ch19

42 17 0
                                    


الصمت يغلف المكان ، الجد الاكبر ينظر بطرف عينه ، يعلم انه اجبر الاخر على التزام الصمت لكنه لوي ، ما كان ليصمت قبل أن يحصل على اجاباته ، يكره قلة المعلومات ، تلك الحواجز السميكة التي تجعل معرفة اي شيئ صعبة .... هو مثالي للوقوف هناك و المطالبة بالكثير

اراد احدهم قول شيء كان سيقول شيء ، لكن صوت الباب الذي يفتح لم يدع مجالا للمزيد من النقاش ، اقترب رجل في اربعينياته وربما خمسينياته او ستينياته لا اعلم شكله لا يسرب اي معلومات اطلاقا

لكن اليوم و بعد غياب عامين و عدة أشهر ، عاد ليرى احد افضل اسوء الاستقبالات - و ربما هو لم ينتظر واحدا اصلا- وقف كريستان يسند يده للباب بينما يثبت نظراته على الوجه الجديد نسبيا ، على لوي الذي بادله التحديق محاولا التعرف على ماهيته

ابعد عينيه و اقترب للجد الاكبر ، قبل يده ثم ألقى التحية " اصواتكم تصل للبهو في الخارج " صوته كان ثابتا لم يبدوا عليه القلق بسبب مشاكل عائلته المتواصلة عوضا عن ذلك كان يبتسم بهدوء

استقام مرة أخرى و عانق اردينا - اخته - ثم صافح جون ، جون الذي تغير بالكامل بعد وصول أخاه في لحظات اصبح كالقط الاليف ، اقترب من الاحفاد كان ينتظره حديث طويل مع ابنه فكولتن منزعج بسبب الغياب ، ركع و مسح على رأس كريس و ابنه ثم التف للوي الذي جفل للخلف

" انت تشبهها " عيناه كانت تلمع ، اراد لو يحتضن الاخر يخبره انه افتقد والدته ، لكنه لم يفعل ، هذا شيئ لا يتعجب له حقا كانت انديانا هي الاقرب له من أخوته ، أحبها ، كان في مرحلة هوس أخرى و الان بعد وفاته في لحظات تعسر ولادتها و انجابها لفتى صغير لا يمكن ان يشبه احد عداها

ابتسم لوي و اقترب لعناق الاخر و ربما هو شعر ان الاكبر كان يريد ذلك

رؤيته فقط دون معرفة من هو في المقام الأول جعلت لوي ينسى عن ماذا كان يتحدث اصلا

اقترب للأريكة حيث كانت تجلس ايڤا تحدق له بينما سيالات الدموع لا تتوقف عن عبور عيناها ، هو لم يحتج كثيرا لمعرفة انهم تحدثوا حول احد تلك المواضيع الحساسة بالنسبة لها ، اقترب و عانقها ، لا و حملها ، اقتلعها من تلك الاريكة في ضمة كبيرة تجعلها لا تبدأ في التفكير بالمقاومة حتى...ادركت بشكل مبكر كم سيكون ذلك طويلا

التف للجد الاكبر بينما يربت على ظهر المستلقية بين ذراعيه ، توسم داخل عيني الجد يحاول استخراج المطارحة التي ادت الى اختناق المكان حد الإفاضة ، لكن لا ، عيناه لم تشي بشيئ فقط ترحيب بارد على قزحيتيه لابنه المنتبذ شرق اوروبا

تقدم جون و اخذ الفتاة خائرة القوة من بين يدي أخاه و سار بها ، استأذن كريستان انه سيغادر مع جون يضع أغراضه و يريح جسده على افضل حال ، أذن له الجد - و هو ما كان ليتحرك دون ذلك الاذن - و غادر دون ان يلقي نظرة خاطفة و أخيرة لابن اخته لوي

sky without missILe حيث تعيش القصص. اكتشف الآن