Chapter 1

567 20 4
                                    

تورينو ـ إيطاليا ـ 2005

في قَصرِ عائلةِ ميلتون ،كان الجنرال والقائِد الأول للقوات العسكرية ، ليونارد ميلتون ، يحتفلُ بعيدِ ميلاد إبنه الصغير وسطَ أجواء عائلية جميلة ولطيفة مع زوجته وابنه الآخر .

على الرغم من قوتِهِ ونفوذهِ الهائِلان في الدولة ، إلا أنه كان يُخصّص من وقتهِ لأجلِ عائلته .

إنتهوا منَ الإحتفال وتمنّوا لصغيرهم أمنيات بمناسبة ميلاده وقدّموا لهُ الهدايا ، غير منتبهينَ للكارِثة التي كانت قد بدأت بالفعل بإلتهام قصرهم.

كان ليونارد قد أعطى إجازة لجميعِ الخدم والحرَس في قصره لأنه أراد أن يقضي يوماً كاملاً مع عائلته فقط .

صعد الصغير لغرفته وإبتسامته الطفولية زيّنت وجهه حاملاً الهدايا التي أحضرها والديه وشقيقه الأكبر ، وتبعه شقيقه للأعلى.

بعد نصف ساعة ، كان الشقيقان في الغرفة يتحدثان ويمازحان بعضهما غير مدركين أن النيران الهائجة إلتهمَت نصف القصر بالفعل ، فغُرفة الأخ الصغير تقع في نهاية الطابق الثاني .


شعر الأخ الأكبر بنابضه يضرب بقوة وأحس أن امراً غريباً يحدث، تحرك فاتحاً باب الغرفة ليخرج لوالديه ، لكنه تفاجأ وذُعر حين رأى الدُخان الأسود الكثيف الذي غطى المبنى بأكمله .

أدرك بسرعه أن هنالك حريق فعاد للداخل وامسك بيد شقيقه الصغير ساحباً إياه للخارج .

ما لبث أن وصل للدرج المؤدي الى الطابق الأول حتى دوى صوت الإنفجار العنيف القادم من الاسفل نتيجة أنابيب الغاز الموجودة في القصر والتي طالتها النيران .

بدأت النيران بالتضاعف حتى وصلت للطابق المتواجد به مع شقيقه .

اندفع جسده وجسد شقيقه بقوة وعنف وإرتطم بالأرض بسبب الإنفجار ، رفع رأسه النازف بألم واقترب من شقيقه الذي يأن بالم ويبكي بصوت متعب.

«لا تخف صغيري ، شقيقك الأكبر سيحميك »

قالها صاحِبُ التسعِِ سنوات مـُعانقاً جسد شقيقه و محاوِلاً إخفاء جسده وحمايته من النيران التي تلتَهِم قصر والده .
«أخي ، أشعر بالدوار »


أردف الأصغر ذو الأربعِ سنوات والدموع تجمعت في عينيه.

« سنخرج من هنا ، فقط تحمل قليلاً يا أخي »

قالها بينما يحمل صغيره على ظهره ، مقسماً لنفسه أنه سيحميه لو كلفهُ الأمرُ حياته.

خرَج راكضاً بأقصى ما لديه من سرعة متناسياً ألم قدمه المحروقة وحامِلاً الصغير الذي يحاول جاهداً البقاء بوعيه.

توقف فجأة متجمداً حين رأى جسد والده مستلقٍ على الأرض مُعانقاً زوجته وحامياً إياها من اللوحة العملاقة المشتعلة التى كادت تسقط عليها ، لكنه لم يستطع إنقاذها ففارقا الحياة معاً تاركين طفليهما وحيدين .

Efortis إيفُورتِس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن