السطر التاسِع

53 7 1
                                    











" هل تبكي على قبري ام تبكي على ذكراي؟"











"لستُ ادري مالذي أتمناهُ، ولستُ ادري ما أدعو اليهِ؛ يبدو وكأن كل ما ارغبُ به لا اشعُر به حينما ارفعُ يداي إليك ... لستُ ادري ما علي أن اخبرك بهِ "


واقفًا امام قبر يونقي؛ لا خير في هذهِ الحرب سواء خسائر
لا خير في هذهِ الحرب؛ فكل مرة يعود تاسهيونغ بحقيبة اكثر فراغًا مما كانت عليه حتى توقف عن العودةِ بها، هذهِ المره جسدهُ من كان محملة بخيبات العالم كُلها


تمنى ان ما يمر بهِ مجرد وهم؛ ان الغد سيستيقظ ليجد نفسهُ في منزلهِ
تحت سقف مألوف ومحيط ليس غريب، بين اشخاصًا كانو معهُ منذ صِغر، لو ان اقدامهُ لم تخطو لساحة الحرب... لو انهُ لم يُحب(؟)
يُحب(؟)...




حتى حُبه لم يعد متاكدًا منهُ؛ حتى طريق الى منزل يونقي اصبح اكثر وحشة! مات نصف سُكان القرية والاخر دفن نفسهُ في ذكرياتهِ
لا احد منهم اراد الخروج لمواجهة العالم؛ لم يرد احدًا منهم الاعتراف بان الحياة تستمر ، بأن عليهم النهوض والعيش بدونهم.




مثلما وقف تايهيونغ امام قبر يونقي يسقيهِ ويزرع الورد عليه
كان هناك من يبكي حرقًا على حبيب عاد نصفهُ ، لا يدري ايهما اشقى
يتمنى لو تنتهي حياتهُ بدلاً من رؤية تلك النظرات؛ تايهيونغ يفهم كل ذلك جيدًا لكنهُ بشكل او بأخر لايزال صامدًا.







لطالما كرهه هذهِ القوة التي يمتلكها ، "لا شيء جيد ياتي من وقوفك ووقارك بين الموتى يارجُل..."
"الا يبدو لك الركض الى ارض العدو فارغ اليدين لينتشلونك من عذابك اهون عليك من هذا العذاب؟"






"بُني ؛ عليك اللحاق بالموتى اذا كان العيشُ كالموت "
شخر تايهيرنغ في وجهه وهو يحتسي شراب الخمر العتيق، رائحتهُ تكاد تُسكر الدماغ قبل ان يرتشف منهُ حتى
"ويالهُ من حديث قادم من رجلً عجوز عاش الحربين وفقد كل من يُحب في سبيل ماذا؟"
" انا اخبرك بالحقيقة؛ تحتاج الحياة الي شُجاعًا للاستمرار وتحتاج شجاعة لانهاءها! لنقل أنني اجبن من ان انهي حياتي واقل قوة لاعيشها!"





"انت تتحدث كثيرًا، عليك بالصمت!"
انهى حوارهُ وهو يبتلعُ اخر ماتبقى من الشراب ليُنفض ثيابهُ يوقفُ جثمانهُ الذي ازداد عرضًا ، عائدًا إلى منزل.
يتخبط في الطريق يضرب الحجر يمينا ويسارًا ، سيبدو لك انهُ يسيرُ الى امام بخطوات جُندي ثابتة ؛ ولكن كل ما يراهُ هو دماء واجساد مبعثره يتعثرُ بها هنا وهناك في خطوات جبانه!


يقبضُ عينيه في محاولة للعودة الى واقع!
' افق الى نفسك!!'




لم يكن يتخيل يومًا مدى اشتياقهِ الى رتابةِ حياتهِ الاولى، الى النهوض صباحًا والذهاب الى الجامعة والالتقاء باصدقاءه والسفر الى اماكن عديده معهم؛ لطالما وجد تايهيرنغ العيش في ذالك المكان خانِقًا ولكن الان يبدو ذلك الاختناق اهون من هذا ضباب الذي يعيشُ فيه!، لرُبما لم يتمكن من الاعتراف بذلك ولكنهُ— حتمًا يمقتُ نفسهُ اكثر مما كان عليه سابقاً. 

Television 'TKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن