هزيل الجسد لكنه وقف وهم بالذهاب معه خاضعا بينما يُعصر قلبه في الاعماق ،يتكلم كبير الجسد كاسرا الصمت المحيط بالمكان
:استطعت اقناع العائلة بإنك لست مؤذٍ وقرروا ان يجعلوا منك حارسا....لكنك تحتاج لتدريب صارم...تحت اشرافه...
بان الغضب والهلع على وجه هزيل الجسد الا انه تنهد وقال محاولا كبح مشاعره
:حاضر..










في ذلك البيت البسيط يقف متربعا مقنع غريب طويل ذي بشرة سوداء بالكامل وشعر ابيض قصير يرتدي اقراطا زُخرفت على شكل نجم كبير ،يحدق بالمكان بصدمة ويقول في نفسه
:من المستحيل ان هذه هي غرفة قريب ذلك السفاح....هذا مستحيل...
يصدر صوت من السماعة التي في اذنيه يقول
:عُد يافرانك....لابأس باللعب قليلا
قال بينما يقلب جسده ويهم بالذهاب
:حاضر سيدي...








تستيقظ زرقاء الشعر في غرفتها العملاقة مرهقة في منتصفة الليل اثر ذلك الاشعار الذي صدر...تضرب رأسها قليلا لتتبين لها صورة في الهواء تقول
(تم فصل كل من وورفل جيرمان ولياس بيجان وثيوڤير ماركين ،يرجى لمن يراهم ان يبلغ عنهم ،من ادارة اكاديمية روح ماث'
وفي نفس الدقيقة صدر نفس هذا الاشعار عند الجميع...من كان نائما...ومن كان يتجول...ومن كان ينازع...ونستطيع ان نقول بإن هذه الرسالة كانت كفيلة بقيام العديد من النظريات والفرضيات.....وفي اليوم التالي...لم يحضر الثلاثي...ولم ياتي ايضا ميكائيل وإيدن ويان ومينا...اما في الجانب الاخر فاصدقائنا يعانون....




الفصل اليوم قصير باعتباره نهاية الفصول اللطيفة الظريفة✨.

استعدوا للقادم حبايبي

ملاحظة//
الجثة يوم تتحلل تتحول لزهور والمكان الي يندفنون فيه بين المياه الهلامية المجمدة يعني كاس طلع نظيف.

س/من شخصياتكم المفضلة والاغث في الرواية؟
+شاركوني شكوكم ونظرياتكم حول الرواية لو هي موجوده✨

ANOTHER SIDEحيث تعيش القصص. اكتشف الآن