26 : ذكريات في الينابيع

876 73 42
                                    



إنتشرت أصوات خطوات حوافر الخيول التي تجر العربات .

نظرت بدهشة للخيول حيث كانت هذه المرة الأولى التي تركب عربة يجرها هذا العدد من الخيول .

لقد كان هذا الأمر نادراً ، بالذات في الصين القديمة .

لقد إعتمد الأغلب على العبيد لحمل العربة أو الثيران .

لكن يبدو أن مكانة جي سيهان سمحت له بهذا التصرف و الذي يدل على الثراء الفاحش و الذي لا يستطيع أحد فعله سوى العائلة المالكة ذاتها .

إلتفت و نظرت لوجهه الهادئ الذي ينظر للوثائق التي بين يديه .

حتى وهو خارج للترفيه .. يعمل .

نقرت لسانها على حاله .

لا تعلم هل هذا هوسه بالعمل أم أنها أعمال متراكمة لا تنتهي .

نظرت إليه و لردائه الرمادي الداكن الذي زخرف بالفضة بشكل بسيط في حزامه و أكمامه .

ثم لقطعة اليشم السوداء كسواد عينيه .

تساءلت لماذا لا يرتدي ما اعطته إياه ؟

لقد إرتداه فقط في الزفاف ثم خلعه و لم تره مرة أخرى عليه بعدها .

عبست قليلاً حيث شعرت بالإنزعاج لكنها هدأت حيث ربما كان إنزعاجها من هذا الأمر مبالغاً فيه .

حدقت لوجهه والذي لايزال لاهياً عنها ، ثم وضعت رأسها على كتفه بعبوس .

و لا زال لم يلقي لها بالاً !

شعرت بالغضب ممزوجاً بالظلم .

حتى في اليومين الماضيين ، لقد شعرت بإهمال غير مسبوق .

لم تشعر سوى بالغضب يتصاعد .

تفأجات ثم وضعت يدها على صدرها .

لم تعلم أنها سريعة الإنفعال هكذا !

لقد ظنت أنها حليمة في ما يتعلق في جي سيهان .

لكن ما يبدو لها أنها في الحقيقة تراقب كل حركاته و تغضب أو تستاء منها .

لقد تذكرت ما كانت تقرأه في عالمها عن أن المرأة إذا تزوجت أو دخلت بعلاقة عموماً ، تكون هي الطرف الأكثر إهتماماً و ترقباً ، بينما يظل الرجال مثل الجمادات بلا إحساس في ما يلزم العلاقة العاطفية .

بينما يركزون هم على الجمال و العلاقة الحميمة .

شعرت بالظلم أكثر و أكثر كلما فكرت .

وزاد عبوسها بشكل كبير .

حتى رأسها الذي كان يسترخي على كتفه قد إستقام بلا شعور .

نظرت للخارج بحاجبين معقودين .

وما رأته بالخارج هو مجرد حراس يقفون على كلا الجانبين .

الزوجة المحتضرة لجنرال الحربحيث تعيش القصص. اكتشف الآن