ظلّ القمر ( ليسكوك)

البارت 16

نبداء

.....

في صباح اليوم التالي، استيقظ جونغكوك وحده في السرير، وسرعان ما استشعر عدم وجود لاليسا بجانبه. قلبه انقبض قليلًا من القلق، لكنه سرعان ما اطمأن عندما رآها جالسة في زاوية الغرفة، ملتفة بشالها الدافئ، وعيناها مثبتتان على كتاب تقرأه بتركيز.

نهض من السرير، متحمحِمًا لجذب انتباهها وقال بصوت ناعس: "صباح الخير، لاليسا."

رفعت لاليسا عينيها عن الكتاب، وابتسمت ابتسامة خافتة ملؤها التعب: "صباح النور، جونغكوك."

اقترب منها وجلس بجانبها على الكرسي، ثم وضع يده بلطف على جبينها ليتحقق من حرارتها، كانت لا تزال مرتفعة قليلًا.

"هل تشعرين بتحسن اليوم؟" سألها وهو ينظر إليها بقلق.

أجابت بصوت منخفض، يكاد يُسمع، "نعم، ربما قليلاً."

نظر جونغكوك إلى وجهها الشاحب وملامحها المتعبة، وعلّق بقلق: "أنتِ بحاجة إلى التغذية. أنظري إلى نفسك في المرآة، كم أصبحتِ نحيلة. لن نتمكن من تحسين حالتك إلا إذا تناولتِ الطعام."

قهقهت لاليسا قليلاً، وبدت عليها ابتسامة خفيفة. مدت يدها نحو جونغكوك وأمسكت بيده لتنهض بمساعدته، مما أثار دهشته.

"أوه، لحظة فقط. سأغير ملابسي أولًا، ثم ننزل لتناول الإفطار معًا، حسناً؟" قال وهو لا يزال مندهشًا من قدرتها على الوقوف رغم تعبها.

وقفت لاليسا، لكنها شعرت بدوار خفيف، حاولت تجاهله ولم ترد إزعاج جونغكوك أكثر. بعد بضع دقائق، عاد جونغكوك بملابس جديدة، وأمسك بيدها برفق، ساحبًا إياها معه نحو الطابق السفلي.

***

عند وصولهما إلى قاعة الطعام، كان الجميع قد بدأوا بالفعل في تناول الإفطار. جلس جونغكوك ولاليسا على الطاولة كآخر من ينضم، مما لفت انتباه الجميع إلى الحالة الصحية السيئة التي كانت عليها لاليسا.

رفع تاي رأسه من طبقه ونظر إلى لاليسا باستغراب، وقال: "لاليسا، لماذا تبدو بشرتك شاحبة جدًا؟"

كادت جيني أن تقفز من مقعدها من الغضب، نظراتها الحادة نحو تاي كانت كافية لتعبّر عن استيائها. هل هو يهتم بلاليسا لدرجة الملاحظة؟ لماذا هذا الاهتمام المفاجئ؟

لكن الحقيقة أن جيني ليست الوحيدة التي لاحظت تغير حالة لاليسا؛ الجميع قد شعروا بالقلق. تنهد تاي بتعب بعدما التقط نظرات جيني، ثم أعاد نفسه إلى حالته الهادئة.