سارت الامور على ذات الوتيرة للثلاث ايام التالية ، التنقل بين المنزل و ورشة اصلاح السيارات من اجل تدبير ثمن هاتف و رقم كندي لا زال مستمراالنهج عند داڤي كان اقل وطأة ، حاول التأقلم مع الفتى هاتر الذي يعمل معه ، صحيح انه يتحمس احيانا و يقترب من داڤي وربما يلتصق بعض الشيئ لكنه لا يزال فتى جيد
.
.
فتح داڤي باب المكتب بعد ان اخذ حقيبة المنشورات التي سيوزعها ، شد الوشاح حول عنقه و رفعه لانفه كي لا يصاب بنوبة برد لا يحتاجها ، تقدم من احد الطرق الرئيسية ليرى هاتر متجها ناحيته "صباح الخير داڤي " لم يرد داڤي و اكتفى بوضع نصف ابتسامة على وجهه ، امسك الاخر بيده و هو يقول انه سيرافقه اليومبدأ داڤي بتوزيع ما بيده من اجل العودة لمنزله بسرعة قبل بداية العواصف الثلجية داخل المدينة ... كان يحاول ابقاء ابتسامته واسعة و عدم اسقاطها رافعا إصبعه الاوسط " سيدي هل يمكن ان تلقي نظرة على هذا المنشور " وجه الرجل نظره لداڤي و ابتسم ، امسك المنشور منه ثم قال " انت لست كندي أليس كذلك " اومأ داڤي و انسحب بهدوء
الرجل لم يشك اطلاقا به لأن داڤي بطبيعة الحال لا يتوتر و دائما يعرف متى ينسحب ... حتى عندما يكذب ربما
عاد ليكمل عمله و عند الغروب سلك الطريق المؤدي الى المنزل ، وجد هاتر في الطريق و الاخر اندفع ليعانقه لكن داڤي وضع يده بينهما ليتوقف الاخر "داڤي الست متحفظا للغاية " نفى داڤي برأسه و هو متأكد مما يفعله
داڤي كان قلقا بأستمرار حيال ان يتعرف هاتر على هويته -ابن وزير دفاع الدولة المعادية - لذا كان يترك بينهما الكثير من الحواجز و التي كانت تريحه حقا
عاد للمنزل و سقط على الأريكة ليجمع أنفاسه ، رفع رأسه و امسك احد الاطفال قائلا "هل اتى فاسيلير لهنا ؟.." نفى الفتى برأسه ليتركه داڤي يذهب
" يبدوا انه لن يعود الان ، سأنام اذا " حمل جسده من الأريكة ناحية غرفته و اغلق الباب
نصف ساعة أو ساعة و عاد فاسيلير ، استطاع استنتاج ان داڤي نائما كحال أغلب المنزل ، الضوء الوحيد المشعل هو من غرفته لان شريكه في الغرفة لا ينام الا في وقت متأخر
طرق الباب مرتين و دخل " اهلا " ، رفع الفتى عينه من هاتفه و لم يرد التحية لفاسيلير ، ابتلع الجنرال الاهانة و هو يحاول عدم قول ساعتين على قدميك مع سبة قبيحة في النهاية " ساعتين على قدميك ايها المغفل " اجل لقد قالها و لم يستطع ترك الأمر يذهب بسهولة ، التفت له الفتى و هو يسأله هل قال شيئا " لا ، لم اقل شيئ انسى فقط "
اومأ الفتى و دخل للأغطية و فاسيلير يتبعه ، فور ان اغمض فاسيلير عينه حتى فقد احساس المكان و نام ، بقي الاخر يحدق به لعينيه الكبيرة و شعره البني مع درجة من الكستنائي في غرته التي هوت لامام عينيه
أنت تقرأ
sky without missILe
Aksiحين تغيب الشمس و يصبح اليوم ماضينا لا تنظر للخلف انظر للأعلى انها سماء بلا قذائف . . . سماء بلا قذائف رواية عن ارواح نشأت وسط غارة الحرب و التضحية