٨-سأجعَلكَ تَكرهنِي.

155 27 83
                                    

-أنتِ خَاصتِي لأحُب.
...

عُدتُ للدَاخل بعدَ ماقالَه لي و جَعلَ من جَميعِ جَسدي و مَشاعري مُنقادَة نَحوه، بالتَأكيد حَاربتُ رَغبتِي في مُعانقتِه و البُكاء في حِضنه، هذا الأمرُ يَستَهلكُني بشَكلٍ كُليّ، يُحرقنِي و يُعذبنِي.

لَيتهُ لم يَتكفَل عَناء هذا كُليّا، لا شِراء هاتِه الجَزيرَة و لا احضَاري لـ'إصلاَح عَلاقتِنا' و الذَنب يَقتلُني كلَ ثَانية.

سأجعلُه يَكرهُني، سأزعِجهُ، سأحرِقُ أعصابَه حينَها لن يَكون الأمرُ مُؤلمًا كثيرًا كالآنْ إن كَرهنِي، سأفعلَ جَميعَ الأشيَاء التّي تُغضبُه، سأصرُخ سأغضَب سأحَطم سأحَاول الهَرب حَتى و ان لمْ أكُن أرغَب في ذَلك فقطْ كي يُبعدَني عنهُ فلا أظطَر لكشفِ حَقيقَة خِيانتِي له و رُؤيتِي للخَيبة بعَينَيه.

"أنا جَائعَة" تَمتَمت أشبُكُ يَديّ بمُجرد جُلوسي على الأريكَة حيثُ كُنتُ سَابقًا أراقبُه بمُقلتَي و قد دَلف بعدِي يُغلق البَاب بهُدوء.
انتَبهتُ أن المَكان مُكيف بشَكلٍ مُريح على عَكس الجَو الحَارق خَارجًا..الجَمتُ بَسمتِي بضَغط شَفتي ضدّ بعضِهما حَتى لا يَنتبه لي.

رَفعَ رأسهُ بإبتِسامَة لي ثمّ أجاب:
"جَهزتُ العَشاء بالفِعل نَجمتِي، هَلُمي فشارِكيني الأكلَ إذنْ"
أومَئتُ بهُدوء استَقيم من مَكاني، ابتِسامَته و أسلُوبه الرَصينْ-كأنّ الزَمن عادَ بنا الى ما قبلِ برودِ علاقتِنا بسبَب العَمل.

إنه هو، لا يَزال هو جيمين خَاصتي، الوَحيد الذّي أحبَبتْ لكِن.. سُحقًا سُحقًا أنا أودُ البُكاء.
لَيتنِي استَطيع العَودَة بالزَمن لتلكَ اللَيلَة فلا أغادرَ المَنزل فلا ألتَقي بجايسون!

جَلستُ صامِتة قُربَ الطَاولة العاليَة بالمَطبخ أشبُكُ يَديّ على سَطحها لا أجرُء على قَول شَيئٍ. رُبمّا صَمتِي كانَ الحَل، رُبمّا هَكذا سَيملُ منِي.

وَضعَ قُربي صَحنًا، ابتَسمتُ دَاخليًا. لقد حَضرَ أكلتَنا المُفضلَة، البَاستا بالجُبن و التُونة تَطلبَ الأمرُ مني كُل قِوايّ حَتى لا أظهِر الرِضا على وَجهي.

كانتْ البَاستَا بالجُبن و التُونة أول ما تَناولناهُ سَويًا، عندَ لِقائنَا الأوَل...

Flash back:

"فلتَسيرُوا في الطَابور جَيدًا!"
تَأففتُ بمَللٍ و انزِعاج و أنا أسيرُ في الطَابور وقتَ الغَداء في الجَامعَة. المَكان مُكتظْ و الجَميع يتَدافعُون للحُصول على الغَداء قبلَ أن يَنفذْ كأنّ هذا لا يَكفي ليُضيفَ عليه صَوتُ المُراقبينَ و هم يَصرخُون بإنزِعاجٍ من وُجودِنا، مَرحبًا! ليسَ وكأننَا نُحبُ هذا المَكان أسَاسًا!

كُونِي لي. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن