هب النسيم و لاح شعره الأسود الفاحم في الهواء بسبب رياح الربيع المعتدلة .
كان الجو يميل للحرارة قليلاً بسبب إقتراب فصل الصيف ، لكن بسبب حلول المساء و غروب الشمس كان النسيم الليلي يرفرف بردائه و شعره عالياً .
إنعكس القمر المكتمل في عينيه ذات لون العسل وتلألأت بلون الرحيق .
كانت تبدو عيناه شاعرية و أثيرية كما العادة .
لكن هذه المرة حملت عيناه بعض المشاعر المختلفة ..
الحزن ، الغضب .. و .. الوحدة .
نوره و حبه الوحيد .. قد تخلى عنه .
فتاته التي إنتشلته من قاع يأسه و قلقة لأوج سعادته و راحته .. لقد تركته ..
كان ذلك أشبه برفع شخص من القاع للقمة .. ثم إلقائه في القاع مرة أخرى بقوة أكبر .
لم يشعر سوى بالإشمئزاز من نفسه لعدم قدرته على فعل شيء .
لو أنها أظهرت عدم رغبتها في هذا الزفاف و لو للحظة لكان قد حارب أخيه الأكبر ( ولي العهد الذي رتب هذا الزفاف ) و ألغى ذلك و إستبدل ذاته كـ عريس .
لكنها لم تفعل ..
بل طلبت منه الإنفصال و الإبتعاد .. و كأنه عقبة في سعادتها ..
ذلك قد .. حطمه .
تحدث صوت هادئ من خلفه بإحترام " الأمير الثالث ! "
بردت ملامح وجهه كعادته و إلتف بوجه جامد نحو مساعده " ما الأمر ؟ "
تردد المساعد لثانية لكنه شد قبضتيه بإحكام و قرر قول الحقيقة " الآنسة لي نين .."
لمع وجه وانغ جاونينغ بلهفة و إهتمام قبل أن يسمع القنبلة القادمة " زفافها بعد غد "
بهت وجه وانغ جاونينغ و رمش بهدوء في وجه مساعده .
لاحظ المساعد ذلك و قبض قبضتيه بأسى على حال سيده و عض شفتيه بقوة حتى دمت .
إلتف وانع جاونينغ للأمام و طال صمته بلا إجابة .
لقد شعر و كأنه فقد صوته و كلماته ، شعر بأن هنالك حصاة تقف في حنجرته .. لم يستطع أن ينطق بكلمة .
بعد غد ؟ إذاً ذلك يعني أنهما لن يكونا مع بعضهما مجدداً ؟
حدق بالقمر بأسى ثم همس " أهذا عادل يا الهي ؟ أنا أعشق و أبتغي و ذلك من يحصد ؟ "
شعر بالحقد و الحسد على جي سيهان .
كيف لـ شخص أن يمتلك كل مايريده ؟
القوة و الشرف و السمعة و التاريخ و أيضاً .. محبوبته ؟
*لماذا هو وليس أنا ؟* ضاقت المسافة بين حاجبيه دالة على الأسى و الغضب .
تذكر محبوبته الجميلة و العذبة .. التي تنظر إليه دائماً بإبتسامة .
تارةً تغني و تارة تضحك على نكاته ، و تارة تقبله و تارةً تهمس بمكنون قلبها له ، و إن كانت حزينة فإنها تتوسد حضنه و ربما تذرف الدموع بصمت من أجل كبريائها .
أنت تقرأ
الزوجة المحتضرة لجنرال الحرب
Storie d'amoreإستيقظت في جسد فتاة تحتضر بنفس إسمها بعد أن توسلت الإله بأن يجعلها تلتقي بشخصيتها المفضلة جنرال الحرب ! إستطاعت كسب تعاطف الجميع .. الخادمات ، الأطباء ، بل و حتى الجواسيس ! لقد ساعدها الجميع بالإقتراب من حبها و تشجيعها ؛ بل قاموا بالتغطية على أخطائه...