بارت 23

447 30 20
                                        


نبداء

..........

مرّت شهران منذ تلك الحادثة التي قلبت حياة الجميع رأساً على عقب. تغيرت الأوضاع كثيرًا، وكأن الجميع يحاولون التأقلم مع الفوضى التي حدثت، بطرقهم المختلفة. تاي كان من أوائل من حاولوا المضي قدمًا. رغم الألم الذي شعر به بسبب رفض جيني، لم يكن قادرًا على الاستمرار في حياته دون محاولة التحدث إليها.

كل مرة كان يحاول فيها الاقتراب من جيني، كانت ترفض لقاءه أو الحديث معه. كان قلبها مليئًا بالأسى والخذلان، ولم تستطع تحمل رؤيته أو الحديث معه. استمر ذلك لأسابيع، ومع كل محاولة فاشلة، كان يشعر تاي باليأس يتزايد. في النهاية، قرر الهروب من تلك المشاعر المكبوتة والانضمام إلى الجيش. التحق بمعسكر تدريبي بعيدًا عن القصر، ليغمر نفسه في حياة جديدة مليئة بالتحديات والانضباط، آملاً أن يجد في هذا العالم الجديد ملاذًا من الآلام.

أما جيني، فقد حاولت أن تمضي قدمًا، لكن قلبها كان مثقلًا بالندم والتردد. كانت تتجنب كل ما يتعلق بتاي، محاولة العيش بعيدًا عن كل شيء يذكرها به. كانت لا تزال تشعر بالجرح العميق الذي تركه خلفه.

في الجانب الآخر من القصر، كانت جيسو تعيش مأساة خاصة بها. بعد فترة من الفرح الممزوج بالقلق بسبب حملها، اكتشفت أنه لم يكن هناك جنين من الأساس. كان الخبر صاعقًا لها. شعرت بالانهيار والفراغ، وكان الاكتئاب يسيطر عليها ببطء. عاشت أيامها منعزلة، بالكاد تتحدث مع أحد. كانت تتحرك كظل داخل القصر، تتجنب الجميع وتغرق في أحزانها.

أما روزي وجيمين، فقد وجدا طريقهما إلى السعادة. قررا تجاهل كل المشاكل والأزمات التي تدور حولهما، وركزا على حياتهما الخاصة فقط. كانا يستمتعان بكل لحظة، محاولين العيش بعيدًا عن الضغوط. هذا العزلة العاطفية عن المشاكل جلبت لهما السعادة، وجعلت علاقتهما أقوى من أي وقت مضى. كانا يعيشون حياة هادئة مليئة بالحب والضحكات.

وبالنسبة إلى لاليسا وجونغكوك، فقد اتخذوا قرارًا بالانتقال إلى الجناح الشرقي من القصر. كان الجناح هادئًا، بعيدًا عن ضجيج القصر ومشاكله التي لا تنتهي. أرادت لاليسا الابتعاد عن كل شيء، كانت تبحث عن الهدوء والسلام. جونغكوك كان دائمًا بجانبها، يحاول جعل حياتهما مريحة وسعيدة.

لكن بالرغم من الهدوء النسبي الذي وجدهما في الجناح الشرقي، لم يكن الأمر يخلو من ضغوط الملكة جيون. كانت الملكة مصرة على موضوع الحفيد. لم تتوقف عن الحديث عن ضرورة إنجاب لاليسا وجونغكوك لطفلٍ يضمن استمرار السلالة الملكية. كلما التقت بهما، كانت تطرح نفس السؤال: "متى سنرى الحفيد؟".

ليسا في الحديقة، مرتدية فستانًا ناعمًا من اللون الأبيض.

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
ظلّ القمر  ( ليسكوك)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن