بارت 19

254 23 13
                                    


نبداء

.........

في جناح لاليسا وجونغكوك، كان التوتر يخيم على المكان بعد الطلب الذي فاجأ جونغكوك. كان قد جلس في صمت للحظة، محاولًا استيعاب ما سمعه. كيف يمكنه أن يتخلى عنها بعد كل ما مرّ بهما؟ كيف يمكنه أن يتركها تذهب بعد أن تأكد بعمق مشاعره نحوها؟ فكرة التخلي عنها كانت غير مقبولة تمامًا بالنسبة له.

"لاليسا، لا يمكنني أن أتركك تذهبين بهذه السهولة. لقد مررنا بالكثير معًا. هل تعتقدين أنني سأسمح لك بالرحيل الآن؟" قال جونغكوك بصوت منخفض، مليء بالعزم.

لاليسا، التي كانت تحاول التماسك، لم تستطع منع دموعها من الانهمار. كانت تعلم أن جونغكوك يحبها، لكنها شعرت بثقل كبير في قلبها منذ وصولها إلى القصر، وكأنها لا تنتمي إلى هذا المكان. "جونغكوك، أنت لا تفهم. هذا المكان... هذا القصر... لا أستطيع البقاء هنا بعد الآن. أشعر بأنني دخيلة، بأنني لست جزءًا من هذا العالم."

جونغكوك شعر بألم عميق في صدره عند سماعه تلك الكلمات، لكنه لم يجبها. كان قلبه مليئًا بالتضارب بين رغبته في حماية لاليسا وإصراره على إبقائها بجانبه.

لاليسا، وهي ترى صمته، قررت أن تقدم اقتراحًا أخيرًا، كفرصة لهما للابتعاد عن كل هذا التوتر. "إذا كنت لا تريدني أن أرحل، فماذا لو ذهبنا معًا؟ لنأخذ استراحة... لنذهب إلى مملكة مانوبان، يمكننا المغادرة غدًا."

نظر إليها جونغكوك، وكانت ملامحه تعكس الصراع الداخلي الذي كان يعيشه. كان يعرف أن لاليسا تحتاج إلى هذا الابتعاد، لكنه كان ملتزمًا بواجباته الملكية. بعد لحظات من التفكير العميق، أجابها: "سأوافق، ولكن بعد يومين. لدي بعض الأمور التي يجب أن أنهيها هنا أولاً، وبعدها سنذهب معًا إلى مملكة مانوبان."

لاليسا، رغم أنها لم تحصل على الموافقة الفورية التي كانت تأملها، شعرت ببعض الراحة لأنها ستغادر قريبًا. أومأت برأسها موافقة، وعادت إلى أحضانه، متمنية أن تجد الراحة في وجوده بجانبها.

***

وفي جناح روزي وجيمين، كانت الأمور مختلفة تمامًا. الحزن كان قد تغلغل في الأجواء، وكانت روزي لا تزال تحت تأثير الصدمة. كانت تجلس على السرير، وجهها مدفون في يديها، بينما جيمين يجلس بجانبها، يحاول تهدئتها بكل ما أوتي من قوة.

"روزي، أنا هنا... أنا معك، لا شيء سيغير هذا. سنمر من خلال هذا معًا،" همس جيمين وهو يمسح دموعها بحنان.

لكن روزي كانت تشعر بأنها محطمة تمامًا. لم تستطع أن تتوقف عن التفكير في الجنين الذي فقدتهما. "كيف يمكنني أن أتحمل هذا، جيمين؟ كيف؟" قالت بصوت مكسور.

ظلّ القمر  ( ليسكوك)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن