Ch44

21 12 0
                                    


الإضاءة مرتكزة على المسرح و هو فقط يحاول التناغم مع الموسيقى التي تتدرج في الصعوبة ، عينيه مغمضى لأن آخر مرة تقابلت عينيه بخاصة ايثان هو اخطأ في الحركة و ايثان أضاع نوته ، كان يعزف على الكمان بين يديه بكل مهارة بينما يراقب الراقص الصغير أمامه

عندما رأى ابتسامة لوي هو ابتسم دون إرادة ، فقط لا يصدق انه يقف هنا بعد السقوط مرتين من الدرج و حادث والده و الكثير من المأساة مولدة القرف في حياته

ايثان قسرا تذكر اول يوم للوي في الشركة و اول يوم في قلبه ، تذكر كل مرة بكى فيها الآخر كل مرة حشر رأسه اسفل الوسادة ، ذكريات سريعة اجتاحت عقله و خلالها هو كان يكبر

ايثان شاهد لوي يكبر يوما بيوم و لحظة بلحظة طوال اكثر من أربع سنوات لوي لم يتغير و لكن قرارته أصبحت اكثر جراءة ... هذه اللحظات اكثر من شخصية بالنسبة لهما ، كل منهما يحفظ الآخر ، يعلمان كم كلفهما التواجد هنا

العلاقة التي جمعت ايثان و لوي الآن لم تكن نتيجة بعض التجارب ، لا ... كانت حاصل سنوات من عدم التجانس ، استنزاف ايثان للوي فتى الرابعة عشر ثم فترات مرض لوي المستمرة ... علاقة الاستنزاف بينهما لم تختفي في أيام بل كانت نتيجة التغاضي ، تأنيب الضمير و الكثير من التنازلات ، حتى وصلا لشيء واحد سليم و متجانس

التناقض بينهما كان يجعل بقائهما معا جنوناً و لكن هذا اعظم ما فيه استحالته لذا هي و إلى الأبد واحدة من العلاقات القليلة التي ستبقى مخلدة بالنسبة للكثيرين في تلك المدينة ، مدينة صغيرة منهما ، سحر يتألف من كلاهما

نهاية العرض و مع النوتة الأخيرة كان هذا وقت الحركة الاختتامية ، لوي اتجه ناحية إيثان بحركة غير متوقعة حتى حمله الآخر بين يديه و دار به ، كان يراقب الأضواء تنعكس على شعر لوي و الراقص يراقب العسلي المتجانس مع البشرة الفاتحة لايثان ، أنزله بهدوء ثم انحنت الفرقة العازفة و الراقص الرئيسي لوي ثم نزلوا

صعد إيثان السيارة و لوي بالجهة الأخرى ، شبك الاثنان ايديهما قبل ان يدير ايثان المحرك ، لم يتحدثا اطلاقاً من وقت العرض و لكن النظرات بينهم كانت تفعل

ايثان و لوي لا يشكران بعضهما دائماً ، لا احد منهما يعبر عن انزعاجه بطريقة غير الصراخ ، علامة الاهتمام الوحيدة بينهما هي المعاتبة ، الصراخ بكلمة ابله في وجه بعضهما هي الشيء الوحيد الذي سيجعل الليل هادياً بعد يوم صعب لكلاهما

الحرص المتبادل منهما ، احدهما على حياة الآخر كان يجعل من تلك العلاقة مستوطن الأمان ، هوس ايثان بإبقاء لوي بجانبه و العكس كان لا يترك أي فرصة لسوء التفاهم بينهم ، العلاقة التي لم تعد تستنزفهما بعد الآن أصبحت أسلوب حياتهما ، طريقة تفكير و اسهل بكثير من محاولة تغيير شيء بعلاقتهما

sky without missILe حيث تعيش القصص. اكتشف الآن