البارت 42

72 7 5
                                    

الديره قبل العرس بيومين ...
كان الكل يجهز البيت ويزينون الحوش بالأضواء المعلقة والبيبان تتزين بالورود وأغصان النخل كانت تسمع أصوات الحريم وهم يتهاوشون على الترتيبات وكل وحدة تقول رايها إلي قول : لا حطي الورود هنا احسن .. والثانيه ترد : خلينا نعلق الزينه فوق الباب مباشره عشان تعطي منظر احلى .. كان الجو مليان حياة وحماس ناظرت كل حريم الديره موجودات ويساعدون ويزينون مع بعض ...
في الجهة الثانية من الحوش كان الرجال مشغولين بترتيب الخيمه وإعداد مكان الوحل العيال كانو يتسابقون في تعليق الفوانيس الكبيرة على أطراف الجدران وكل واحد يحاول يعلق الفانوس بأحسن طريقة عشان ينور المكان ويعطيه لمسة تراثية أصيلة ..
سعود : مطر خل الفانوس يكون مائل شوي عشان يعطيه شكل افضل ..
مطر وهو يضحك : لا يا شيخ المهم ينور ويعكس زينته على السجاد ..
جنب الخيمه كان الكبار يجلسون ويناظرون الشباب وهم يجهزون النار والمنقل كانو يرتبون الحطب بحذر في المنقل عشان النار تكون جاهزة للاستقبال الضيوف والدلال الذهبية موضوعة بعناية جنب النار وكل واحد يحاول يتأكد ان القهوة بتكون جاهزة والطعم مضبوط..
في زاوية ثانيه من الحوش كان مكان مجموعة من الرجال من الجيران يثبتون السجاد الكبير والمخدات حوالين مكان الوحال يرتبونها بدقة عشان تعطي راحة للمعازيم لما يجلسون ...
الجد عواف : لا تنسون تزيدون من المخدات الكبيرة الضيوف يحبون الجلسة المريحة ..
بحر : ابشر يا جد كلها جاهزة بس نوزعها بشكل افضل ..
ما بين الأصوات العاليه والمزاح الخفيف بين الرجال والشباب كانت تسمع خبطات خفيفه وهم يثبتون رايات العائلة فوق المدخل الرئيسي للخيمه هاذي العادة يحرصون عليها كل مرة لأنها تذكرهم بوحدتهم وقوة ترابطهم كعائلة واحدة
في وسط كل هذا الحماس كان الجد عواف يشرف على الترتيبات العامة ويطمن ان كل شيء يمشي على اكمل وجه ويراقب الزينات والأضواء عشان يتأكد ان الحوش بيكون بأجمل صورة ليلة العرس ..
الكل كان منهمك في شغله لكنهم كلهم على نفس النغمة نغمة الفرح والتوقعات اللي كانت تملأ المكان الحوش بعد ما كانوا شغالين عليه طوال اليوم بدأ يتحول لمكان ساحر مليان بالأنوار وزينة البيبان والمداخل تعطيه رونق خاص كانت ليلة تسبق ليلة العمر والجميع يعرف أنهم في طريقهم لصنع ذكريات ما تنسى..

عند الحريم كانت الجدة نوره تناظر تولين الي جالسه جنبه كانت مبتسمه ابتسامه عاديه مسحت على راسها بحنان وهي تقول لها : يا بنتي هاذي ليلة ما تنسى خلي قلبك مليان بالفرح والسعادة واذكري دايمًا إن الفرح في العيون والقلوب مو بس في الزينة والأمور ..
تولين ابتسمت بحب ما تدري وش تقول بس تنهدت وهي تقول : ايه يا جدة الله يسعدنا ويتمم علينا بالخير ...
عند الرجاجيل في هاذا الجو الحالم كان الجد عواف يقف في طرف الحوش يناظر السماء والنجوم اللي بدأت تظهر ابتسم وهو يلتفت للناس وبدا يقول لهم بأبيات شعرية تعبر عن احساسه :
يا ليل يا شاهد على أفراحنا وسرورنا 
فيك الليالي تصير أعمار وقلوبنا تعيد 
فيك الهوى يتنفس من جديد وزهورنا 
تزهر بفرح وتضيء الدنيا بكل جديد

في مزايا الورد والأشعار تولين ولو على الحب فهي في قلب الجمر🌷.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن