١-البَذخُ و الطَمع.

200 28 143
                                    

-أحِبُ الطَريقة التّي تُخبرُنِي بها عَيناكِ أمُورًا لا يَستَطيعُ ثِغركِ البَوحَ بها..

...

- الـولـايـات المـُتـحَدة الـأمـريـكـية، نـيَويـورك. مـَبـنـَى شـَركـَة ديـُور، الـسَاعـَة الـتَاسـعَة مَـسـاءً -

رَائِحة البَذخ و الثَراء كانَت تَفوح في كُل رُكن في المَكان داخِل هاتِه القَاعَة، من بِذلاتِ الرِجال الى فَساتِين زَوجاتِهن اللَواتّي تَتأبطنَ أذرِعتهُم كمَن تَخشَى أن يُسرقَ زَوجهَا منهَا إن افلَتته في هذا المَكان حَيثُ يَحتفلُ المُدير التَنفيذِي بارك المُبجلْ و زَوجته بإطلاقِه لمَجموعتِه الجَديدَة للصَيف من ماركَته ديُور.

ههه أنا، أنا هي زَوجته التّي أجلسُ عن بَار القَاعَة مُنفردَة بعدَ أن قامَ رِفاقُه من شَركاتٍ أخرَى بأخذِه معهُم الى حَيثُ فقطْ الرَب بمُفردِه يَعلم في هذا الإكتِظاظِ و الضَجيج.

كُنتُ أقلبُ كَاس الشامبانيَا بمَلل بين أنامِلي و أنا اتفقَد شَكل فُستانِي القُرمزِي القَصير نَوعًا ما، أكرَه هاتِه الحَفلاتْ، كلُ من فيهَا يَتصنع و لا شَيئ حَقيقي فيهِم إذْ أنَ جَميعِهم طَماعُون يَسعونَ ورَاء المَكانَة و الغِنى.. كزَوجي الأحمَق، الفَاسق، بَارد المَشاعر، المَهووسُ بعَملِه اللَعين لدَرجَة أنَنا لا نَحظَى بوَقتٍ سَويًا أبدًا سو‌ى دَقائِقْ-إن عادَ باكرًا طَبعًا- عَدى ذلكْ، يَستَيقظُ قبلي و يَنامُ بَعدي.

أعلَم أنهُ لن يَخونَني لكِن لا أعلَم أيَجدُر بي الفَرح أم البُكاء لهَذا ههه.

لذا حاليًا كُنتُ فقَط أراقِب الجَمع بمُقلَتي في مَلل شَديد يَغلبُ عليهِ التَعب بسَبب العَمل، أخبَرنِي أكثَر من مَرة أنّه لا يَجبُ عليّ ذلكَ لأنّ دخلَه يَكفينَا لكِني كُنتُ مِثل' وما فَائدَة سَنواتِ الدِراسَة التّي تَعبتُ و دَرستُها إذنْ؟' لذَا هو سَمحَ لي.

أسنَدتُ جَبينِي على كفِ يَدي المُستَند على سَطح البار الزُجاجِي عليّ أزِيحُ تَأثيرَ الصُداعَ الذّي داهَمني، بحقِ الخَالق أنا زَوجَة المُدير لذَا عليّ أن أسانِده أوليسَ كَذلك؟ إذًا لا يُمكنُني المُغادرَة الآن.

حَزمتُ أمرِي بالذَهاب و البَحثِ عنهُ كي أقنِعه بالمُغادرَة-أعلمُ أنّي سأفشلُ في ذلكَ كالعَادة- لكِن هو المُديرُ بحقِ الرَب يَستَطيعُ عُمالهُ التَكفلَ ببَقية الحَفل في غِيابِه إذًا لمّا يَدفعُ لهُم إن كانَ يَقومُ بكُل شَيئٍ بمُفردِه؟؟

كُونِي لي. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن