.
.
.سيّد الكيميـاء
في مُنتصف صباح ندي ، حيث تتسلل أشعة الشمس الأولى عبر ضباب الحقول المتناهية في مزارِع آل فيرناندِيز في قلب بُوسطن
بدت الحديقة الخضراء كلوحة طبيعية نسجتها يد فنان بديع ، إذ مساحات الخضرة تمتد إلى ما وراء الأفق ببَعيد
تحرسها الأشجار العالية التي تهمس أغصانها بفعل نسائم خفيفة ، في هذا المشهد المهيب و الهادىء
تاسيلي فيرناندِيز إبنة العائلة الوحيدة و الصّغرى تمتطي حصانها الأسود كاليبسوا هذا الصباح بعد الانتهاء من التدريبات الخاصة بالفروسية و ما إلى ذلك أخذت تتجول في الحديقة بما ان أيام الخريف الآن في مقتبلها
كاليبسو ، حصان أسوداً كالفحم في لونه البهيّ مع لمعان لامع يكاد يعكس كل ما حوله في ضوء الشمس ، عضلاته بارزة كأنها منحوتة بعناية من حجر صلد للغاية، وجسده الضخم يبدو وكأنه نحت خصيصاً لمعركة أو سباق لا نهاية له .. فريد من نوعه
عينيه تشعّان بحدة وسرعة بديهة يتسلل منهما بريق غامض ، أما عن حوافره فَكانت تضرب الأرض بقوة ودقة لا مُتناهية تاركة آثاراً ثقيلة تدل على مكانته
ذيله الطويل يرفرف خلفه مثل راية حرب ، وشعره المتماوج الناعم يتطاير مع الرياح
تاسيلي ارتدت سترة داكنة ، مصنوعة من الجلد اللامع البُنيّ كالقهوة تلتف حول جسدها بإحكام تكشف عن مرونتها الجسدية
على رأسها قبعة سوداء ذات حواف عريضة تلقي بظلالها على وجهها المُسمرّ بينما تتطاير خصلات من شعرها مع نسمات الصباح
تقدم كاليبسوا بخطوات واثقة ليجعل من تُربة الأرض تتناثر في الهواء و تهتز الأرض تحت وقع حوافره الثقيلة ، بينما تاسيلي تتحكم بحركاته بسهولة وتناسق بديع من يديها
بَين الفينة والأخرى تميل قليلاً لتربت على عنقه ، تعبر له عن تقديرها الصامت لولائه ومرونته
توقفت عند قمة تلة صغيرة بعد قليل من المسافة ، تُطل منها على كل ركن من الحديقة الواسعة لقصر العائلة
وقد انعكست أشعة الشمس على العشب الرطب لتشكل ضوءاً باهراً أشبه بما يصدر عن جواهر مبعثرة على الأرض
ظلت تاسيلي لحظة صامتة ، تستشعر هذا الجمال الساكن من حولها كما فعلت دوماً ، و كأنها في حوار صامت مع الأرض والسماء بينما انطلق الحصان مجدداً تحت قيادتها
أنت تقرأ
CHEMESTRY MASTER
Romansa"يُمكِنُكِ مُناداتي بسيّدِ الكِيميـاءِ سأعبثُ بكِ داخلياً حتى أصلَ إلى التفاعُلِ النّهائي الذي سيجمعُنا تحت سقفِ مِخبـرِ الحُبّ، يا مَن تُشبهين نُعومـةَ الصّخورِ الملسـاءِ، عزيزتـي تاســيلـي." "لا تغرَّكِ ليونتـي، فأنا المُتحكِّمةُ هُنا حتّى الصّخـو...