الفصل | 01

220 32 7
                                    

الدّيكور اللّطِيف بالغُرفة يُوحِي بأنّها غُرفة في حضَانة، ضوءُ النّهار القادِم من خلالِ النّوافِذ يُجعلُ ألوانَ الجُدران الخفِيفة والغرفة أكثَر إشرَاقًا

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

الدّيكور اللّطِيف بالغُرفة يُوحِي بأنّها غُرفة في حضَانة، ضوءُ النّهار القادِم من خلالِ النّوافِذ يُجعلُ ألوانَ الجُدران الخفِيفة والغرفة أكثَر إشرَاقًا.

فِي وسطِ الغرفة متوسّطة الجحمِ تقِف فتاة صغِيرة تنظُر إلى السّقف بعيُون بنيّة دامِعة، ورغمَ وجهها الغارِق في الدّموع فإنّها رسَمت تعابِيراً توحِي بالقوّة رغم أنّها ليسَت كذلِك بتاتا.

- تستحقّ أيّها الفاسِد.

- أنزِليني يا منكُوشة الشّعر.

صاحَ صبيّ مِن الأعلَى يلكُم السّقف ويتحرّك بعشوائية، ورَغم عُيونه الدّامعة هوَ الآخر ما أمسَك لِسانَه عَن نعتِها.

- لَا تُعِب شعرِي، وَرثتهُ من أبِي.

صرخَ من الأعلَى وقد بدأ يشعُر بالرّهبة من الاِرتفاع فأغمضَ عيناه.

- أنزِليني.

- لن أفعَل، أخبرتنِي أمّي أنّ اِسقاطَ النّاس من الأعلى بقدرَتي ليسَ فعلاً صائبا.

فتحَ عيناهُ يحدّق بها بنظرَات ناتئة وهتفَ يلكمُ بعشوائية.

- الآن تمثّلين دورَ الاِبنة البارّة؟ ليسَ وكأنّك فعّلت ميزتك دونَ اِذن.

- أنا بارّة فعلاً، اِعتذِر وسوفَ أنادِي المعلّمة.

اِبتلَع لُعابَه يدرُس الوَضع كرَامَته لن تسمَح له بالاِعتذار، صارَ ينادِي علَى أمّه بقلبِه راجيًا أن تأتِي لِتقلّه بسُرعة وإلاّ سَيبقى معلّقا هكذَا إلى الأبد.

فتحَ الباب فجأة فطارَ بصَره نحوَه فتوسّعت اِبتسامَته إثر رؤية ذاتَ الشعرِ البنيّ الشبيه بشعرِه غير أنّه بنيّ اللون فقط؛ أمّه، مرّرت بصرَها حولَ المكانَ تدخل للغرفة وخلفَها معلّمة فصلِه، لم تكد تنطِق اِسمه تناديه حتّى اِستنجد بها.

- أمّي.

رفعت رأسَها نحوَه بحيرَة ثمّ تشثّعت عيُونها صدمة حينَ أدركَت أنّه عالِق.

TRUE BLUE.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن