٢- الرَفضْ مُؤلمْ.

159 28 80
                                    

-لَستُ مِثاليًا أجَل.
لكِني سأحِبكِ للأبدْ!..

...

- اليَـومُ الـمـُوالـي، صـَبـاحــًا  -

التَاسعَة صَباحًا، استَيقَظتُ بكَسلْ.
السَرير على جَانبي فارغْ مايَعنِي أن زَوجِي الحَبيب قَد ذَهبَ للعَمل ككُل صَباحٍ باكِرًا.
اصدرتُ تَنهدًا طَويلاً من ثِغرِي أنَاظرُ السَقف بمَشاعِر مُختَلطَة لا أعلَم مايَجدرُ بي أن أشعُر.

كُنتُ أنهَيتُ  العَمل على تَصميمِي الجَديد مُؤخرًا و الذّي سَيطلقُ قَريبًا غَير ذلكَ ليسَ لي عَملُ أقومُ به حَاليًا أو زَوجٌ أتَكلمُ معَه بخُصوصِ الأمرْ.

"عليّ النُهوضْ الآن و الاّ سَيتآكلنِي الإكتِئابْ،  سأذهبُ لمَركزِ التَجميل لأغَيرُ شَيئًا ما في شَعرِي، حينهَا سأذهبُ لزِيارتِه في المَكتب.. أجَل، أجل هذا جَيد"
تَمتَمتُ مُبتسمَة لنَفسي كتَشجِيع ثمّ قُمتُ من مَكانِي  لأستَحمَ و أبدَأ يَومِي.

....

نَزلتُ للأسفَل بعدمَا ارتَديتُ ثِيابِي و تَجهزتُ للخُروجْ،  ارتَديتُ شَيئًا صَيفيًا مُناسبًا تَمثلَ في فُستانٍ أزرَق طَويلٍ و واسِع ذُو أكمامٍ قَصيرَة رِفقَة حَقيبَة يَدٍ بيضَاء و صَندل مَفتوحٍ به كَعبٌ صَغيرٌ أبيضُ كَذلكْ.

"صَباحُ الخَيرِ ميلانِي"
بإبتِسامتِي المُعتادَة حَييتُ كَبيرَة الخَدم و صَديقتِي الوَحيدة في هَذا المَنزلِ الضَخم عندمَا دَلفتُ المَطبخْ ،  سَيدَة قاربتْ الخَمسيناتِ من عُمرها بَشوشَة الثِغر لَطيفَة القَلب و الرُوح.

"صَباحُ الخَيرِ عَزيزَتي، فَطوركِ المُعتادْ؟"
أجَابتْ تَحيتِي بإبتِسامَتها الدَافئَة  ثمّ سألتْ هَمهَمت مُومئَة برأسِي مُضيفَة:
"نَعم، من فَضلكْ"

أومَئتْ بهُدوء ثمّ استَدارتْ للكَاونتر الوَاسع تَفتحُ احدَى  الخَزناتِ لتُخرجَ كأسِي الزُجاجي الجَميل و الذّي أفضلِه فاستَقمتُ قائلَة:
"سأجَهز شَطيرتِي إذًا"

"لَقد جَهزتُها و لاتَزالُ ساخنَة، فقطْ اجلِسي بمَكانكِ حَتى أجهِز لكِ المَاتشا، أعرفُ أنكِ تُفضلينَ خَاصتي"
ابتَسمتٰ بهُدوء أتَمتِم بالشُكر لها عندمَا أعطتنِي طبقَ شَطيرَة الأفوكادُو و البيضِ خَاصتي، فجَلستُ أراقبُها تُجهزِ لي الماتشَا، صدقًا خَاصتُها لذيذَة كأنها تَضعُ الحُب من قَلبهَا كلَ مرَة.

كُونِي لي. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن